الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-03-06, 21:48 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

c1 وقفات مع الفتن والبليات



وقفات مع الفتن والبليات



خطبة الجمعة بتاريخ 18/01/1424



لسماحة المفتي العام الشيخ العلامة عبد العزيز آل شيخ حفظه الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا تفريغ لخطبة سماحة المفتي العام عبد العزيز آل شيخ حفظه الله, والتي ألقاها يوم الجمعة 18 محرم 1424 , وكانت تحت عنوان << وقفات مع الفتن والبليات >> , وتناول فيها مجموعة من العناصر نلخصها فيما يلي :
1- وجوب الإيمان بقضاء الله وقدره. 2- معنى الإيمان بقضاء الله وقدره. 3- المؤمن شكور صبور. 4- سنة الابتلاء والامتحان. 5- ما وقع بلاء إلا بذنب. 6- ضرورة الرجوع إلى الله تعالى.
7- الثبات واليقين. 8- شدة تألم الأعداء. 9- دفع البلاء بالإحسان وبذل المعروف. 10- اللجوء إلى الله والتضرع بين يديه. 11- إحسان الظن بالله تعالى. 12- أهمية اجتماع الكلمة. 13- الإسلام ظاهر لا محالة.

والآن نبقى مع النص الكامل للخطبة :



الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين , أما بعد :

فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله، إنَّ من عقيدة أهلِ السنة والجماعة الإيمانَ بقضاء الله وقدره، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنَّ كلَّ ما يجري في الكون فبقضاءٍ وقدر مِن الله. والإيمانُ بقضاء الله وقدَره ركنٌ من أركان الإيمان، يدلّ عليه سؤال جبريل النبيّ لمّا قال: يا محمد، أخبرني عن الإيمان، فقال: ((أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمِن بالقدَر خيرِه وشرّه مِن الله))، قال: صدقت .
(1) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.)

أيّها المسلم، فالإيمانُ بقدَر الله [أن] يؤمنَ العبد حقًّا بهذا الركنِ العظيم، يؤمن بأنَّ الله علِم الأشياءَ قبل كونِها، علِمَها قبلَ حصولها، وأحاط علماً بها كلّها، <<وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّة ٍفي ظلمات الأرض وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كتاب مُّبِينٍ>> [الأنعام:59]،<< وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبّكَ مِن مّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلك وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ>> [يونس:61].

علِم الأشياءَ وكتبها، أي: كتب هذا العِلمَ قبل أن يخلقَ الخليقةَ بخمسين ألفَ سنة،<< أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاء وَالأرْضِ إِنّ َذلك فِى كتاب إن ذلكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ>> [الحج:70]، أول ما خلق الله القلم، قال: اكتُب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتُب، فجَرى في تلك الساعَة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، <<وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب>>[الرعد:39].

وإنّ الله جلّ وعلا شاء هذه الأشياءَ، خلقها وشاء وجودَها، فلا يكون في ملكِه ما لا يريد، وإنّما يكون ما يريد جلّ وعلا، وسلفُ الأمّة يقولون: ما شاء الله كان وما لم يشَأ لم يكن، قال تعالى:<< لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ>> [التكوير:28، 29]. فسبحانَ من أحاط علمه بكلّ شيء، وسبحانَ من نفذت قدرتُه في كلّ شيء،<< لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ>> [الأنبياء:23].

أيّها المسلم، وما يجري في الكون بقضاء وقدرٍ من الله، وله الحكمةُ في كلّ الأحوال، قدَرُه محكَم، لا لعِبَ ولا باطلَ فيه،<<وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ >> [ص:27]،<<وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ >>[الدخان:38، 39]. فعقيدةُ المسلم حقاً أن يعلمَ أنّ ما يجري في الكون بحِكَم عظيمةٍ بالغة، أدرك البعضَ منها وغابَ عنه أشياء، لكنّ المسلم على يقينٍ أنما يجري بحكمة الربّ جلّ جلاله، له الحكمة في كلِّ ما يقضي ويقدِّر، <<لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ>> [الأنبياء:23].

المؤمنُ حقًّا إن أصابَه ما يسُرُّه من إيمانٍ وتقوى وتوفيق للخير ونُصرةٍ على الأعداءِ شكر اللهَ على نعمتِه، واستعان بها على ما يُرضي ربَّه، وتقرَّب إلى الله بما يرضيه من صالح الأقوال والأعمال، وإن أصابه ضررٌ في ساعته الراهنة من مصيبةٍ حلَّت به أو قارعَة دَهَتْ أمّتَه ونحو ذلك، فله مع القضاء والقدر وقفات.

أوَّل ذلك: أن يعلَم أنَّ ما يجري ما بين ابتلاء وامتحان،<<أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ >>[العنكبوت:2، 3]، ويكون الابتلاء تمحيصاً وحطًّا للخطايا، <<وَلِيَبْتَلِىَ اللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ>> [آل عمران:154]. وقد يكون عقوبةً على واجبٍ تركته، أو أمرٍ خالفتَ فيه شرعَ الله،<< وَمَا أصابكم مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ>> [الشورى:30].

ثمَّ هو بعد هذا يبحَث عن نفسِه ومكامِن الخطأ في نفسه، ويعلم أنَّ اللهَ أعدلُ العادلين، <<إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ولكن النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ>> [يونس:44]،<< وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ>> [فصلت:46]. فيعلمُ حقاً أنّ ما أصابَه بذنوبٍ اقترفها، قال تعالى: << أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ>>[آل عمران:165]، فمن أنفسنا أوتينا، فتوبةً إلى الله وعوداً إلى الحقّ والهدى، وأنَّ المسلمَ إذا تصوَّر ذلك أصلح ما بينه وبين ربِّه، وحمل أهلَه وولدَه على الخير، ودعاهم إلى الهدى والاستقامة.

وقفةٌ أخرى: أنَّ أهلَ الإيمان أمام الأحداثِ يأخُذُون عِظةً وعبرة، فتكون الأحداث سبباً لإيقاظ نفوسِهم، وتنبيهِهم من رقادِهم، وتذكيرهم بربِّهم ليعودوا إليه، فالمؤمنُ يأخذ عبرةً من كلّ واقع، لا يكون شامِتاً، ولا يكون إلا متَّعظاً معتبِراً، تمرّ به الأحداث فيأخذ منها عظةً وعبرة وتذكيراً.

هكذا المسلم في كلِّ الأحوال، دائماً يتذكَّر ويتَّعِظ ويعتبر بكلِّ واقع، فيزداد الإيمانُ ويقوى اليقين، ولا يكون غافِلاً تمرّ به المواعظ فلا ينتهي ولا ينزجر، وقد ذمَّ الله الكفارَ على مرور المواعظ وعدم اتِّعاظهم واعتبارهم:<< وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ>> [الرعد:31]. أمَّا المؤمنون فلا، يأخذون من كلِّ حدثٍ عبرةً وعظة، فيزداد الإيمان ويقوى اليقين، ويعيدوا حساباتِ أنفسهم، ويلجؤوا إلى ربِّهم.

ووقفةٌ أخرى: أنَّ أهلَ الإيمان لا تزيدهم الأحداث إلا صلابةً في دينِهم وثباتاً على إسلامهم، لا تزحزِحهم الأحداث ولا تسلُّطُ الأعداء، ولا يضعف الإيمان، بل يقوى اليقين ويقوى الإيمان، <<الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ>>[آل عمران:173]، يعلَمون أنّ الأعداءَ يرجفون بهم ويثبِّطون هممَهم، قال الله تعالى: <<إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ>> [آل عمران:175]، وأهلُ الإيمان حقاً يعلمون بما دلّ الكتاب والسنة عليه؛ أنَّ النصرَ لأهل الإسلام والعاقبة للمتقين إن صدقنا الله حقاً، قال تعالى:<< وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ>> [آل عمران:139]، فإذا وُجِد الإيمان الصادق فلأهل الإيمان التمكين والنصرُ والتأييد،<< وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصالِحُونَ>> [الأنبياء:105].

وللمسلمِ أيضاً وقفة أخرى: وهو أن يعلمَ أنّ ما أصابه من بلاء فللعدوِّ نصيبٌ من ذلك، قال تعالى في كتابه العزيز مبيِّناً ذلك: <<وَلاَ تَهِنُواْ فِى ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ، لكنَّ المؤمنَ يرجو ما عند الله، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ>> [النساء:104]، فالمؤمن يرجو من الله الخيرَ والمثوبَة.

ووقفة أخرى: أنَّ المؤمنَ أمام الأحداث يتقَّرب إلى الله بما يُرضيه، فيبذل المعروفَ، ويكثِر الإحسان والإنفاق في وجوه الخير، فإنَّ الصدقاتِ يدفع الله بها البلاء، ويرفع الله بها المِحن، فالإحسان إلى عباد الله ورحمةُ عِباد الله يرحم الله بذلك العباد، ارحَموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الراحمون يرحمُهم الرحمن، والصدقةُ تطفئ غضَب الربِّ، وتدفع ميتة السوء، وفي الحكمة: "صنائِع المعروف تمنَع مصارعَ السوء".

وأمرٌ آخر: أنَّ أهلَ الإيمان أمام الأحداثِ والبلايا يكثُر التِجاؤهم إلى ربِّهم وتضرُّعهم بين يدَيه، مع أخذِهم بكلِّ سببٍ نافع، لكنَّهم يلجؤون إلى الله، ويُلحّون في الدعاء آناء الليل وأطرافَ النهار، فما أصاب المسلمين من كَرب ففوّضوا أمرَهم إلى ربِّهم والتجؤوا إلى ربِّهم [إلا] وجَدوا الله توّاباً رحيماً. ها هم أنبياؤه ورسلُه إذا نزلت بهم المضائق لجؤوا إلى الله،<< وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ>> [الأنبياء:83، 84]، << وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ>>[الأنبياء:87، 88].

أيّها المسلم، ثمَّ أهلُ الإيمان مع ذلك يحسِنون الظنَّ بربِّهم، ولا يسيؤون الظنَّ بربِّهم، ويعلمون أنَّه الحكيم العليم فيما يقضي ويقدِّر، لا يظنُّون به ظنَّ المنافقين الظانّين بالله ظنَّ السوء، لكنَّ ثقتَهم بربهم، وأنَّ الأمور بيَد الله، وموازين القوى بيدِ الله، والعباد كلّهم خاضعون لله، لكن الابتلاء والامتحان لا بدَّ منه؛ ليظهرَ صدق المؤمنين وثباتُهم وارتباطهم وقوّتهم ووقوفهم أمام عدوّهم وقفةَ الصدق واليقين والارتباط والثباتِ وشدّ الأزر والتعاونِ القويّ بين أفراد الأمّة.

أمّة الإسلام يُستهدَف دينُ الإسلام، ويُستهدف أمنُ الأمّة، وتُستهدف خيراتُها، وتُستهدف وحدتُها واجتماع كلمتِها، ويُسْتهدف كلُّ خير تتمتَّع به الأمّة، فواجبُ الأمّة أن لا يوجِدوا ثغرةً لأعدائِنا يلِجون من خلالها، بل نكون صفًّا مترابِطاً، صفًّا واحداً كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً، وكالسجد الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسَد بالحمَّى والسهر، سَمعاً وطاعةً لله ثمّ لولاةِ الأمر، واجتماعَ كلمة، ووحدة صفٍّ وهدف، والتحامًا على الخير، وإغلاق الأسمَاع عن كلِّ الأراجيف والأباطيل؛ لأنَّ الأمة اليوم بحاجةٍ إلى تكاتُف وتعاون واجتماع وارتباط وثيق يشدّ بعضُهم أزرَ بعض، هكذا يكون المؤمنون، <<وَلاَ تنازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ>> [الأنفال:46].

إنَّ اتحادَ جبهة الأمة وقوّة تماسكِها لعنوانُ صلاحها وسلامتها بتوفيق من الله، وإنَّ هذه الغمَّة والبلايا سيزيلها الله بفضلِه وكرمه، لكن علينا أن نتمسَّك بديننا، وأن نثِق بإسلامنا وتعاليمِ دينِنا حقاً، وأن نكونَ على المنهج القويم، نسأل الله الثباتَ على الخير والاستقامة على الهدى، إنّه وليّ ذلك والقادِر عليه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتّقوا الله تعالى حقّ التّقوى.

عبادَ الله، إنَّ واجبَ المسلمين فيما بينهم التعاونُ والتعاضد والتناصر، والوقوف جميعاً يداً واحدة في كلِّ ملمّة تنزل بهم، فهم أمّة الإسلام أمةٌ واحدة، أمةُ محمّد ، لا عزَّ إلا بالاجتماع والتعاوُن،<< وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ>> [آل عمران:103].

إنَّ أعداءنا يحاوِلون بكلِّ ما أوتوا من إمكانيات أن يوقِعوا في الأمّة الرّعب، وفي نفوسِهم الخوفَ والذعر، ويحدِثون ما يحدِثون في صفوف الأمّة، فالأمّة المسلمة مجتمعةُ الكلمة، متَّحِدة الهدَف، غايتها وهدفها واحد، دفاعاً عن هذه العقيدة وعن بلادِ الإسلام، فهُم يدٌ واحدة على مَن سواهم، متآلفِة قلوبهم، يسمعون ويطيعون لمن ولاَّه الله أمرَهم، ويعلَمون ما يريدون مِن خيرٍ لهذه الأمّة، فالتّماسك والتعاون والاجتماع والبُعد عن كلِّ ما لا خيرَ فيه، الأناءةُ في الأمور، ومعالجة الأمورِ بالعدل، وعدم الإسراع إلى الإعلام المرجِف الذي يسعَى في فتكِ عضُد الأمّة، وفي تصوير الأمّة وواقعِها، فنحن بأمسِّ حاجةٍ إلى وحدَة ثابتةٍ، وحدةِ عقيدةٍ صادقة، كلّنا يدٌ واحدة، وصفٌّ واحد أمَام كلِّ الأحداث، نسأل الله أن يرزقَ الجميع الاستقامةَ والثباتَ على الحقِّ، وأن لا يزيغ قلوبَنا بعد إذ هدانا.

كم مرَّ بالأمّة المسلمة من أحداث، ولكنّ هذا الدين لا يزال باقياً ولله الحمد، كم مرّت بهم الحروب الصليبية وحروب التتار، وكم وقع بالأمّة ما وقع، ولكنّ الأمّة ولله الحمد لا يزال دينُها باقياً منصوراً بنصرة الله له،<< إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لحافظون>>[الحجر:9]، ((ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيَ أمر الله))
(2) من حديث ثوبان رضي الله عنه. وأخرجه البخاري في المناقب (3641)، ومسلم في الزكاة (1037) من حديث معاوية رضي الله عنه بنحوه.) , فدينُنا منصورٌ ولله الحمد إن نحن قمنا به خير قيام،<<وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ(171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ(172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ >> [الصافات:171-173]، ولكن بالتواصي بالحق، والتعاون على الحق، واجتماع الكلمة، ولمِّ الشعث، كلُّها أمور تُمِدّ الأمّة بالقوة أمام كلِّ التحديات، لنعلم أنَّ الله جلّ وعلا أعدل العادلين وأكرم الأكرمين، لنعلم أنّه أرحم الراحمين، فلنلجأ إليه دائماً وأبداً، ولنشكو إليه حالنا وحزنَنا، ولنثِق بالله وبنصرِه، ولنأخذ بالأسبابِ النافعة، ولنبتعِد عن الضوضاء وما لا خير فيه وما لا يخدم قضايانا وما لا يساعد في حلِّ مشاكلنا.

إنَّ اجتماعَ كلمتنا أمرٌ ضروريّ، وربّنا يقول:<< وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً >>[النساء:83].

نسأل الله أن يجمعَ كلمةَ المسلمين على الحقّ، وأن يردَّ كيدَ أعدائهم في نحورهم، وأن يوفِّقَهم جميعاً للعَمَل بشرع الله والتمسّك بدين الله والاعتصام بكلمة التقوى، إنّه على كلّ شيء قدير.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: << إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً>> [الأحزاب:56].

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين...


آنتهى






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=85780
    رد مع اقتباس
قديم 2011-08-09, 11:29 رقم المشاركة : 2
خالد السوسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية خالد السوسي

 

إحصائية العضو








خالد السوسي غير متواجد حالياً


وسام المنظم في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المنظم مسابقة الأستاذ الرمضانية

مسابقة كان خلقه القران1

وسام المرتبة الأولى في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الأولى في مسابقة ألغاز رمضان

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الأول في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: وقفات مع الفتن والبليات




جزاكم الله خيرا أخي الكريم ابو خولة وبارك الرحمن فيكم وأحسن إليكم





التوقيع


جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد
فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟
و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟
و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟
أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم :
بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
من كان مستنا فليستن بمن سبق...
اللهم أمتنا على السنة..


    رد مع اقتباس
قديم 2011-08-09, 11:47 رقم المشاركة : 3
أم الوليد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الوليد

 

إحصائية العضو







أم الوليد غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة

مشارك(ة)

المرتبة الثالثة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المركز 2حزر فزر

وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: وقفات مع الفتن والبليات


بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك






التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2011-08-09, 12:32 رقم المشاركة : 4
فطيمة الزهرة
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فطيمة الزهرة

 

إحصائية العضو







فطيمة الزهرة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة 2

مشارك(ة)

المرتبة الأولى

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

افتراضي رد: وقفات مع الفتن والبليات





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-08-09, 12:37 رقم المشاركة : 5
فارس الليالي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فارس الليالي

 

إحصائية العضو









فارس الليالي غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: وقفات مع الفتن والبليات


بارك الله فيك






التوقيع

اللهم اجعلنا ممّن ندمُوا و تابُـــوا○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و خشعُـــوا و أنابُــوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن أطاعُــــوا و أجابُــوا ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و تتطهّـــرُوا و طابُـوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن عملوا الصّالحــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و سارعُوا بالخيـرات ۩

۩ و تسابقـــوا فى الطـّاعــــــــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و فـــــازوا بالجنـّات ۩
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفتن , والبليات , وقفات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:23 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd