خرير الماء في يبس جداول حارقة ينثر علامات الدهشة المشتهاة .. بين أدغال وجوه ملتهبة .. فيها ينمو الملحُ الطاغي عاريا .. إلا من شظايا رصاصات كجارية ساحرة يلتوي جسدها الوردي على نعوش هذا المطر .. كيف لي بتشذيب أوراق صخرة ترتوي من ينابيع آثمة غذّتها القربانُ حتى الثمالة ..؟ حالماً بالنصر العظيم حين اخترتك يا حرفُ و العرفُ الجليل يقتضي ركوب حد السيف .. هي محارات بحر و شمس و كثير من رقي الحياة .. لا نملك احتضانها إلا بإعادة الحفر العمودي في تربة اخترقها بيضُ الذباب .. و الهدم الجليل لرموز الطحالب في البيوت و مياه عيون كلمات أضحت مدخنات .. و لبقايا وثن آثم مافتئ يكبر .. و شرارة سوطه ماضية في تعميق التعليب و التفكيك و تركيب استهزاءه بغواية التاريخ ..
تسعفني الكأس و لا تسعفني العبارة .. صدقتَ يا صوت فروسية صارخة .. يا بحرا جميلا قال كلمته الأولى ثم رحل ..
الأشياء ظلت هي الأشياء .. أهرام الملح و الريح كما هي عادت أكثر شراسة .. و الأشباح صارت صورا مزينة بألوان الوطن .. و الكائنات المعتقلة داخل زنزانة الصمت العنيف .. و لسلطان قيد اليومي تسبح و ترتل أسرابُ الحمام الأحمر ليل نهار ..
اغسل وجهك سيدي برائحة الخروج الجريء من هيكل علاه الصدأ .. عساك ترى ما لا تراه العين داخل أعمدة خيمة صنعها ليل البيداء .. و رحلة القوافل الجدباء صقلتها بنغمات بائدة أسئلةُ طلل كانت تقيم في حلوق آذان صغيرة عطشى .. هو صوت نخلة سامقة في تربة آهلة بذرات قوافيها ترفرف رايات القبيلة .. و تحت سماء الخيمة المحجوبة كان يبكي الدهر فراق الحبيبَ .. و هذا حرفٌ شقيق الرقم .. أنجبه اللامعنى المنتشر سواده في ساحات دروب موصدة .. و إلى تأسيس نص مختلف يشتعل توهجا .. و عموديا يمتد غاضبا و حاملا غربة البحر في تفاصيل يراعه الممتد هادئا .. و إلى زقاق مصير الشوق البهي به تسافر أسئلة أخرى لعوالم دلالة الانقلات ..
فطوبى لكل احتباس مجرور .. طوبى لحرف مبتور اللسان .. في زمن ألسن المواسم .. و طوبى لحرفي الباحث عن ظل شجرة في بحر متعة الكتابة ..

وطوبى لنا بانضمامك إلينا لستفيد من بحر إبداعك أيها القاص المغربي القديرفي زمننا هذا غدا أصحاب الأقلام الحرة غرباء في أوطانهم ، وصار أصحاب الكؤوس من لهم الصولة ولعل هذا ما جعل الراحل المجاطي يقول : تسعفني الكأس ولا تسعفني العبارة .تحية كبيرة لك أستاذنا الفاضل ..أحببت فقط أن أبدي إعجابي بنصكم فأنا لست إلا هاوية للقراءة.

طوبى لحرفك الآهل بنسمات البحر الغاضب.
طوبى للحرف النحيل المقاوم لتضخم الحروف و الكلمات المملحة.
ركاما ركاما،على شطآن الهجر.هجر المعنى للكلمة،وهجر الكلمة لموطنها: المروءة الملتزمة.و هجر الحرف للكلمة،هجر الزمان للمكان .
إني اخترتك يا حرفُ،اخترتك رفضا لآلهة الاغريق.وتوّجتك عبدا في ملكوت الكلمة.

السلام عليكم
ياسيد الحرف ايمن البستاني لقد طاع لك القلم فنسجت منه ابدع لوحة مزركشة الالوان خيوطها تسللت الى القلوب فسحرتها
دام لك الابداع
تحياتي

جميل أن تسعفك الكأس في انتظار مقدم العبارات وجميل كذلك أن تستعير تعبيرك هذا من صاحب الديوان اليتيم الفروسية الشاعر المغربي العملاق الراحل :الدكتور أحمد المعداوي الشهير بأحمد المجاطي صاحب أطروحة أزمة الحداثة في الشعر العربي المعاصر.
نصك دسم يستحق قراءات تلو القراءات لأنه رائع إلى حد الإيحاء.
تحياتي لك أيها المبدع.