منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   تأملات في قصة قارون (https://www.profvb.com/vb/t74858.html)

فارس الليالي 2011-07-14 11:46

تأملات في قصة قارون
 
http://forum.net.edu.sa/forum/upload...1236271360.gif



1- قارون من قوم موسى ، ولعله ابن عمه كما يروي المفسرون ، كان فقيراً حين آمن بموسى لانه حين استغنى انتقل إلى صف الكفار المناهضين للدين الجديد ، المعادين له .


2- " إنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى " وهكذا نجد قارون يظلم قومه حين كثرت الأموال بين يديه ، وهذا دليل تفاهة من يغره المال ، فيصرفه عن وجوه الخير ، بل يشتط في الكبر والاستعلاء .




3- وظلم القريب قريبَه شديد ،مؤلم ، قاس لئيم .. أتدرون لماذا ؟

ا - يتوقع القريب من قريبه الوجيه الموسر القادر على المساعدة
الرحمة َ، ويتوقع العون ، وقد لا يتوقع من غيره أن يكون عطوفاً عليه رحيماً به ، فإذا فوجئ منه بالظلم والنكران زاد ألمه ألماً ، وضيقه شدة

.

ب -إن القريب أو الصديق أعلم بمواطن الضعف عند الآخرين ، فإذا انقلب عدواً كان أذاه أشد لمعرفته بدخائله ، وقد قال الشاعر مصوراً هذه الحالة ومنبهاً من الانكشاف للآخرين ولو كانوا أهلاً وأصدقاء ، فالحفاظ على الخصوصيات لا بد منها حتى عن القريب والحبيب:


احذر عـدوّك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديـ ق ، فكان أعلمَ بالمضرّة


ج - وقد يكون عند فقره حاسداً أهل الفضل من قومه يحمل الضغينة لهم ، وهذا دأب كثير من الناس ، وعادة قد تكون متأصلة فيمن دينه ضعيف وقلبه ضيق وعقله قاصر فإذا اغتنى بعد فقر أظهر الكشح وأعلن العداوة واالنقمة ، والتشفي . وتراه في صفوف أعداء الله يضرب بسيفهم ويواليهم على قومه


د - ومن هذا دأبه يجعله الغنى متكبراً يرى الآخرين دونه ، ويسعى إلى إذلالهم .


4- وهنا نجد الدعاة من قومه ينصحونه - والمؤمن يريد الخير للجميع ويخص قومه بخيره – ويجتهد في النصح لهم ، فهذه مهمته في الحياة ، وكانت النصائح على التوالي :


أ - البعد عن البطر فهو من الآفات التي تقصم ظهر صاحبها ، وتهلكه ، فالله تعالى أعلن ذلك حين قال في الحديث

" الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ، قذفته في النار " ( الدرر السنية )

ومن ادعى ذلك غضب الله عليه ، وكرهه " إن الله لا يحب الفرحين "

البطرين الذين لا يشكرون الله على إنعامه ويتكبرون بأموالهم على عباد الله فما ينبغي لأحد أن يستكبر أو يتعالى .



ب - أن يطلب الدار الآخرة فيما أعطاه الله من الأموال ،

" وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة "

فيتصدق وينفق على الطاعات ، فهذا من شكر الله تعالى ، وسيجد في الآخرة – إن فعل ذلك – فضلاً من الله كبيرا .



جـ - كما أن للإنسان أن يتمتع بالخير الذي وهبه الله إياه في الدنيا دون أن تكون الدنيا همه الأكبر أو الوحيد ،

وهذا تنبيه واضح إلى أن العاقل يجعل الآخرة الباقية نصب عينيه وهدفه الأول ،
وله أن يتمتع بدنياه "

قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟ " .



د – أن يحسن إلى الناس ، فالإحسان من التحدث بنعمة الله ،

" وأما بنعمة ربك فحدّثْ "

وليس الحديث بالتفاخر والتباهي بما أنعم الله علينا فقط ،

فهذا إيذاء لمشاعر الناس وإساءة إليهم .

ومن أحسن إلى الناس فقد استجلب رضا الله تعالى عليه وحبه له ، ومن أحبه الله فاز وأفلح

" الخلق عيال الله ، واحبهم إلى الله أنفعهم لعياله "

. وكما تدين تدان : فمن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه ، ومن احسن الله إليه أحسن إلى عباد الله .



هـ - من الإساءة أن يكون الإنسان فاسداً ، وأشد منه أن يكون مفسداً . والإفساد طرقه كثيرة ،

منها : البغي في الأرض ،
وكثرة المعاصي ،
وصرف المال فيما يغضب الله تعالى ...
والبعد عن الإفساد والفساد من سمات العاقل اللبيب ،
وعكس ذلك من سمات اللئيم الذميم .
والله تعالى يكره هذا الصنف الذي يفسد في الأرض ،
ومن كرهه الله تعالى كان من الخاسرين .



5- العاقل من اتعظ ، والجاهل من تنكب الطريق السويّ ، فأورده موارد الهلاك .

وكان قارون من الصنف الثاني الذي أرداه جبروته ،

فادّعى ما ليس له .... ادّعى أن ذكاءه وعبقريته كانا السبب في نجاحه هذا النجاح الكبير ،

وأن المال جمعه بجده ونشاطه ليس غير !! وهذا مقتل المتكبرين ، وهلاك المتجبرين . هؤلاء الذين لا يتعلمون ممن غبر ، ولا يتعظون من مصائر أمثالهم .



6- وقد يتساءل أحدهم : كيف " ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون " ؟

ألم يقل الله تعالى " فوربك لنسألنّهم أجمعين عما كانوا يعملون " ؟

والأمر ليس فيه تعارض البتة ،

إنما هو تصوير لمصيرهم السيء ، والله تعالى لعلمه بما فرّطوا وتجاوزوا لا يسألهم عن كيفية ذنوبهم وكميتها تحقيراً لهم ، وغضباً عليهم .

وانظر معي إلى هذا التصوير المخيف في طريقة دخول هؤلاء المجرمين النار – والعياذ بالله –

" يُعرف المجرمون بسيماهم ، فيُؤخذ بالنواصي والأقدام "

ما أهونهم على الله حين يأمر بهم إلى النار ،

فتمسك الزبانية برؤوسهم وأرجلهم ، ويُقذفون بهذه الطريقة المهينة في سواء جهنم !!



7- قارون وأمثاله – هؤلاء الذين طُمست بصائرهم ، فما عادوا يرون إلا ذواتهم – يستعلون على عباد الله فيخرجون متعاظمين

كما فعل قارون حين " خرج على قومه في زينته " متباهياً مفتخراً بأكمل زينته ذات يوم ،
يليه أتباعه الكثيرون متحلين بملابس الذهب والحرير ، على خيول موشحة بالذهب والعقيان ، ومعه الجواري والغلمان في موكب حافل باهر

فيسبي قلوب أهل الدنيا ، فيتمنون أن يكونوا مثله ، أو يكون لهم ما له ، ويعتقدون مخطئين أنه ذو حظ عظيم .



8- أهل الإيمان الذين ينظرون بنور ربهم يعلمون زيف الدنيا وصغارها ،

إن الحياة الحقة هي الحياة الباقية ، أما الفانية الزائلة فلا تستهويهم .

إنهم قالوا حين سمعوا أهل الدنيا يتمنون هذا الزائل ناسين الآخرة وخلودها :


" ثواب الله خير لمن آمن ،

وعمل صالحاً ،.......

ولا يُلقّاها إلا الصابرون "

فالإيمان بالله أولاً ،

يليه العمل الصالح ثانياً ،

يليه الصبر والرضا بما قسم الله تعالى ثالثاً


ثوابُ الله الجزيل الذي يغمر العباد الصالحين .


9- العقوبة العاجلة للمتكبرين في الدنيا ، فقد خسف الله تعالى بقارون الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ،

تضيق عليه ويحترق بنيرانها جزاء وفاقاً هو ومن يسير في ركابه ،

فماذا يقول هؤلاء الذين باعوا آجلاً بعاجل ،

ورضوا أن يكونوا في صفوف أعداء الله ، يحاربون أولياء الله ؟؟؟!!!

والمرء مع من أحب ،، أليس كذلك ؟!!

فطيمة الزهرة 2011-07-14 12:17

رد: تأملات في قصة قارون
 
http://img102.herosh.com/2011/04/05/958959941.gif

عمر أبو صهيب 2011-07-14 14:22

رد: تأملات في قصة قارون
 
مشاركة جد مفيدة
جزاك الله خيرا
في انتظار المزيد


فارس الليالي 2011-08-28 07:36

رد: تأملات في قصة قارون
 
جزاكم الله خير الجزاء على المرور المميز
وفقكم الله إلى ما يحب و يرضى
تحياتي


الساعة الآن 10:54

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd