الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-07-08, 20:58 رقم المشاركة : 1
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي الرحالة :الحسن الوزان او ليون الافريقي ، صاحب كتاب : وصف افريقية .





الرحالة الأندلسي الحسن بن الوزان أو ليون الأفريقي

كانت رحلة ابن بطوطة الطنجي (1304-1378 م) وثيقة من أنفس الوثائق التي اعتمد عليها البحث الغربي في دراسة الأقطار والأمم الأفريقية والآسيوية، وأحوالها الإجتماعية في القرن الرابع عشر الميلادي. وكانت أوصاف ابن بطوطة، بالأخص للصحراء الأفريقية الكبرى وبلاد السودان وممالك حوض النيجر السوداء، هي عمدة الدراسات والبحوث الكشفية الأوروبية الحديثة لتلك المناطق.

بعد ابن بطوطة بقرن ونصف
وجاء من بعد ابن بطوطة بنحو قرن ونصف رحالة آخر، هو المعروف باسم "ليون الأفريقي" طاف بأرجاء المغرب وأواسط أفريقية ومصر وقسطنطينية وبلاد العرب. وكتب لنا وصفاً لأفريقية عني فيه بالأخص بوصف أنحاء المغرب وبلاد السودان، وممالك أفريقية السوداء في منطقة النيجر. وغدا مصنفه المشهور (وصف أفريقية) إلى جانب رحلة ابن بطوطة وثيقة نفيسة أخرى، لتلقي أضواء جديدة على جغرافية هذه المناطق وتاريخها وأحوالها الإجتماعية.

اسم غربي حجب اسمه العربي
إن هذا الرحالة العالم الذي اشتهر في دوائر البحث الغربي باسم ليون الأفريقي Leo Africanus ليس إلا رحالة وعالماً مسلماً، وأن هذا الإسم الغربي الذي خلع عليه، والذي ما زال يحجب اسمه المسلم الأصيل ينطوي على مأساة مؤلمة، هي التي غيّرت وجهة حياته كلها.

(صورته ومعلومات موثقة عنه على الرابط التالي)

http://en.wikipedia.org/wiki/Leo_Africanus

منشأه
أنه الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي، وهو حسبما يدل عليه اسمه أندلسي الأصل. ولد بمدينة غرناطة حسبما يذكر لنا ذلك في خاتمة كتابه، في فترة حياتها الإسلامية الأخيرة، وذلك – وفقاً لما يبدو من بعض المقارنات – في سنة 839 هـ (1488م). ولما سقطت غرناطة في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيسابيلا، في فاتحة سنة 1492م، وانتهت بذلك دولة الإسلام في الأندلس، غادرت أسرته الوطن القديم غرناطة فيمن غادره من آلاف المسلمين، الذين لم يطمئنوا إلى الحكم الجديد، وعبرت البحر إلى المغرب، واستقرت بمدينة فاس. وكانت ما تزال تحتفظ بقبس من سمعتها العلمية القديمة أيام بني مُرين. وأنفق الحسن سنيّ حداثته في فاس، ودرس بها، حسبما يحدثنا في رحلاته، النحو والشعر والأدب والتاريخ والفلسفة والشريعة. وقد ذكر لنا في بعض المناسبات أنه كان من بين كتبه الدراسية كتاب (عقائد النسفيّ). والظاهر أيضاً مما يذكره لنا عن حياته في تلك الفترة، أنه كان يعيش مع أسرته في سعة ورغد، وقد كانت أسرته تقضي مواسم الصيف في قصر سابق مهجور، يقع على قيد نحو ستة أميال من فاس، وكان أبوه يستأجر الأراضي المجاورة لهذا القصر. وكان أبو الحسن يعيش سعيداً في تلك العزلة المشجعة على الدرس.

مراحل حياته
ويقص علينا الحسن مراحل حياته، خلال أحاديثه عن رحلاته، فهو قد اشتغل في حداثته، كمعظم طلبة هذا العصر، بالتوثيق في مارستان فاس، بأجر قدره ثلاثة دنانير في الشهر. وقد بدأ رحلاته في أنحاء المغرب، وأواسط أفريقية، برحلة مع عمه إلى تمبكتو (في مالي)، وذلك في سنة 910 هـ (1504م) وهو فتى في السابعة عشرة من عمره، وكانت حسبما نفصّل بعد ذلك، من أعظم وأهم رحلاته.

وشهد في الأعوام التالية كثيرا من الأحداث الهامة التي وقعت يومئذ بالمغرب، والتي يذكرها لنا تباعاً خلال حديثه. وكانت هذه الفترة بالذات من أهم الفترات في تاريخ المغرب، وهي الفترة التي اشتد فيها اعتداء البرتغاليين على الشواطئ والثغور المغربية الغربية، ونهض المغرب فيها ليدفع عدوان المغيرين بكل ما وسع، ويشهر عليهم حرب جهاد شعواء. ففي سنة 1508م كان الحسن في خدمة مولاي محمد سلطان فاس، عندما سار بحملته لإنقاذ ثغر أصيلا، الذي استولى عليه البرتغاليون، وقد كاد يسقط في أيدي المغاربة لولا أن تداركته نجدة قوية بعث بها ملك قشتالة إلى البرتغاليين.

وفي سنة 1512م سار الحسن في ركب مولاي محمد مرة أخرى، في حملته التي شهرها على الأعراب الذين كانوا يعيثون فسادا في سهول مملكته، ويعتدون على السكان الآمنين. ويحدثنا الحسن خلال ذلك عن بعض حوادث المغرب الأخرى، مثل سقوط آسفي في أيدي البرتغاليين في سنة 1508. ويقول لنا أنه كان بعد ذلك بسبعة أعوام ممن شهدوا هجوم البرتغاليين على ثغر المعمورة في سنة 1515م وهزيمتهم يومئذ شر هزيمة على يد مولاي ناصر الوطاسي.

وليست لدينا تفاصيل واضحة عن حياة الحسن ابن الوزان في الأعوام التالي، سوى حقيقة واحدة، هي أنه قام خلالها بعدة رحلات هامة في شمال أفريقية، وفي قسطنطينية، ومصر وبلاد العرب وبلاد أرمينية وشمال فارس. ولسنا نعرف بالضبط ماذا كانت حقيقة الدوافع التي حملته على القيام بهذه الرحلات. بيد أنه يبدو أنه كان في البداية يرافق التجار، ويقوم لهم بأعمال التوثيق والمحاسبة، وذلك حسبما يحدثنا في بعض رحلاته في جبال الأطلس. ثم أنه يبدو كذلك أنه كان يشتغل أحيانا بالتجارة لحسابه الخاص، وذلك حسبما يحدثنا خلال رحلته الأولى إلى مصر، حيث قام في ساحل ليبيا بشراء بعض الأغنام والزبد، ولما أراد شحنها بطريق البحر إلى مصر، اضطر إلى الفرار خشية من مفاجأة القراصنة الفرنج. غير أن هناك ما يدل أيضا على أن الحسن قد قام بمعظم رحلاته إشباعا لشغفه بالكشف والدراسة. وأقطع دليل على ذلك ما تركه لنا عنها من أوصاف مستفيضة دقيقة، لا يمكن أن تكون مستمدة من مذكرات وتقييدات مدونة، لا يمليها إلا مثل هذا الشغف بالدرس والتدوين.


رحلات الحسن بن وزان
وقد بدأت هذه الرحلات برحلة الحسن مع عمه إلى تمبكتو في سنة 1504 وكان عمه قد ندب ليكون سفيرا لسلطان فاس إلى سلطان تمبكتو. وكان هذا العم حسبما يحدثنا الحسن شاعراً جزلا وخطيبا مفوّها. وكانت رحلته طويلة مشعّبة تمت في صحبة القوافل، وقـُدّر للحسن أن يشهد خلالها سائر ممالك إفريقية الوسطى وحوض نهر النيجر، وأن يدرس جغرافيتها وأحوالها دراسة حسنة، وكانت تمبكتو يومئذ في أزهر عصورها، وكانت قاعدة لمملكة كبيرة قوية، تتزعم مصايرها (مصائرها) أسرة (سونجاهي). وقد أتيح للحسن أن يخترق في تلك الرحلة سائر ممالك السودان الواقعة في تلك المنطقة، وعددها خمس عشرة مملكة، متجهاً إلى تمبكتو نحو الشرق، ثم بعد ذلك نحو الجنوب. وهذا الممالك هي: ولاتة وغنيا ومالي وتمبكتو وجوجو وجوبر وأجادز وكانو وونجزج وكافينا وزمفرا وونجرا وبرنو وجاوجو ونوبي.

وكان الحسن حينما قام بهذه الرحلة الكبرى في نحو السابعة عشر من عمره، ومع ذلك فأنه يبدي في وصفه الموجز لمواقع هذه الممالك ومعالمها الجغرافية دقة واضحة ويلخص لنا أحوال حكامها وشعوبها في تلك العبارة: "إن حكام هذه الممالك وسكانها على قدر كبير من الثراء والنشاط وهم يشغفون بإقامة العدالة، ولو أن منهم طوائف تحيا نوعا من الحياة الهمجية."


تجواله في أنحاء المغرب
وأنفق الحسن بعد ذلك أعواما في التجول في سائر أنحاء المغرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وهو يشهد أحداثه، ويدرس معالمه ويمتزج بسائر قبائله وطوائفه، ويخترق سائر مدنه ومحلاته. وقطع كثيرا من هذه الرحلات في صحبة (شريف) من أعضاء أسرة الأشراف السعديين، الذين جلسوا فيما بعد على عرش مراكش، واشترك في كثير من الحملات التي جُهزت يومئذ لمقاومة البرتغاليين وردهم عن الثغور المغربية. وتعتبر هذه الرحلات المغربية المتوالية، إلى جانب رحلة الممالك السودانية، أهم وأخصب رحلات الحسن، وأحفلها بالدرس والوصف.

رحلاته إلى المشرق
واتجه الحسن بعد ذلك إلى القيام بطائفة من الرحلات المشرقية. وليست لدينا تفاصيل واضحة عن تواريخ هذه الرحلات وترتيبها الزمني، بيد أنه يبدو أنها وقت بين سنتي 1515، 1520م ويستخلص مما يذكره لنا الحسن، أو (ليون الأفريقي) فيما بعد في رحلاته، أنه قام برحلتين إلى قسطنطينية، الأولى في أواخر سنة 1515 أو أوائل سنة 1516 والثانية في أوائل سنة 1520م. وأنه في هذه الرحلة الأولى إلى قسطنطينية زار عند عودته مصر ووادي النيل لأول مرة، ثم زارها بعد ذلك مرتين أخريين عقب الفتح التركي في سنة 1517م وهو يصف لنا برنامج رحلته إلى مصر ومن بعدها في قوله، أنه بعد أن زار القاهرة، سافر مع البحارة بطريق النيل حتى أصوان (أسوان)، ثم ارتد بطريق النيل أيضا إلى قنا، وسار منها إلى الصحراء الشرقية، ثم عبر البحر الأحمر إلى ينبع ثغر المدينة، ثم إلى جدة ثغر مكة. والظاهر أنه عبر بعد ذلك إلى الحجاز، وأن لم يمكن لدينا ما يدل على أنه قد أدى فريضة الحج، واخترق صحراء العرب حتى بلاد فارس وزار تبريز، ثم سار شمالا إلى بلاد أرمينية وهو يلخص لنا مجمل رحلته التي قام بها في المشرق بقوله: "إذا أراد الله فانه سوف يصف لنا كل أقطار آسيا التي طاف بها مثل بلاد العرب واليمن وسيناء والجزء الآسيوي من مصر (يريد فلسطين والشام) وأرمينية، وبعض أجزاء من تارتاريا، وهي بلاد شهدتها كلها واخترقتها أيام شبابي. كذلك سوف أصف رحلاتي الأخيرة من فارس إلى قسطنطينية، ومن قسطنطينية إلى مصر، ومن مصر إلى إيطاليا، وهي رحلة رأيت فيها عددا من الجزائر المختلفة."
بيد أن الحسن، أو ليون، يقول لنا فيما بعد أنه لن يتكلم عن هذه البلاد لأنها تتبع آسيا، وأنه لا يريد أن يخرج في وصفه عن حدود إفريقية.


الحدث الحسْم في حياته
كانت رحلته الأخيرة حسبما يبدو من أقواله المتقدمة، هي الرحلة الثانية من فاس إلى قسطنطينية، وقد عاد من رحلته إلى المغرب بطريق الشام ومصر ثم ركب البحر من الإسكندرية إلى المغرب. وهنا وقع الحدث الحسم في حياة الحسن، فان بعض القراصنة النصارى، وهم على الأغلب من البنادقة،، هاجموا السفينة التي يركبها في مياه جزيرة جربة، على مقربة من تونس، وأُخذ الحسن أسيرا ضمن من أخذوا. وكانت مياه هذا القسم من البحر المتوسط يومئذ مسرحاً لمغامرات أمير البحر التركي خير الدين وأخيه أوروح، ومغامرات خصومه من القراصنة النصارى، وكان وقوع الركاب الآمنين، سواء من المسلمين أو النصارى، أسرى في أيدي القراصنة من الجانبين من الحوادث العادية التي يكثر وقوعها، وكذا كانت عمليات الفداء تجري يومئذ بكثرة لافتداء المنكوبين. ولكن الظاهر أن الحسن لم يجد من يفتديه، وأدرك القراصنة من جهة أخرى أنهم يحرزون أسيراً غير عادي يمتاز بصفته العلمية، فحملوه إلى رومة وقدموه هدية إلى البابا، وهو يومئذ ليون العاشر، أو الكاردينال السابق جيوفاني دي مديتشي.

أما متى وقع هذا الحادث الخطير في حياة الحسن، فانه من المرجح أن يكون وقوعه في سنة 1519م أو 1520م لأنه قام برحتليه الأخيريتين إلى مصر عقب الفتح التركي مباشرة، أي بعد سنة 1517م، فاذا كانت الرحلة الثانية قد تمت في سنة 1518 والرحلة الثالثة التي قام بها عقب عودته من قسطنطينية قد تمت في سنة 1519 ففي وسعنا أن نضع تاريخ ركوبه البحر في طريق عودته إلى المغرب في أواخر سنة 1519 أو أوائل 1520م.

أُخذ الحسن أسيرا إلى رومة وقـُدّم إلى البابا، وكان الأسرى يومئذ يعتبرون من العبيد. وكانت جمهرة كبيرة من أولئك المنكوبين المسلمين تعمل في قصور الملوك النصارى، وبيوت الكبراء والميسورين، وكان بعضهم ينتظم في سلك الحرس الملكي هنا وهناك. وكان مثل هذا المصير ينتظر الحسن، لولا أن آنس البابا في عبده الجيد طرازاً آخر، وأدرك قيمته العلمية الخاصة فبادر بعتقه، وشمله بعطفه ورعايته، وقرر له معاشاً سخياً حتى لا يفكر في الهرب، وانتهى هذا العطف إلى النتيجة الطبيعية وهي إقناع البابا لخديمه (هكذا) بأن يعتنق النصرانية، ومن ثم فقد نصِّر الحسنَ، وحضر البابا حفلة تنصيره شبينا له، وأطلق عليه أسمه (جيوفاني ليوني) أو (يوحنا الأسد) حسبما يترجمه لنا الحسن. ولم يكن ثمة شك في أن اعتناق الحسن للنصرانية، إنما كانت تمليه بواعث المصلحة قبل كل شيء، حسبما يدل على ذلك تصرفه، وعوده إلى الإسلام فيما بعد.


ليون الأفريقي
وهكذا غدا الحسن بن الوزان (جيوفاني ليوني) أو ليون الأفريقي، وهو الإسم الذي عرف به فيما بعد مذ ظهر مؤلفه الشهير في (وصف أفريقية).
وخاض ليون في رومة حياة علمية، وتعلم الإيطالية واللاتينية، وقام بتدريس اللغة العربية لعدة من العلماء ورجال الدين، وكان من بين تلامذه الكردينال جيدو انتونيني، وكان البابا ليوم العاشر من حُماة العلوم والآداب، وكان هذا الجو العلمي الذي يغمر البلاط البابوي في تلك الفترة، يشجع ليون على الاضطلاع بعدة من المشاريع العلمية، التي تتجلى فيها معارفه المشرقية والكشفية الواسعة. ولكن صديقه وحاميه البابا ما لبث أن توفي في ديسمبر 1921 (هكذا) (1521)

وكانت هذه بلا ريب ضربة شعرَ ليون بوطأتها. بيد أنه استمر مقيما في رومة، مثابراً على دراسته. وكان يزور من آن لآخر بعض المدن الإيطالية الشمالية، ولا سيما بولونيا التي زارها مرارا.

وكان ليون يعيش وحيداً، وفي عزلة، منقطعاً إلى أعماله العلمية، ودروسه العربية، ولم يُعرف أنه تزوج، أو كانت له صلة معروفة بالنساء في ذلك العصر الذي كانت فيه الحياة المرحة، شعار الحياة في رومة. وأسفر نشاط ليون العلمي عن وضعه لعدة مصنفات قيمة، كان أهمها وأشهرها مؤلفه الضخم في (وصف أفريقية).


كتابه: وصف أفريقية
وقد كتب ليون كتاب (وصف أفريقية) أولا بالعربية، وإن لم يصل إلينا نصه العربي، وقد كان هذا النص معروفاً وموجودا حتى أواخر القرن السادس عشر في مكتبة بنيللي الإيطالية. ولم يصل إلينا سوى الترجمة الإيطالية التي قام بها ليون نفسه لكتابه تحت عنوان:
Deserizione dell Africa et dell cosi nol-abiliche quivi soxo
(وصف أفريقية والأمور الهامة بها)
وفي نهايتها، أن المؤلف أتم كتابه في رومة في العاشر من مارس سنة 1956 (هكذا) (1556)، ثم نـُشر بعد ذلك مرارا ثم تـُرجم إلى الفرنسية (سنة 1556) وإلى اللاتينية (سنة 1556 و 1559) وإلى الإنجليزية (سنة 1600) وإلى الألمانية (سنة 1805).

وكتاب (وصف أفريقية) مؤلف ضخم يقع في ثلاثة مجلدات كبيرة، وينقسم إلى تسعة كتب، ويحتوي على أوصاف مستفيضة للبلاد الواقعة في شمال أفريقيا ووسطها، ومعالمها، وجبالها، وأنهارها، وسهولها، وتاريخها، وأحوالها، ومجتمعها، وعوائد أهلها. ويخص بلاد المغرب، وهي التي عاش فيها ليون ودرسها عن كثب، بالنصيب الأوفى. ويخص مصر بفصل كبير، وهو الكتاب الثامن، ويتحدث فيه عن إقليمها ومدنها، ونيلها، ويفيض في وصف القاهرة، وشوارعها وأبوابها، وعوائد أهلها، ويتحدث عن نظام الحكم وعن البلاط المصري في العهد المملوكي الأخير. ويبدي ليون في ذلك كله دقة في تحري الحقائق، ودقة في الملاحظة، تجعل من مصنفه وثيقة نفيسة، ومرجعاً من أهم المراجع، عن وصف إفريقية وأحوالها في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.

كتب ليون كتابه بأسلوب إيطالي بسيط، ولكن قوي واضح، تبدو فيه شخصيته، وتبدو فيه طريقة التفكير العربية في مواطن كثيرة.

ووضع ليون، فضلا عن مصنفه الجغرافي والتاريخ (التاريخي) العظيم، قاموساً لاتينياً عربيا، ولكنه لم ير الضياء حتى يومنا هذا، وتوجد نسخته الأصلية، بخط ليون نفسه، في مكتبة الأسكوريال الشهيرة، وفي نهايتها أنه أتمه في يناير سنة 1524. ووضع كذلك رسالة باللاتينية في تراجم الأطباء والفلاسفة العر ب، وأتمها في سنة 1527 وقد نشرت هذه الرسالة لأول مرة في سنة 1664 ثم أعيد نشرها في سنة 1746 بمدينة همبرغ.

خاتمة ليون
عاش ليون أعواماً طويلة في رومة، أنجز فيها أعماله العلمية المتقدمة. ولكن حياته بعد ذلك يكتنفها الغموض، وهنالك روايتان عن خاتمته، الأولى أنه عاش بقية حياته في رومة ولم يتركها. والثانية، وهي رواية كاتب معاصر، عاش في رومة في ذلك الوقت، هو (فيدمانشتات)، وهي أن ليون غادر رومة بين سنتي 1528 و 1530 وسافر إلى تونس، وهنالك عاد إلى الإسلام.

وهناك قول بأنه عاد بعد ذلك إلى فاس، حيث نشأ وترعرع وتوفي بها سنة 944 هـ (1537م). ويؤيد هذه الرواية الأخيرة، عن مغادرة ليون لرومة، وعوده إلى وطنه، ما يذكره هو في خاتمة الكتاب الثامن من مؤلفه عن نيته في هذا العود، حيثما يتحدث عن عزمه في الكتابة عن البلاد التي زارها خارج إفريقية، وذلك في قوله: "وأني لأعتزم بعون الله، حينما أعود من أوربا إلى وطني أن أخص كل هذه الرحلات بالوصف."

ولكن ليون لم يعش طويلا بعد عوده إلى الوطن، ولم يفسح له القدر مجالا لتحقيق أمنيته في استكمال وصف رحلاته الأخرى، واقتصر مجهوده في ذلك على وضع مؤلفه العظيم (وصف أفريقية). ويضع البحث الحديث، الحسن بن الوزان، أو ليون الأفريقي، بين أعاظم الجغرافيين، والرواد الكشفيين، سواء في الشرق أو الغرب، ويعتبر مصنفه في (وصف أفريقية) من أقيم المراجع والوثائق في هذا الميدان.

والسلام عليكم


محمد عبد الله عنان
العدد 43 من مجلة العربي، يونيو/حزيران 1962

إعداد: محمود عباس مسعود







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=397640
التوقيع




    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-14, 10:24 رقم المشاركة : 2
فارس الليالي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فارس الليالي

 

إحصائية العضو









فارس الليالي غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: الرحالة :الحسن الوزان او ليون الافريقي ، صاحب كتاب : وصف افريقية .


بارك الله فيك و جزاك الفردوس الأعلى





التوقيع

اللهم اجعلنا ممّن ندمُوا و تابُـــوا○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و خشعُـــوا و أنابُــوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن أطاعُــــوا و أجابُــوا ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و تتطهّـــرُوا و طابُـوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن عملوا الصّالحــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و سارعُوا بالخيـرات ۩

۩ و تسابقـــوا فى الطـّاعــــــــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و فـــــازوا بالجنـّات ۩
    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-14, 10:38 رقم المشاركة : 3
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: الرحالة :الحسن الوزان او ليون الافريقي ، صاحب كتاب : وصف افريقية .


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكاش علي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك و جزاك الفردوس الأعلى

ولك بالمثل أستاذي الفاضل





التوقيع




    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
:الحسن , ليون , الافريقي , الرداءة , الوزان , افريقية , او , صاحب , نصف , كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 05:43 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd