الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى اللغات الحية > اللغة العربية



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-07-01, 15:04 رقم المشاركة : 1
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

lesson ظاهرة الترادف في اللغة العربية



ظاهرة الترادف في اللغة العربية
اعداد :إسماعيل علالي



مقدمة

تعد ظاهرة الترادف في اللغة العربية من بين الظواهر اللغوية التي تضفي على العربية ميزة خاصة
إلى جانب الظواهر اللغوية الأخرى حيث تعتبر هذه الظاهرة وسيلة من بين الوسائل التي أغنت
المعجم العربي حتى أمسى العربي يستطيع التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من لفظ دون حدوث لبس
في الفهم وقد اهتم اللغويون القدامى بهذه الظاهرة وألفوا فيها رسائل بينوا من خلالها معنى الترادف
وأسبابه وفوائده كما وجد منهم من أنكر الترادف وقال ببطلانه واستحالة وجوده في اللغة العربية.
تعريف الترادف :
1-الترادف لغة :
الترادف: لفظ مشتق من الفعل: رَدِفَ، أو المصدر: الردف، والردف: ما تبع الشيء. وكل شيء تبع
شيئاً، فهو رِدْفُهُ، وإذا تتابع شيءٌ خلف شيء، فهو الترادف والجمع الرادفى. يقال: جاء القوم رُدافى
أي بعضهم يتبع بعضاً.
والترادف: التتابع. وقد فسّر الزجاج قوله تعالى: «بألفٍ من الملائكة مُردفين »(1) معناه: يأتون فرقة
بعد فرقة. وقال الفراء: مردفين: متتابعين.
والمترادف: كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان، سمي بذلك لأن غالب العادة في أواخر الأبيات أن
يكون فيها ساكن واحد، فلما اجتمع في هذه القافية ساكنان مترادفان كان أحد الساكنين ردف الآخر
ولاحقاً به.(2) وقال أحمد ابن فارس"الراء والدال والفاء أصل واحد مطرد،يدل على اتباع الشيء،
فالترادف :التتابع والرديف الذي يرادفك(3)
2-الترادف اصطلاحاً :
أما مفهوم الترادف اصطلاحا فهو دلالة كلمتين أو أكثر على معنى واحد وهذا ما نجده في تعريف
السيوطي(ت911 هـ) الذي أفرد للترادف فصلا خاصا من كتابه (المزهر في علوم اللغة
وأنواعها)سماه "معرفة المترادف"وعرفه بقوله نقلا عن الإمام فخر الدين"هو الألفاظ المفردة الدالة
على شيء واحد باعتبار واحد قال :واحترزنا بالإفراد عن الاسم والحد فليسا مترادفين وبوحدة
الاعتبار عن المتباينين كالسيف والصارم فإنهما دلا على شيء واحد لكن باعتبارين:أحدهما على
الذات والآخر على الصفة والفرق بينه وبين التوكيد أن أحد المترادفين يفيد ما أفاده الآخر كالإنسان
والبشر وفي التوكيد يفيد الثاني تقوية الأول والفرق بينه وبين التابع أن التابع وحده لايفيد شيئا
كقولنا:عطشان نطشان" (4 ) وعرفه الجرجاني (ت816هـ)في كتابه (التعريفات) بقوله "المترادف
ما كان معناه واحدا وأسماؤه كثيرة وهو ضد المشترك، أخذ من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف
آخر، كأن المعنى مركوب واللفظان راكبان عليه كالليث والأسد...»(5) وعرفه بتعريف آخر
فقال"الترادف :هو عبارة عن الاتحاد في المفهوم،وقيل :توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء
باعتبار واحد" (6).أما محمد بن القاسم الأنباري (ت 327هـ) فقد جعله أحد ضربي كلام العرب،
(ت 327هـ) فقد جعله أحد ضربي كلام العرب، وذلك بعد كلامه عن الأضداد والمشترك اللفظي،
قائلاً: «.. وأكثر كلامهم يأتي على ضربين آخرين: أحدهما أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين
المختلفين، كقولك: الرجل والمرأة، والجمل والناقة، واليوم والليلة، وقام وقعد، وتكلم وسكت، وهذا
هو الكثير الذي لا يحاط به. والضرب الآخر أن يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد، كقولك:
البُرّ والحنطة، والعَيْر والحمار، والذئب والسيد، وجلس وقعد، وذهبَ ومضى"(7).
فمن خلال هذه التعريفات يمكننا القول بأن الترادف في مفهومه الاصطلاحي يراد به دلالة كلمتين أو
أكثر على معنى واحد، و بعبارة أخرى اشتراك كلمتين مختلفتين أو أكثر في الدلالة على معنى
واحد.
3-الاختلاف حول ظاهرة الترادف
اختلف موقف اللغويين القدامى حول ظاهرة الترادف حيث تراوح موقفهم بين مثبت لوجود
الظاهرة في العربية-وهوالغالب- وبين منكر لها،ويمكن أن نلمح هذا الخلاف من خلال مانقله
السيوطي في كتابه (المزهر)حكاية عن العلامة عز الدين بن جماعة في شرح (جمع الجوامع) قوله :
"حكى الشيخ القاضي أبو بكر بن العربي بسنده عن أبي علي الفارسي قال كنت بمجلس سيف الدولة
بحلب وبالحضرة جماعة من أهل اللغة وفيهم ابن خالويه فقال ابن خالويه :أحفظ للسيف خمسين
اسما فتبسم أبو علي وقال :ماأحفظ له إلا اسما واحدا"(8) ،فهذا النص يبين لنا اختلاف وجهات النظر
حول ظاهرة الترادف بين علماء اللغة حيث يمثل فيه ابن خالويه الفريق القائل بالترادف وأبو علي
الفارسي الفريق المنكر له.
وممن أنكر الترادف كذلك أحمد ابن فارس متأثرا بشيخه ثعلب حيث قال في كتابه( الصاحبي في
فقه اللغة) في (باب الأسماء وكيف تقع على المسميات) :"ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة
نحو : السيف والمهند والحسام.والذي نقوله في هذا : أن الاسم واحد وهو السيف،وما بعده من
الألقاب صفات ،ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى،وقد خالف في ذلك قوم
فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظهم فإنها ترجع إلى معنى واحد،وذلك قولنا سيف،وعضب،وحسام).
وقال آخرون :ليس منها اسم ولا صفة إلا ومعناه غير معنى الآخر،قالوا :وكذلك الأفعال
نحو :مضى،وذهب وانطلق،وقعد،وجلس،ورقد،ونام،وهجع.
قالوا : ففي (قعد)معنى ليس في( جلس )وكذا القول فيما سواه.
وبهذا نقول، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
واحتج أصحاب المقالة الأولى بأنه : لو كان لكل لفظة معنى غير معنى الأخرى لما أمكن أن يعبر عن
شيء بغير عبارته.و ذلك أننا نقول في (لا ريب فيه ) لا شك فيه) فلو كان الريب غير الشك لكانت
العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ،فلما عبر عن هذا بهذا علم أن المعنى واحد.
قالوا :وإنما يأتي الشاعر بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد في مكان واحد تأكيدا ومبالغة كقوله :
وهند أتى من دونها الناي والبعد قالوا :فالنأي هو البعد.
ونحن نقول :إن في( قعد) معنى ليس في( جلس)...أما قولهم :إن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن
يعبر عن الشيء بالشيء فإنا نقول :إنما عبر عنه عن طريق المشاكلة ولسنا نقول :إن اللفظتين
مختلفتان فيلزمنا ماقالوه وإنما نقول :إن في كل واحدة منها معنى ليس في الأخرى"(9).
فهذه كما يتضح هي حجج الرافضين للترادف وجلهم ينطلق من مبدأ كون اللغة توقيفية النشأة
لأن «واضع اللغة حكيم، لا يأتي فيها بما لا يفيد صواباً، فهذا يدل على أن كل اسمين يجريان على
معنى من المعاني، وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه
الآخر، وإلا لكان الثاني فضلاً لا يحتاج إليه. وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء، وإليه أشار المبرّد
في تفسير قوله تعالى: «لكلّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً »(10) قال: فعطف شرعة على منهاج، لأن
الشرعة لأولى الشيء والمنهاج لمعظمه ومتّسعه»(11).
أما القائلون بالترادف فهم الغالبية العظمى ومن بينهم بالإضافة إلى من سبق ذكرهم عند -تعريفنا
للترادف-ابن جني(ت346 هـ)حيث أشار إليه في كتابه (الخصائص)في (باب في استعمال الحروف
بعضها مكان بعض) مستدلاً به على وقوع الترادف بقوله: «وجدت في اللغة من هذا الفن شيئاً
كثيراً لا يكاد يحاط به»( وفيه يحكم على من يُنكر ان يكون في اللغة لفظان بمعنى واحد، ويحاول أن
يوجد فرقاً بين قعد وجلس، وبين ذراع وساعد، بأنه متكلّف(12)..وقال آخرون"إنا للترادف واقع،وله
فوائد،وهو قول كثير ممن ألف في هذا الباب كابن خالويه،والفيروزبادي،وغيرهم(13().وقال
الأصفهاني "وينبغي أن يحمل كلام من منع على منعه في لغة واحدة فأما في لغتين فلا ينكره
عاقل"(14).ويذكر الدكتور أحمد مختار عمر في كتابه(علم الدلالة)أن أصحاب الترادف كانوا فريقين :
«الأول: وسّع في مفهومه، ولم يقيّد حدوثه بأي قيود، والثاني: كان يقيِّد حدوث الترادف، ويضع له
شروطاً تحدُّ من كثرة حدوثه، ومن الأخيرين الرازي الذي كان يرى قصر الترادف على ما يتطابق
فيه المعنيان بدون أدنى تفاوت»(15) .
أسباب وقوع الترادف
قال السيوطي في كتابه (المزهر) قال أهل الأصول :لوقوع الألفاظ المترادفة سببان :
أحدهما أن يكون من واضعين،وهو الأكثر بأن تضع إحدى القبيلتين أحد الاسميين
والأخرى الاسم الآخر للمسمى الواحد من غير أن تشعر إحداها بالأخرى،ثم يشتهر
الوضعان،ويخفى الواضعان،أو يلتبس وضع أحدهما بوضع الآخر وهذا مبني على
كون اللغات اصطلاحية.و الثاني :أن يكون من واضع واحد وهو الأقل) (16).
فوائد الترادف
للترادف عند القائلين به عدة فوائد ترجح ماذهبوا إليه وترد على من يقول بمنع وقوعه
في اللغة العربية،ومن بينها ما يلي مما ذكره السيوطي :
-أن تكثر الوسائل إلى الإخبار عما في النفس فإنه ربما نسي أحد اللفظين،أو عسر عليه النطق به.
-التوسع في سلوك طريق الفصاحة،وأساليب البلاغة في النظم والنثر وذلك لأن اللفظ
الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر،السجع والقافية والتجنيس والترصيع وغير ذلك
من أصناف البديع ولا يتأتى ذلك باستعمال مرادفه مع ذلك اللفظ.
-المراوحة في الأسلوب،وطرد الملل والسآمة.
-قد يكون أحد المترادفين أجلى من الآخر فيكون شرحا للآخر الخفي وقد ينعكس الحال
بالنسبة إلى قوم دون آخرين.
-تبديل اللفظ الخفي بلفظ أجلى منه.
.
خاتمة
إن ما يمكننا قوله في ختام هذا العرض هوأن الترادف أمر لا يمكن إنكاره وينبغي التسليم بوقوعه
في العربية كما أن الخلاف الذي نشب بين علماء اللغة حول ماهية الترادف يعود بالأساس إلى
أهميته البالغة،ولذلك يجب على دارس اللغة العربية العناية به لأن كثيرا من معاني ودلالات المفردات
في النص العربي قديمة وحديثة، تتوقف معرفتها بشكل دقيق على الإحاطة بموضوع الترادف.
الهوامش

الهوامش


1-سورة الأنفال،الآية 9

2. ابن منظور (ت711 هـ): لسان العرب، مادة (رد ف): 9/114 ـ 116، دار صادر، ودار
بيروت، لبنان، 1374هـ ـ 1995م.
3-أ حمد بن فارس (369هـ)، معجم مقاييس اللغة، 503/2
4- جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها1/388، تحقيق محمد أحمد
جاد المولى، وآخرون، دار الفكر، بيروت، د.ت.
5- الشريف الجرجاني، علي بن محمد (ت 816هـ): التعريفات، ص199، بدمشق 1958
6- الشريف الجرجاني، علي بن محمد (ت 816هـ): التعريفات، ص56، مكتبة لبنان، د.ت، بيروت، 1969م.
7 – الانباري محمد بن القاسم : الأضداد: ص 6ـ7 تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم، دائرة
المطبوعات والنشر في الكويت، 1960م.
-8 جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها1/405.
-9 أحمد بن فارس (369هـ)، الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها 59-
61تحقيق عمر فاروق الطباع، ط1، مكتبة المعارف، بيروت، 1414هـ /1993م ، والمزهر
1/403-405.
10-المائدة،الآية 48
11-أبو هلال، العسكري، الفروق اللغوية: ص11، حققه حسام الدين القدسي، دار الكتب العلمية،
بيروت، (د.ت).
12- ابن جني، الخصائص، ج2، ص310،حققه محمد علي النجار، دار الهدى، بيروت (د ت).
13- جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها405/1
-14 جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها405/1
-15 عمر، أحمد مختار، علم الدلالة : ص217ـ218، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، الكويت،
1402هـ/1982م.
16- جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها 1/405-406.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=393257
التوقيع




    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-01, 18:29 رقم المشاركة : 2
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: ظاهرة الترادف في اللغة العربية


شكرا على هذا الدرس القيّم .
بارك الله فيك .





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-01, 18:39 رقم المشاركة : 3
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: ظاهرة الترادف في اللغة العربية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف السلاوي مشاهدة المشاركة
شكرا على هذا الدرس القيّم .
بارك الله فيك .


مولاش الشريف السلاوي، ليس لي الا أن أعبر عن مدى سعادتي بكوني أصيب في اختيار اراجاتي لتحظى باعجاب أمثالك من الأساتذة...والله إني فخور بنفسي أمام تعاليقك وتشجيعاتك





التوقيع




    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-01, 22:19 رقم المشاركة : 4
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: ظاهرة الترادف في اللغة العربية


الترادف[1]
الترادف لغة: التتابع.
الترادف اصطلاحا: دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد، مثل:
- الجود، والسخاء، والأريحية، والندى، والسماحة، والكرم، والبذل.
- رأيت الشيء، وأبصرته، وعاينته، وشاهدته.
- عام، سنة، حول.
- طبيعة فلان، وخلقه، وسجيته، وسليقته، ونقيبته.
- وجدت فلانا مسرورا، محبورا، فرِحاً، جذِلاً، بلجاً، مستبشراً.
- الحزن، الغم، الغمة، الأسى، والشجن، الترح الوجد، الكآبة، الجزع، الأسف، الللهفة، الحسرة، الجوى، الحرقة، واللوعة.
- خاف الرجل، وفزع، وخشي، ووجل، وفرق، ورهب، وارتاع، وارتعب، وانذعر.
- الرحمة، والرقة، والشفقة، والحٌنو، والحنان، والعطف، والرأفة.
- فلان يشبه فلانا،ويشابهه،ويشاكله،ويشاكهه،ويضاهيه،ويماثله،ويضارعه،ويحاكيه،ويناظره.
- هفوة، وزلة، وسقطة، وعثرة، وكبوة.
الاختلاف حول وجود الترادف في اللغة
اختلف اللغويون قديما وحديثا حول حقيقة وجود الترادف في اللغة بين مثبت ومنكر.
المثبتون للترادف:
سيبويه: وهو من أشهر المثبتين لهذه الظاهرة. بيّن في باب (اللفظ للمعاني): "اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ... فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو: جلس وذهب، واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب وانطلق، واتفاق اللفظين والمعنى مختلف نحو قولك: وجدت عليه من الموجدة، ووجدت إذا أردت وجدان الضّالة، وأشباه هذا كثير."[2] فقوله: "اختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب وانطلق" ينصرف إلى الترادف.
الأصمعي: ألف فيه كتابا عنوانه: ما اتفق لفظه واختلف معناه. وكان يقول أحفظ للحجر سبعين اسما.
أبو الحسن الرماني الذي ألف كتاب: الألفاظ المترادفة.
ابن خالويه: الذي كان يفتخر بأنه جمع للأسد خمسمائة اسم وللحية مئتين، وأنه يحفظ للسيف خمسين اسما.
وحمزة بن حمزة الأصفهاني:الذي كان يقول إنه جمع من أسماء الدواهي ما يزيد على أربعمائة.
والفيروزآبادي الذي ألف كتابا في الترادف بعنوان: الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف.
والتهانويالذي يقول: والحق وقوعه (أي الترادف) بدليل الاستقراء، نحو أسد وليث.
ومعظم المحدثين من اللغويين العرب يعترف بوقوع الترادف في اللغة، من هؤلاء:
علي الجارم الذي يقول: إن الترادف موجود ولا سبيل إلى إنكاره، ولكن لا يجوز المبالغة فيه بإدخال الصفات مرادفة للأسماء.
إبراهيم أنيس الذي يقول إنّ علماء اللغات يجمعون على إمكان وقوع الترادف في أي لغة من لغات البشر، والذين أنكروا الترادف من القدماء كانوا من الأدباء النقاد الذين يستشفون أمورا سحرية ويتخيلون في معانيها أشياء لا يراها غيرهم وفي هذا من المبالغة والمغالاة ما يأباه اللغوي الحديث في بحث الترادف.
حجج المثبتين: يحتج بعضهم لإثبات الترادف بما يلي:
(1) لو كان لكل لفظةٍ معنى غيرُمعنى الأخرى لما أمكنَ أن نعبِّر عن شيء بغير عبارته، وذلك أنا نقول في‏"‏لا ريب فيه":‏ "لا شكَّ فيه" وأهل اللغة إذا أرادو أن يفسروا (اللب) قالوا هو "العقل." و(الجرح) هو "الكسْب،"فلو كان الريبُ غيرَ الشك والعقل غير اللب لكانت العبارةُ عن معنى الريب بالشك خطأ، فلما عُبِّرَ بهذا عن هذا عُلم أن المعنى واحد‏.‏
(2) إنّ المتكلم يأتي بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد فيمكان واحد تأكيداً ومبالغةً كقوله‏:‏ وهند أتى من دونها النَّأْي والبعد قالوا‏:‏فالنَّأْيُ هو البعد‏.‏
(3) الترادف لا يعني التشابه التام إنما أن يُقام لفظ مقام لفظٍ لمعانٍ متقاربة يجمعُها معنًى واحد كما يقال‏:‏ أصلحَ الفاسد ولمّ الشّعث ورتَقَ الفَتْق وشَعَبَ الصَّدع‏.‏
(4) وقال الطاهر ابن عاشور إذا أصبحت عدد من المفردات تدل على شيء واحد فهي من االترادف ولا يهمنا ما إذا كانت في الماضي تدل عليه أو على صفة فيه، مثل الحسام والهندي التي أصبحت الآن تدل على السيف ولا يلحظ معنى القطع أو الأصل الهندي فيها.
المنكرون للترادف: لقد أنكر الترادف فئة من العلماء قديما وحديثا من العرب ومن غيرهم:
ثعلب الذي كان يقول: لا يجوز أن يختلف اللفظ والمعنى واحد.
ابن درستويه: لا يكون فعَل وأفْعَل بمعنى واحد كما لم يكونا على بناء واحد إلا أن يجيء ذلك في لغتين مختلفتين فأما من لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظان والمعنى واحد كما يظن كثير من اللغويين والنحويين، وإنما سمعو العرب تتكلم على طباعها ولم يعرف السامعون العلل والفروق فظنوا أن هذه الألفاظ بمعنى واحد فأخطؤوا في فهم ذلك، وليس يجيء شيء من هذا الباب إلا على لغتين متباينتين.
ابن فارس: الذي يقول فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها معناها غير معنى الأخرى.
أبو علي الفارسي: الذي رد على ابن خالويه، عندما افتخر بأنه يحفظ للسيف خمسين اسما، قائلا لا أعرف له إلا اسما واحدا هو السيف وأما الباقي فصفات.
أبو هلال العسكري: إن كل اسمين يجريان على معنى من المعاني في لغة واحدة يقتضي كل واحد منهما خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا كان الثاني فضلة لا يحتاج إليه. وقد ألف كتاب الفروق اللغوية لنقض فكرة الترادف وإبراز الاختلاف بين هذه الكلمات.
البيضاوي الذي جزم في المنهاج أن الترادفَ على خِلاف الأصْل والأصلُ هو التباينُ.
حجج المنكرين للترادف:
(1) يقول ثعلب: لا يجوز أن يختلف اللفظ والمعنى واحد لأنّ في كل لفظة زيادة معنى ليس في الأخرى، ففي ذهب معنى ليس في مضى. ويبين أبو هلال العسكري الفروق بين معاني الكلمات التي قيل فيها الترادف، فيقول:
- الفرق بين الحلم والرؤيا: كلاهما ما يراه الانسان في المنام لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشئ الحسن، والحلم: ما يراه من الشر والشئ القبيح.
- الفرق بين الحماية والحفظ: أن الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره مثل الأرض والبلد، تقول: هو يحمي البلد والأرض، والحفظ يكون لما يُحرز ويُحصر وتقول هو يحفظ دراهمه ومتاعه.
- الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان، والمدح يكون بالفعل والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى غيره وأن يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.
- الفرق بين الخجل والحياء: الخجل مما كان والحياء مما يكون.
- الفرق بين الخشوع والتواضع: التواضع يعتبر بالاخلاق والأفعال الظاهرة والباطنة. والخشوع: يقال باعتبار الجوارح.
- الفرق بين القسم والحلف: أن القسم أبلغ من الحلف.
- الفرق بين الغضب والسخط: أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير، والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير.
(2) يقول أبو هلال العسكري: الشاهد على أن اختلاف الأسماء يوجب اختلاف المعاني أن الاسم يدل كالإشارة، فإذا أُشير إلى الشيء مرة واحدة فعُرف فالإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة، وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد.
يبدو أن الاختلاف عائد إلى معنى الترادف. هل يعني التشابه التام في كل الأحوال أم هل يعني التشابه النسبي الذي يمكن فيه أن تستعمل لفظة مكان أخرى. إذا كان الأول فالتشابه مستحيل بين كلمتين بل إن بعض علماء اللغة يستبعد أن تشبه الكلمة نفسها في موضعين مختلفين؛ أما إذا قبلنا بالتعريف الثاني فإننا لن نعدم عددا من الألفاظ التي يمكن أن تحل محل أخرى في سياقات معينة، فنعدها من الترادف.

أسباب الترادف
1- فقدان الوصفية: بعض الألفاظ كانت تدل في الماضي على أوصاف محددة لاعتبارات معينة غير أنه مع مرور الزمن تُوسع في استعمالها ففقدت الوصفية واقتربت من الاسمية واكتفي بالصفة عن الموصوف، وأصبح هذا الوصف اسما، فمثل:
- المُدام: كانت صفة للخمر تعني "الذي أُديم في الدن"وهي الآن تُطلق على أنها اسم من أسماء الخمر.
- السيف: له اسم واحد هو السيف، وله أكثر من خمسين صفة لكل صفة دلالتها المميزة كالمهند "مصنوع في الهند" ومثلة اليماني "مصنوع في اليمن" والمشرفي "معمول في مشرف." والحسام لحدته وسرعة قطعه.
2- اختلاط اللهجات العربية: العربية لغة ذات لهجات متعددة تختلف في أسماء بعض الأشياء، فالشئ الواحد قد يسمى عند قبيلة بلفظ وعند أخرى بلفظ آخر، وبسبب اختلاط العرب في حروبهم ومعاشهم وأسواقهم فقد تطغى بعض الألفاظ على بعض، واشتهرت الكلمات التي تعتبر أسهل أو أفضل من غيرها فاجتمع للأنسان الواحد أكثر من لفظة للشئ الواحد، من ذلك مثلا:
- السكين يدعوها بذلك أهل مكة وغيرهم وعند بعض الأزد يسميها المدية.
- القمح لغة شامية، والحنظة لغة كوفية، وقيل البر لغة حجازية.
- الإناء من فخار عند أهل مكة يدعى بُرمة وعند أهل البصرة يسمى قدرا.
- البيت فو ق البيت يسمى عِلّية عند أهل مكة، وأهل البصرة يسمونه غرفة.
- الحقل "المكان الطيب يُزرع فيه" وهو الذي يسميه أهل العراق القَراح.
- المضاربة عند أهل الحجاز تسمى مقارضة.
- الجرين عند أهل نجد "المكان الذي يجفف فيه التمر والثمر" يسميه أهل المدينة المِربَد.
- المتقاضي المتجازي "من يستوفي الديون" يدعى في المدينة المتجازي.
3- الاقترض من اللغات الأعجمية: اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأعجمية من فرس وروم وأحباش أدى إلى دخول عدد من الكلمات الأعجمية في العربية، بعضها كثر استعماله حتى غلب على نظيرة العربي، من ذلك:

أعجمي
عربي
أعجمي
عربي
النَّرجس
العَبْهر
الأُتْرُجّ
المُتْك
الرَّصاص
الصَّرَفان
التُّوت
الفِرصاد
الخِيار
القَثْد
الياسمين
السَّمْسَق
الهاون
المِنحاز
المِيزاب
المِثْعب
المِسك
المشموم
اللُّوبياء
الدَّجَر

4- المجاز: المجازات المنسية تعتبر سببا مهما من أسباب حدوث الترادف؛ لأنها تصبح مفردات أخرى بجانب المفردات الأصلية في حقبة من تاريخ اللغة، من ذلك:
- تسمية العسل بالماذية (تشبيها بالشراب السلس الممزوج) والسلاف (تشبيها بالخمر) والثواب (الثواب النحل وأطلق على العسل بتسمية الشيء باسم صانعه)، والصهباء (تشبيها بالخمر) والنحل"العسل" (سمي العسل نحلا باسم صانعه).
- تسمية اللغة لسانا لأن اللسان آلة اللغة.
- تسمية الجاسوس عينا لعلاقة الجزئية.
- تسمية الرقيق رقبة لعلاقة الجزئية.
5- التساهل في الاستعمال : التساهل في استعمال الكلمة وعدم مراعاة دلالتها الصحيحة يؤدي إلى تداخلها مع بعض الألفاظ في حقلها الدلالي:
- المائدة: في الأصل لايقال لها مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان.
- الكأس: إذا كان فيها شراب وإلا فهي قدح.
- الكوز: إذا كان له عروة وإلا فهو كوب.
- الثرى إذا كان نديا وإلا فهو تراب.
6- التغيير الصوتي : التغييرات الصوتية التي تحدث للكلمات تخلق منها صورا مختلفة تؤدي المعنى نفسه. وهذه التغييرات قد تكون بسبب:
* إبدال حرف بحرف مثل: حثالة وحفالة؛ ثوم وفوم؛ هتنت السماء وهتلت، حلك الغراب وحنك الغراب.
*قلب لغوي بتقديم حرف على آخر، مثل: صاعقة وصاقعة؛ عاث وثعا؛ طريق طَامِس وطَاسِم.






[1] اعتمدنا على المراجع التالية: المزهر للسيوطي؛ الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس؛ الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري؛ الفروق اللغوية لمحمد الشايع؛ علم الدلالة لأحمد الكراعين؛ فقه اللغة للنادري؛ علم الدلالة لأحمد مختار عمر.

[2] الكتاب، سيبويه، 1/24، بيروت1991.





التوقيع






    رد مع اقتباس
قديم 2011-07-01, 22:20 رقم المشاركة : 5
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: ظاهرة الترادف في اللغة العربية


الإعجاز العلمي لظاهرة الترّادف في اللّغة العربّية
سميحة الصعبي
دمشق -سوريا

لا يزال القرآن الكريم على مر العصور والأيام يفيض على من أعمل الفكر في آياته وكلماته بالأنوار والأسرار... وفي هذه المتابعة المتواضعة أحاول أن أربط بين الإعجاز اللغوي القرآني في ظاهرة الترادف وانتقاء الكلمة المناسبة في المكان المناسب دون غيرها من المترادفات مع الإعجاز العلمي الحديث. وقبل أن أعرض لهذا الإعجاز المدهش أجد من الضروري شرح ظاهرة الترادف شرحاً وافياً، مع تسليط الضوء على أراء العلماء والمختصين حولها والأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الظاهرة. وأخيراً فائدتها من الناحية اللغوية والبلاغية.

الترادف في اللغة:
«الترادف في اللغة التتابع، وأردفه أي أركبه خلفه، وكل شيء تبع شيئاً فهو ردفه» والمترادفات في الاصطلاح: «ألفاظ محددة المعنى وقابلة للتبادل فيما بينها في أي سياق. والترادف التام-رغم استحالته- نادر الوقوع إلى درجة كبيرة... فإذا ما وقع هذا الترادف التام فالعادة أن يكون ذلك لفترة قصيرة محددة... وسرعان ما يظهر التدريج فروق معنوية دقيقة بين الألفاظ المترادفة بحيث يصبح كل لفظ منها مناسباً وملائماً للتعبير عن جانب واحد فقط من الجوانب المختلفة للمدلول الواحد».
وحين نصف العربية بسعة التعبير وكثرة المفردات وتتنوع الدلالات وحين نتجرأ أكثر من هذا فنزعم أن لغتنا في هذا الباب أوسع اللغات ثروة وأغناها في أصول الكلمات الدوال على معان متشعبة قديمة وحديثة، جدير بنا أن نذكر أن اللغات جميعاً دون استثناء تزداد ثروتها وتبلغ مفرداتها من الكثرة حداً لا نهاية له إذا كتب لها من شروط النماء والحياء والخلود ما كتب للعربية، فقد أتيح للغة القرآن من الظروف والعوامل ما وسع من طرق استعمالها، وأساليب اشتقاقها وتنوع لهجاتها، فانطوت من هذا كله على محصول لغوي لا نظير له في لغات العالم، فمثلاً قد نجد في لغات العالم القديمة والحديثة كلمات قليلة محدودة للتعبير عن أصوات الحركات الخفيفة، وإذا التمسنا في العربية ما وضع لأداء هذه الأصوات أدركنا العجز عن استيعاب تلك الكثرة من الكلمات الدالة على فروق دقيقة جداً، فالهمس صوت لحركة الإنسان وقد نطق به القرآن، ومثله الجرس والخشفة، وفي الحديث أنه قال (صلى الله عليه ولسلم): «إني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة إلا رايتك»...وتبلغ العربية حد الإعجاز وهي تعبر عن صوت الشيء الواحد بألفاظ مختلفة تراعي معها التفاوت في علوه وهبوطه وعمقه وسطحيته... فإن صوت الماء إذا جرى خرير، وإذا كان تحت ورق أو قماش قسيب، وإذا دخل في مضيق فقيق، وإذا تردد في الجرة أو الكوز بقبقة، وإذا استخرج شراباً من الآنية قرقرة.
آراء العلماء في ظاهرة الترادف:
اختلف اللغويون العرب في وقع هذا الترادف التام.. فمنذ بدأ الرعيل الأول من هؤلاء اللغويين في القرنين الثاني والثالث الهجريين في جمع اللغة من أفواه فصحاء العرب من جانب وتفريغ ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والخطب والرسائل حتى نهاية العصر الأموي والبحث عن معانيها وتفسيرها من جانب واحد، أخذ العلماء في تصنيف هذه المادة اللغوية في أنماط شتى، وعن لبعض هؤلاء العلماء أن يجمعوا الكلمات التي تدل على معنى واحد في العربية في تأليف مستقل، سموه أحياناً «بالترادف» وأحياناً أخرى باسم «ما اختلف لفظه واتفقت معانيه» وقد بالغ بعضهم في جمع تلك الألفاظ وحشد بينها طائفة كبيرة لا تمت إلى المترادف الحقيقي بصلة... وقد أدت مبالغة هؤلاء العلماء إلى ظهور طائفة أخرى من العلماء تعارض هذا الاتجاه وترفض ظاهرة الترادف في العربية رفضاً تاماً، ويمكن إجمال آرائهم فيما يلي:
- فريق أثبت وجود الظاهرة واحتج لوجودها بأن جميع أهل اللغة إذا أرادوا أن يفسروا اللب قالوا: العقل، أو الجرح قالوا: هو الكسب، أو السكب قالوا: هو الصب. وهذا يدل على أن اللب والعقل عندهم سواء وكذلك الجرح والكسب، والسكب والصب وما أشبه ذلك، ويروي أصحاب الترادف قصصاً وأحاديث للبرهنة على رأيهم. فمن ذلك ما رووه من أن النبي «صلى الله عليه وسلم» وقعت من يده السكين فقال لأبي هريرة: ناولني السكين، فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة، ثم قال بعد أن كرر الرسول له القول ثانية وثالثة: آلمدية تريد؟ فقال له الرسول: نعم. ومن المثبتين للترادف الرماني الذي ألف «كتاب الألفاظ المترادفة» وكراع الذي ألف «المنتخب».
- فريق ينكر وجود الترادف ومن هؤلاء ابن فارس وثعلب وأبو علي الفارسي وأبو هلال العسكري، يقول ابن فارس: «ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام، والذي نقوله في هذا: إن الاسم هو السيف وما بعده من الألقاب صفات ومذهبنا ان كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى وقد خالف في ذلك قوم فزعموا أنها وإن اختلفت معانيها فإنها ترجع على معنى واحد، وذلك قولنا: سيف وعضب وحسام. وقال آخرون: ليس منها اسم ولا صفة إلا ومعناها غير معنى الآخر. قالوا: وكذلك الأفعال، نحو مضى وذهب وانطلق وقعد وجلس ورقد ونام وهجع، قالوا: ففي قعد معنى ليس في جلس، وكذلك القول فيما سواه. وبهذا نقول وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
وقال أبو علي الفارسي: «كنت بمجلس سيف الدولة بحلب وبالحضرة جماعة من أهل اللغة وفيهم ابن خالويه، فقال ابن خالويه: احفظ للسيف خمسين اسماً، فتبسم أبو علي وقال: ما أحفظ إلا اسماً واحداً هو السيف، قال ابن خالويه: فأين المهند والصارم وكذا وكذا؟ فقال أبو علي: هذه صفات. وكأن الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة، وقد ألف أبو هلال العسكري (الفروق اللغوية) لإبطال الترادف وإثبات الفروق بين الألفاظ التي يدعى ترادفها».
أسباب الترادف في اللغة الفصحى:
- لعل أبرز العوامل في اشتمال لغتنا على هذا الثراء العظيم أن المهجور في الاستعمال من ألفاظها كتب له البقاء. فإلى جانب الكلمات المستعملة كان مدونو المعجمات يسجلون الكلمات المهجورة، وما هجر في زمان معين كان قبلُ مستعملاً في عصر من العصور، أو كان لهجة لقبيلة انقرضت أو غلبتْها لهجة أقوى منها. وهجران اللفظ ليس كافياً لإماتته لأن من الممكن إحياؤه بتجديد استعماله. فالاستعمال في العربية على نوعين: مهجور قد يستعمل، ومستعمل قد يهجر، واحتفاظ علمائنا بالنوع الأول كأنه إرهاص لإحيائه، وفي هذا كانت الميزة للعربية، إذ لا تحتفظ سائر اللغات إلا بالنوع الثاني وهو مهدد بالهجران معرض لقوانين التغيير الصوتي، فإذا أميت بالهجر لم يكن في طبائعها ما تعوض به المهجور الجديد بمهجور قديم، فتضطر إلى الاستجداء من لغات أخرى.
- طول احتكاك قريش باللهجات العربية الأخرى قد نقل إليها طائفة كبيرة من مفردات هذه اللهجات. ولم تقف لغة قريش في اقتباسها هذا عند الأمور التي كانت تعوزها، بل انتقل كذلك من هذه اللهجات كثير من المفردات والصيغ التي لم تكن في حاجة إليها لوجودها في متنها الأصلي، فعززت من جراء ذلك مفرداتها وكثرت المترادفات في الأسماء والأوصاف والصيغ. وأصبحت الحالة التي انتهت إليها أشبه شيء ببحيرة امتزج بمياهها الأصلية مياه أخرى انحدرت إليها من جداول كثيرة. ويشير إلى ذلك ابن فارس في كتابه الصاحبي عندما يقول: «فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج ويتحاكمون إلى قريش مع فصاحتها وحسن لغتها ورقة ألسنتها، فإذا أتتهم الوفود من العرب يتخيرون من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى سلائقهم التي طبعوا عليها. وعلى هذا الأساس نقر بوجود الترادف في القرآن لأنه وقد نزل بلغة قريش المثالية يجري على أساليبها وطرق تعبيرها.. لذا لا غضاضة أن يستعمل القرآن الألفاظ الجديدة المقتبسة إلى جانب الألفاظ القرشية الخالصة القديمة. وبهذا نفسر ترادف أقسم وحلف في قوله تعالى: «وأقسموا بالله جهد أيمانهم» (النور/53)، وقوله: «يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة (الكفر)(التوبة/74).. فقريش كانت تستعمل في بيئتها اللغوية الخالصة أحد اللفظين وإنما اكتسبت اللفظ الآخر من احتكاكها بلهجة أخرى لها بيئتها اللغوية المستقلة. وكثير من هذه الألفاظ الخاصة باللهجات، لم يستطع النفاد إلى استعمالات اللغة الفصحى، وبقيت مقصورة على الاستعمال المحلي عند هذه القبيلة أو تلك، وكان من الممكن أن تندثر هذه الألفاظ لأن نصوص الفصحى الشعرية والنثرية منها لم تسجلها بين ألفاظها، لولا أن ساح اللغويون العرب في القرون الأولى للهجرة، في الجزيرة العربية وبين القبائل التي اعتمدها هم لتتلقى اللغة عنهم، فدونوا عنهم فيما دونوا هذه الألفاظ المحلية».
- من أسباب الترادف كذلك أن يكون للشيء الواحد في الأصل اسم واحد ثم يوصف بصفات مختلفة باختلاف خصائص ذاك الشيء، وإذا بتلك الصفات تستخدم في يوم ما استخدام الشيء وينسى ما فيها من الوصف أو ينساه المتحدث باللغة.
- ومن عوامل كثرة الترادف في العربية الاستعارة من اللغات الأجنبية التي كانت تجاور العربية في الجاهلية وصدر الإسلام، مثل بعض الكلمات المستعارة من الفارسية وغيرها: كالدمقس والاستبرق للحرير، واليم للبحر.
- أن كثيراً من الكلمات التي تذكرها المعجمات على أنها مرادفة في معانيها لكلمات أخرى غير موضوعة في الأصل لهذه المعاني، بل مستخدمة فيها استخداما مجازياً.
ومن أمثلة الإعجاز اللغوية والعلمي في القرآن الكريم ما يلي:
1- جاء في سورة الحجر في الآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة قوله تعالى: «ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سُكّرتْ أبصارنا بل نحن قوم مسحورون».
العروج في اللغة:
هو سير الجسم في خط منعطف ومنحن، وقد ثبت علمياً أن حركة الأجسام في الكون لا يمكن أن تكون في خطوط مستقيمة، بل لا بد لها من الانحناء... فكل جرم متحرك في السماء محكوم بكل من القوى الدافعة له وبالجاذبية مما يضطره إلى التحرك في خط منحن يمثل محصلة كل من قوى الجذب والطرد المؤثرة فيه، وهذا ما وصفه القرآن بالعروج، ويتجلى الإعجاز في اختيار هذه الكلمة بدقة لا مثيل لها دون غيرها من المترادفات، نحو: «الصعود، العلو، الرقي» وكل هذه المترادفات رغم اشتراكها في المعنى العام، تؤدى المعنى العلمي الدقيق الذي أشارت إليه كلمة «يعرجون».
2- جاء في سورة يوسف وصفاً لحالة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنه وفلذة كبده سيدنا يوسف: «وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم، قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين، قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون». صورة مؤثرة للوالد المفجوع، يحس أنه منفرد بهمه وحيد بمصابه لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه فينفرد في معزل، يندب فجيعته في ولده الحبيب يوسف الذي لم ينسه ولم تهون من مصيبته السنون.. ويكظم الرجل حزنه ويتجلد فيؤثر هذا الكظم في أعصابه حتى تبيض عيناه حزناً وكمداً.
وقد اهتدى الطب في العصر الحديث إلى أن مرض المياه البيضاء التي تصيب العيون لا يرجع سببه فقط الي الشيخوخة بل إن أحد أسبابه ارتفاع ضغط الدم وكثرة البكاء وعمق الحزن، كما يعجل بحدوثه الاضطرابات النفسية، ويا لروعة القرآن ودقته إذ جاءت كلمة كظيم التي تعني: ممتلئ من الغيظ أو الحزن، يكتمه ولا يبديه. دون غيرها من المترادفات نحو: «الأسى واللهف: حزن على الشيء يفوت الوجوم: حزن يسكت صاحبه. الأسف حزن مع غضب. الترح: ضد الفرح». ومن عجب أن القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة قد فصل في سورة يوسف أعراض هذا المرض كما وصل إليه الطب الحديث وأسبابه... ثم توضح الآية الثالثة والتسعون، كيف طلب سيدنا يوسف علاج أبيه بإلقاء قميصه على وجهه إذ تقول الآية: «اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً» وقد انخفض ضغط الدم عند سيدنا يعقوب عندما أحس أن ابنه حي يرزق وانصرف عنه الحزن والألم وانتابته حالة من السعادة والفرح فارتد إليه البصر كما تقول الآية: «فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيراً»(يوسف/96).
3- قال تعالى في الآية الثامنة والستين في سورة يس: « ومن نعمّره ننكّسه في الخلق أفلا يعقلون». خلق الله البشر وقدر لهم آجالاً مختلفة فمنهم من يتوفاه الله مبكراً ومنهم من يبلغ أرذل العمر، وهي المراحل المتأخرة في حياة الإنسان وتشير الآية إلى أن من يطيل عمره يرده عكس ما كان عليه، وكلما تقدم الإنسان في العمر تضاءلت نسبة تجدد الخلايا وزادت نسبة الانحلال الخلوي وظهر الضمور العام، وتختلف نسبة التمدد والضمور باختلاف أنواع الأنسجة، فالظاهر منها البشرة الكاسية للجسم والأغشية المبطنة للقنوات الهضمية وقنوات الغدد تضمر بنسبة أكبر كلما تقدم السن للأعضاء، وهذا هو السبب المباشر لأعراض الشيخوخة. واستخدام أي من مترادفات نكس لا تؤدي هذا المعنى: خفض، أنزل، أحنى، تقول العرب: انتكس المريض أي عاودته العلة. والمقصود هنا بتنكيسه: قلبه وجعله على عكس ما خلقه الله أولاً وهو أنه خلقه على ضعف في جسد وخلو من عقل وعلم، ثم جعله يتزايد وينتقل من حال إلى حال إلى أن يبلغ أشده، وتستكمل قوته ويعقل ويعلم، فإذا انتهى نكسه في الخلق فيتناقض حتى يرجع في حال شبيهة بحال الصبا في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من الفهم. وقد أبدعت العربية في وصف مراحل الشيخوخة»، يقال للشيخ المسن قحر فإذا قصر خطوه فهو دالف ثم هادج، فإذا بلغ أقصى ذلك فهو هرم.. فإذا ذهب عقله فقد خرف... ويقال في النساء عجوز». جاء في الذكر الحكيم على لسان السيدة سارة: «قالت يا ولتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً، إن هذا لشيء عجيب» (هود/72).
4- «قال تعالى في الآية الثالثة والعشرين من سورة الروم: «ومن آياته منامكم في الليل والنهار وابتغاؤكم من فضله».
ظل موضوع النوم في النهار موضوع جدل حتى وصل العلم والطب إلى ما قرره القرآن الكريم، إذ ينصح مدير التربية البدنية في جامعة بيل تلاميذه نصيحة خالدة نصها «عليك في الظهر بسنَة من النوم» ويقول راي جيلز في مجلة «بترهوفر» أما وقد بلغ الإرهاق كل مبلغ بالأجسام والعقول والأرواح فقد آن الأوان لإعادة النظر في خطة بسيطة تزيدنا مقدرة على العلم وشعوراً بالراحة وتلك هي أن يغفو الإنسان كل يوم غفوة. لقد اتفق الأطباء على أن هذه الغفوات التي تتخلل النهار تدفع الكلال وتخفض ضغط الدم حوالي 15-30 ملليمتر وترفع عن القلب بعض الحمل المتعب، وقد لوحظ أن الإغفاء قبل القيام بأي مجهود بدني أو عقلي أو بعده يصنع العجائب بالنسبة للإنتاج العضلي والذهني وللحالة الصحية العامة... ويقول ديل كارينجي في كتابه «دع القلق وابدأ الحياة»: ساعة تنامها خلال النهار مضافة إلى ست ساعات تنامها ليلاً تجعل المجموع سبع ساعات، أجدى عليكم من ثماني ساعات من النوم المتواصل ليلاً. وبذلك يكون القرآن أول كتاب يذكر النوم بالنهار». ويخص كلمة النوم دون غيرها من المترادفات نحو: «الرقود، الهجود، أو السبات وهو النوم الخفيف».
5- قال تعالى في الآية الثلاثين من سورة النازعات »والأرض بعد ذلك دحاها«، «تشير هذه الآية إلى أن شكل الأرض على هيئة البيضة وطبقاً للقياسات العلمية الحديثة... فإن تفرطح الأرض عند القطبين وبروزها عند خط الاستواء بسبب دوران الأرض حول نفسها يعطي الأرض شكلاً ليس كروياً تماماً أي شكلاً بيضاوياً». وجميع المترادفات الأخرى لا تصف شكل الأرض بهذه الدقة العلمية المتناهية نحو كلمة «بسطها، مهدها، أوسعها».
وأخيـراً أود أن أشير إلى أن ظاهرة الترادف في اللغة العربية قد أفادت فــــي:
- التوسع في سلوك طرق الفصاحة، وأساليب البلاغة في النظم والنثر، وذلك لأن اللفظ الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع والقافية والتجنيس والترضيع، وغير ذلك من أصناف البديع.
- أن تكثر الوسائل إلى الإخبار عما في النفس، فإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطق بهن وقد كان بعض الأذكياء في الزمن السالف ألثغ، فلم يحفظ عنه أنه نطق بحرف الراء، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذاك.






التوقيع






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغة , الترادف , العربية , ظاهرة , فى

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 11:17 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd