منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟ (https://www.profvb.com/vb/t73333.html)

عمر أبو صهيب 2011-06-25 21:16

هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
السؤال: أثناء اطلاعي على مواضيع دينية وجدت هذه الجملة : ( للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ ) ، وفي رواية : ( هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة ، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه ) فهل هذا يعني أن سعد بن معاذ هو الوحيد من بين البشر الذي نجا من ضغطة القبر , أي هل ضغطة القبر واجبة على كل مسلم حتى لو عمل بأسباب تنجي من عذاب القبر ?

الجواب:
الحمد لله
أولا :
ضمَّةُ القبرِ أوَّلُ ما يلاقيه الميتُ في عالم البرزخ ، وقد جاءت بإثباتها نصوص صريحة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها :
1- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ )
رواه أحمد (6/55 ،98) ، قال العراقي في " تخريج الإحياء " (5/259) : إسناده جيد . وقال الذهبي في " السير " (1/291) : إسناده قوي . وقال الألباني في " السلسلة الصحيحة " (1695) : " وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب " انتهى. وصححه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (40/327).
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي :
( هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ )
رواه النسائي في " السنن " (2055) (4/100) وسكت عنه ، وبوب عليه بقوله : " ضمة القبر وضغطته "، وصححه الألباني في " صحيح النسائي ".
3- عن أبي أيوب رضي الله عنه : أن صبيًا دُفنَ ، فقالَ صلى الله عليه وسلم :
( لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ ).
رواه الطبراني " المعجم الكبير " (4/121) وصحح الحافظ ابن حجر نحوه في " المطالب العالية " (13/44)، وصححه الهيثمي في " مجمع الزوائد " (3/47) ، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2164).
وذكر القرطبي في " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " (ص/323) تحت باب : " ما جاء في ضغطة القبر على صاحبه وإن كان صالحا " نصوصا أخرى في الموضوع ، ولكن يغلب عليها الضعف والنكارة .
كما أورد ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/231) كثيرا منها تحت باب ضمة القبر ، وفيما ذكرناه من الصحيح كفاية ، إن شاء الله .

ثانيا :

اختلف أهل العلم في المؤمن ، هل تصيبه ضمة القبر ، وكيف يكون حاله فيها ، على قولين :
القول الأول :
تصيب ضمة القبر كل مؤمن وتشتد عليه ، غير أن المؤمن الصالح سرعان ما يفرج عنه ويفسح له في قبره ، فلا يطول العذاب عليه ، أما الفاسق فتشتد عليه الضمة ويطول عليه ضيق لحده بحسب ذنبه ومعصيته .
قال أبو القاسم السعدي رحمه الله :
" لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الانفساح له " انتهى.
وقال الحكيم الترمذي رحمه الله :
" سبب هذا الضغط أنه ما من أحد إلا وقد ألم بذنب ما فتدركه هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه الرحمة " انتهى.
نقلا عن حاشية السيوطي على " سنن النسائي " (3/292)، ونقله الرملي في " فتاواه " (4/210)

القول الثاني :
تصيب ضمة القبر المؤمنين الصالحين ولكنها ضمة رفق وحنان ، ليس فيها أذى ولا ألم ، أما المسلمون العاصون فتشتد عليهم سخطا بحسب كثرة ذنوبهم وسوء أعمالهم .
عن محمد التيمي رحمه الله قال :
( كان يقال : إن ضمة القبر إنما أصلها أنها أُمُّهُم ، ومنها خُلقوا ، فغابوا عنها الغيبة الطويلة ، فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضم الوالدة الشفيقة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها ، فمن كان لله مطيعاً ضمته برفق ورأفة ، ومن كان لله عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه ) .
ذكره السيوطي في حاشيته على " سنن النسائي " (3/292) من رواية ابن أبي الدنيا، وذكره في " بشرى الكئيب بلقاء الحبيب " (ص/5) تحت باب : " ذكر تخفيف ضمة القبر على المؤمن ".
وقد روي في هذا المعنى حديث مرفوع عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( يا رسول الله ! إنك منذ يوم حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس ينفعني شيء . قال : يا عائشة ! إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين ، وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز رأسه غمزا رفيقا ، ولكن يا عائشة ويل للشاكين في الله كيف يُضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصخرة )
رواه البيهقي في " إثبات عذاب القبر " (ص/85، رقم/116)، والديلمي في " مسند الفردوس " (رقم/3776)، وفي سنده الحسن بن أبي جعفر وعلي بن زيد بن جدعان ضعيفان . فهو حديث ضعيف . وقد عزاه بعضهم لابن منده وابن النجار ولم أقف عليه .
قال الحافظ الذهبي رحمه الله :
" هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ، بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وألم سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ، ونحو ذلك . فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد ، وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه . قال الله تعالى : ( وأنذرهم يوم الحسرة ) ، وقال : ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر ) فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي . ومع هذه الهزات ، فَسَعْدٌ – يعني ابن معاذ - ممن نعلم أنه من أهل الجنة ، وأنه من أرفع الشهداء رضي الله عنه . كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين ، ولا روع ولا ألم ولا خوف ؟! سل ربك العافية ، وأن يحشرنا في زمرة سعد " انتهى.
" سير أعلام النبلاء " (1/290-292)
وقال الشيخ النفراوي المالكي :
" وأما ضمَّةُ القبر فلا بد منها ، وإن كانت تختلف باختلاف الدرجات " انتهى.
" الفواكه الدواني " (2/688)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" هذا الحديث – يعني حديث ( لقد ضم القبر سعدا ضمة..) - مشهور عند العلماء ، وعلى تقدير صحته : فإن ضمة الأرض للمؤمن ضمة رحمة وشفقة ، كالأم تضم ولدها إلى صدرها ، أما ضمتها للكافر فهي ضمة عذاب والعياذ بالله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإنسان إذا دفن أتاه ملكان يسألانه عن ثلاثة أصول : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فالمؤمن يقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد ، أسأل الله أن يجعل جوابي وجوابكم هذا ، أما المنافق أو المرتد - أعاذنا الله وإياكم من هذا – فيقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون قولاً فقلته ، فيضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه والعياذ بالله ، يدخل بعضه في بعض من شدة الضم ، ففرق بين ضم الأرض للكافر أو المرتد وضمها للمؤمن ." انتهى باختصار .
" لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/161، سؤال رقم/17) .
والذي يظهر والله أعلم أن القول الأول أرجح القولين في هذه المسألة ، لدلالة ظاهر السنة عليه ، وأن أحدا من المؤمنين ، فضلا عن غيرهم ، لا ينجو من ضمة القبر ؛ وهذا يدل على شدة هذه الضمة ، وأن لها ألما يصيب من ضمه قبره ، وإن كان الناس يتفاوتون في ذلك ، كل بحسب عمله وحاله . ولأجل ذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضمة القبر في أسباب مغفرة الذنوب ، قال : " السبب الثامن ما يحصل فى القبر من الفتنة والضغطة والروعة فإن هذا مما يكفر به الخطايا" . انتهى . مجموع الفتاوى (7/500) .

على أن الحديث الوارد في السؤال لا يدل على أن سعدا هو الوحيد الذي نجا من ضمة القبر ، كما ظنه السائل ، بل هو نص في أن سعدا رضي الله عنه لم ينج من ضمة القبر ؛ وقد كان أولى الناس أن ينجو منها ، لو كان أحد ناجيا .
وانظر جواب السؤال رقم : (71175)

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

فطيمة الزهرة 2011-06-26 10:23

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا

الشريف السلاوي 2011-06-26 11:23

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم .

أم طه 2011-06-26 12:43

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
جزاك الله خيرا وأثابك الجنة.

عمر أبو صهيب 2011-06-26 14:07

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
بارك الله فيكم :
فطيمة الزهرة
الشريف السلاوي
أم طه

فارس الليالي 2011-06-26 15:20

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
جزاك الله خير الجزاء

aboukhaoula 2011-06-26 18:07

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
جزاك الله خيرا أخي و أحسن إليك


و هنا أورد مجموعة من الأحاديث المتعلة بالقبر مع بعض الشروح

ــ إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه و إن لم ينج منه فما بعده أشد منه . ‌
تخريج السيوطي
(ت هـ ك) عن عثمان بن عفان.

تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 1684 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا ) الميت ( منه ) أي من القبر أي من عذابه ونكاله ( فما بعده ) من أهوال المحشر والموقف والحساب والصراط والميزان وغيرها ( أيسر ) عليه ( منه وإن لم ينج منه ) أي من عذابه ( فما بعده ) مما ذكر ( أشد منه ) عليه فما يراه الإنسان فيه عنوان ما سيصير إليه ولا ينافيه قوله تعالى { وإنما توفون أجوركم } أي على طاعتكم ومعصيتكم يوم القيامة لأن كلمة التوفية يزيل هذا الوهم إذ المعنى أن توفية الأجور وتكميلها يكون ذلك اليوم وما يكون قبل ذلك فبعض الأجور ، ذكره في الكشاف .
*** ( ت ه ك ) في الجنائز عن عبد اللّه بن بجير عن هانئ مولى عثمان ( عن عثمان بن عفان ) صححه الحاكم فاعترضه الذهبي بأن ابن بجير ليس بعمدة ومنهم من يقويه وهانئ روى عن جمع لكن لا ذكر له في الكتب الستة . ‌

ــ إن عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا منه . ‌
تخريج السيوطي
(عبد بن حميد البزار طب ك) عن ابن عباس.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2102 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( إن عامة عذاب القبر ) يعني معظمه وأكثره ( من البول ) أي من التقصير في التحرز عنه لأن التطهير منه مقدمة [ ص 458 ] للصلاة التي هي أفضل الأعمال البدنية وأول ما يخاطب به في الدنيا بعد الإيمان وأول ما يحاسب عليه يوم القيامة والقبر أول درجات الآخرة وهو مقدمة لها فناسب أن يعد في مقدمة الآخرة على مقدمة الصلاة التي هي أول ما يحاسب عليه في الآخرة ( فتنزهوا ) تحرزوا أن يصيبكم وتنظفوا ( منه ) ما استطعتم بحيث لا تنتهوا إلى الوسواس المذموم ( 1 ) ومما شدد على الأمم السابقة أنه كان على أحدهم إذا أصاب البول بدنه أن بقرضه بمقراض والتنزه التباعد عن الشيء ومنه فلان يتنزه عن الأقذار أي يباعد نفسه منها قال الزمخشري : ومن المجاز رجل نزه ونزيه عن الريب وهو يتنزه عن المطامع .
*** ( ابن حميد والبزار ) في مسنده ( طب ) وكلهم ( عن ابن عباس ) وفي الباب غيره أيضاً قال الولي العراقي : وفي إسناده ضعف لكن يقويه ما رواه ابن أبي شيبة من رواية حسرة حدثتني عائشة رضي اللّه عنها قالت : دخلت على امرأة من اليهود فقالت إن عذاب القبر من البول قلت كذبت قالت بلى أنه يقرض منه الجلد والثوب فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا ما هذا فأخبرته فقال صدقت . - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - ( 1 ) فالاستبراء عقب البول مندوب وقيل واجب والقول بالوجوب محمول على ما إذا غلب على ظنه بقاء شيء . ---------------------------‌

ــ سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر . ‌
تخريج السيوطي
(ابن مردويه) عن ابن مسعود.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3643 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ) أي الكافة له عن قارئها إذا مات ووضع في قبره لو أنها إذا قرئت على قبر ميت منعت عنه العذاب ويؤخذ منه ندب ما اعتيد من قراءة خصوص السورة للزوار على القبور .
*** ( ابن مردويه ) في تفسيره ( عن ابن مسعود ) رمز المصنف لحسنه قال الحافظ ابن حجر في أماليه : إنه حسن وظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة وليس كذلك فقد خرجه الترمذي بالزيادة من حديث الحبر ولفظه سورة تبارك هي المانعة هي المنجية من عذاب اللّه وأخرجه الحاكم والبيهقي وغيرهما عن ابن مسعود من قوله . ‌

ــ لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي . ‌
تخريج السيوطي
(طب) عن أبي أيوب.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5238 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي ) قال الحكيم : إنما لم يفلت منها أحد لأن المؤمن أشرق نور الإيمان بصدره لكنه باشر الشهوات وهي من الأرض والأرض مطيعة وخلق الآدمي وأخذ عليه الميثاق في العبودية فيما نقض من وفائها صارت الأرض عليه واجدة فإذا وجدته ببطنها ضمته ضمة فتدركه الرحمة وعلى قدر مجيئها يخلص فإن كان محسناً فإن رحمة اللّه قريب من المحسنين وقيل هي ضمة اشتياق لا ضمة سخط وظاهر الحديث أن الضمة لا ينجو منها أحد لكن استثنى الحكيم الأنبياء والأولياء فمال إلى أنهم لا يضمون ولا يسألون وأقول استثناؤه الأنبياء ظاهر وأما الأولياء فلا يكاد يصح ألا ترى إلى جلالة مقام سعد بن معاذ وقد ضم .
*** ( طب عن أبي أيوب ) الأنصاري قال : دفن صبي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكره قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح . ‌

ــ لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ و لقد ضم ضمة ثم روخي عنه . ‌
تخريج السيوطي
(طب) عن ابن عباس.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5306 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( لو نجا أحد من ضمة القبر ) وفي رواية من ضغطة القبر بضم الضاد ( لنجا ) منها ( سعد بن معاذ ) سيد الأنصار ( ولقد ضم ضمة ثم روخي عنه ) فالمؤمن أشرق نور الإيمان في صدره فباشر اللذات والشهوات وهي من الأرض والأرض مطيعة وخلق الآدمي من هذه الأرض وقد أخذ عليه العهد والميثاق في العبودية له فما نقص من وفاء العبودية صارت الأرض عليه واجدة فإذا وجدته في بطنها ضمته ضمة ثم تدركه الرحمة فترحب به وعلى قدر سرعة مجيء الرحمة يتخلص من الضمة فإن كان محسناً فإن رحمة اللّه قريب من المحسنين فإذا كانت الرحمة قريبة من المحسنين لم يكن الضم كثيراً وإذا كان خارجاً من حد المحسنين لبث حتى تدركه الرحمة ولا ينافيه اهتزاز العرض لموته لأن دون البعث زلازل وأهوال لا يسلم منها ولي ولا غيره { ثم ننجي الذين اتقوا } ولهذا قال عمر : لو كان لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به [ ص 333 ] من هول المطلع وفي الحديث إشارة إلى أن جميع ما يحصل للمؤمن من أنواع البلايا حتى في أول منازل الآخرة وهو القبر وعذابه وأهواله لما اقتضته الحكمة الإلهية من التطهيرات ورفع الدرجات ألا ترى أن البلاء يخمد النفس ويذلها ويدهشها عن طلب حظوظها ولو لم يكن في البلاء إلا وجود الذلة لكفى إذ مع الذلة تكون النصرة . ( تنبيه ) قد أفاد الخبر أن ضغطة القبر لا ينجو منها أحد صالح ولا غيره لكن خص منه الأنبياء كما ذكره المؤلف في الخصائص وفي تذكرة القرطبي يستثنى فاطمة بنت أسد ببركة النبي صلى اللّه عليه وسلم وفيها أيضاً ذكر بعضهم أن القبر الذي غرس عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم العسيب قبر سعد قال : وهذا باطل وإنما صح أن القبر ضغطه كما ذكر ثم فرج عنه قال : وكان سببه ما روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني أمية بن عبد اللّه أنه سأل بعض أهل سعة ما بلغكم في قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذا قالوا : ذكر لنا أنه سئل عنه فقال : كان يقصر في بعض الطهور من البول وذكر هناد بن السري حديثاً طويلاً عنه أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت اللّه أن يرفعه عنه إنه كان لا يستبرئ في أسفاره من البول . وقال السلمي : أما الأخبار في عذاب القبر فبالغة مبلغ الاستفاضة منها قوله صلى اللّه عليه وسلم في سعد بن معاذ لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلفت لها ضلوعه قال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم ننقم من أمره شيئاً إلا أنه كان لا يستبرئ في أسفاره من البول هكذا ذكره القرطبي عنه ثم قال : فقوله صلى اللّه عليه وسلم ثم خرج عنه دليل على أنه جوزي على ذلك التقصير لا أنه يعذب بعد ذلك في قبره هذا لا يقوله إلا شاك في فضيلته وفضلة ونصيحته وصحبته أترى من اهتز له عرش الرحمن كيف يعذب في قبره بعد ما فرج عنه؟ هيهات لا يظن ذلك إلا جاهل بحقه غبي بفضيلته وفضله اهـ . وأخرج الحكيم عن جابر بن عبد اللّه قال : لما توفي سعد بن معاذ ووضع في حفرته سبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم كبر وكبر القوم معه فقالوا : يا رسول اللّه لم سبحت قال : هذا العبد الصالح لقد تضايق عليه قبره حتى فرجه اللّه عنه فسئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك فقال : كان يقصر في بعض الطهور من البول اهـ بحروفه . قال الحكيم : فإن قيل الذي يهتز العرش لموته كيف يضيق عليه قلنا هذا خبر صحيح وذاك صحيح وإنما سبب ضم القبر أنه كان يقصر في بعض الطهور فكان القوم لا يستنجون بالماء بل بالأحجار فلما نزل فيه { رجال يحبون أن يتطهروا } ففشا فيهم الطهور بالماء فمنهم من استنجى بالماء ومنهم من استمر على الحجر فأهل الاستقامة يردون اللحود وقد يكون فيهم خصلة عليهم فيها تقصير فيردون اللحد مع ذلك التقصير غير نازعين عنه وليس ذلك بذنب ولا خطيئة فيعاتبون في قبورهم عليه فتلك الضمة نالت سعداً مع عظيم قدره لكونه عوتب في القبر بذلك التقصير فضم عليه ثم فرج ليلقى اللّه وقد حط عنه دنس ذلك التقصير مع كونه غير حرام ولا مكروه .
*** ( طب عن ابن عباس ) قال الهيثمي : رجاله موثقون . ‌

ــ المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة } . ‌
تخريج السيوطي
(حم ق 4 ) عن البراء.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6708 في صحيح الجامع.‌

‌ هذا النص لم يتم تناوله بالشرح ( من الزوائد ) ـ
ــ استجيروا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق . ‌
تخريج السيوطي
(طب) عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 932 في صحيح الجامع.‌

‌ هذا النص لم يتم تناوله بالشرح ( من الزوائد ) ـ
ــ استعيذوا بالله من عذاب القبر إنهم يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم . ‌
تخريج السيوطي
(حم طب) عن أم مبشر.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 942 في صحيح الجامع.‌

‌ هذا النص لم يتم تناوله بالشرح ( من الزوائد ) ـ
ــ اتقوا البول فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر . ‌
تخريج السيوطي
(طب) عن أبي أمامة.

تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 112 في ضعيف الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( اتقوا البول ) أي احذروا من التقصير في التنزه عنه أو توقوا منه بعد ملابسته وبالتحرز عن مفسدة تتعلق به كانتقاص الطهر لأن التهاون به تهاون بالصلاة التي هي أفضل الأعمال فلذا كان أول ما يسئل عنه كما قال فإنه أول [ ص 131 ] ما يحاسب به العبد ) أي المكلف ( في القبر ) أي أول ما يحاسب فيه على ترك التنزه منه فإما أن يعاتب ولا يعاقب وإما أن يناقش فيعذب ولا ينافيه أن أول ما يحاسب به العبد الصلاة يوم القيامة لأنه يحاسب على أول مقدماتها في أول مقدمات الآخرة ثم يحاسب يوم القيامة على جميع الشروط والأركان كذا جمع به بعضهم ولكن نازع فيه المؤلف بأن ظاهر الأحاديث الواردة في سؤال الملكين في القبر أنه لا يسئل فيه عن شيء من التكاليف غير الاعتقاد فقط ويجاب بأن الملكين منكراً ونكيراً لا يسألان إلا عن الاعتقاد وأما وظيفة المحاسبة فلغيرهما وقد أجمع أهل السنة على وجوب الإيمان بسؤال القبر وعذابه لآيات وأخبار متواترة المعنى وفيه أن ترك التنزه من البول كبيرة لاستلزامه بطلان الصلاة وحرمة التضمخ به بلا حاجة ووجوب الاستبراء أي إن ظن عود شيء لولاه وبه قال الشافعي ومالك وأحمد . وقال أبو حنيفة سنة ولا ينافي كونه كبيرة قوله في قصة القبرين إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير لأن المعنى لا يعذبان في كبير إزالته أو دفعه أو التحرز عنه فإنه سهل على من يريد التوقي عنه فليس بكبير عليهم تركه وإن كان كبيراً عند الله { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } وفيه أن كل بول نجس ويدخل تحت عمومه بول ما يؤكل لأن الاسم المفرد للعموم فهو حجة على مالك وأن قليله وكثيره سواء فلا يخفف في شيء منه وعليه الشافعي وجعل أبو حنيفة قدر الدرهم من كل نجاسة عفواً قياساً على العفو عن المخرجين .
*** ( طب ) وكذا الحكيم ( عن أبي أمامة ) الباهلي رمز المصنف لحسنه وهو أعلى من ذلك فقد قال المنذري : إسناده لا بأس به وقال الحافظ الهيثمي : رجاله موثقون . ‌

ــ أكثر عذاب القبر من البول . ‌
تخريج السيوطي
(حم هـ ك) عن أبي هريرة.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1202 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( أكثر عذاب القبر من ) وفي رواية في ( البول ) أي من عدم التنزه منه لأن عدم التنزه منه يفسد الصلاة وهي عماد الدين وأفضل الأعمال وأول ما يحاسب عليه العبد ، فعذاب القبر حق عند أهل السنة وهو ما نقل متواتراً فيجب اعتقاده ويكفر منكره . وقال الولي العراقي : وإنما كان أكثر عذاب القبر منه دون غيره من النجاسات لأن وقوع التقصير فيه أكثر لتكرره في اليوم والليلة ، ويحتمل أن يقال نبه بالبول على ما سواه فجميع النجاسات في معناه . اهـ . وفيه وجوب إزالة النجاسة لأن الوعيد لا يكون إلا على الواجب بل على كبيرة .
*** ( حم ه ك ) في الطهارة ( عن أبي هريرة ) قال الضياء المقدسي سنده حسن . قال مغلطاي : وما علم أن الترمذي سأل عنه البخاري فقال حديث صحيح . اهـ . وقال الحاكم على شرطهما ولا أعلم له علة . قال المنذري وهو كما قال وأقره الذهبي . ‌

فاطمة الزهراء 2011-06-26 21:10

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة
بارك الله فيك اخي الكريم


عمر أبو صهيب 2011-06-27 20:23

رد: هل ينجو أحد من ضمة القبر ؟
 


الساعة الآن 09:38

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd