منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - الوحدة النقابية بطنجة تستعيد المبادرة وتقصف مشاريع التماطل والتسويف‏

الوحدة النقابية بطنجة تستعيد المبادرة وتقصف مشاريع التماطل والتسويف

نفذت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية بطنجة وقفة احتجاجية صباح اليوم الأربعاء 14 أكتوبر أمام مقر نيابة طنجة أصيلة . وشارك في الوقفة عدد من أعضاء المكاتب النقابية الخمس، وإلى جانبهم عدد من أفراد الأسرة التعليمية بطنجة .

وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية هي الأولى في عهد النائب الجديد لنيابة طنجة ، وكانت النقابات التعليمية الخمس قد أعطت فرصة كافية للحوار داخل اللجنة الإقليمية المشتركة ، ومهلة ليست باليسيرة لتنفيذ مختلف ما اتفق عليه داخل اللجنة المشتركة التي يترأسها النائب الإقليمي ، متفادية في ذلك أي تصعيد نضالي أو إعلامي قبل اختبار النوايا الحقيقية للمسؤول الجديد الوافد على المدينة .

لكن الوقفة جاءت سريعا كرد فعل طبيعي على تصلب مواقف النائب الإقليمي لطنجة اتجاه عدد من الملفات المطلبية الحساسة ،وعلى رأسها ملف الحركة المحلية و إعمال المذكرة 122 .

وهكذا وبخصوص المذكرة المشؤومة رقم 122 ، اعتبر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطنجة في آخر لقاء جمعه بأطر التفتيش والإدارة ، أن النيابة ليست مخولة لإجراء أي حوار بخصوصها ، وأن لا تنازل بخصوص ثلاث ثوابت : مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار ، احترام الغلاف الزمني للتوقيت الجديد ، وكذا احترام الحصص المقررة ضمنه.

كما لم يفت النائب التأكيد خلال اللقاء السابق أنه يتفهم الخصوصيات المحلية للعالم القروي ، من دون أن يعني ذلك التراجع عن تطبيق مقتضيات المذكرة الجديدة الخاصة بضبط الإيقاعات الزمنية على كامل التراب الحضري لطنجة دون أي استثناء أو خصوصية .

في المقابل اعتبرت النقابات التعليمية الخمس أن النائب الإقليمي يسعى لأن يكون ملكيا أكثر من الملك ، من خلال التنكر لأي حوار محلي حول الخصوصيات المحلية التي تميز عددا من مؤسسات التعليم بالوسط شبه الحضري بطنجة ، هاته المؤسسات التي يستقبل عدد منها تلاميذ من مناطق بعيدة جدا كما هو حال منطقة "ظهر القنفوذ" البعيدة ن وهي أحد مراكز توطين الهجرة الداخلية والزحف العمراني العشوائي ،التي تمد أكثر من خمس مؤسسات تعليمية مجاورة لها بعدد هائل من المتعلمين .

وليست النقابات التعليمية الطرف الوحيد الذي أثاره القرار المتصلب للنائب الإقليمي لطنجة إزاء إلغاء العمل بالتوقيت المكيف، بل إن تجمعات من أولياء الأمور قد نفذت ومنذ الأسبوع الماضي عددا من الوقفات والاحتجاجات بالمؤسسات التعليمية بطنجة ضدا على تطبيق التوقيت الجديد الذي لا يراعي البتة حاجيات أبنائهم على مستوى التنقل لمسافات بعيدة . وهذا حال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها اليوم الأربعاء، 14 أكتوبر ، عدد من آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مدرسة المجد ( المجاورة للمجمع الحسني ) من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة صباحا، عبروا من خلالها عن رفضهم المطلق لأي تقسيم لتوقيت الدراسة ، يشمل ذهاب أبنائهم مرتين إلى المؤسسة ، واعتبروها مغامرة خطرة قد تعرض أبناءهم لمخاطر الطريق بسبب اضطرارهم للتنقل لمسافات بعيدة ، وكذا عبورهم للطريق الرئيسية الوطنية الرابطة بين الرباط و طنجة .

إلغاء التوقيت المكيف بمدرسة أبي هريرة ، كان موضع احتجاجات قوية من الساكنة، بسبب إصرار النائب على التنكر لمختلف الخصوصيات التي يعرفها القاصي والداني عن منطقة "الراهراه" المتناهية في البعد ، ولن يجد السائل أية صعوبة في الاطلاع على خصوصيات هذه المنطقة حتى من الاسم الذي أطلق عليها "راه راه "والتي تتضمن كناية واضحة عن البعد والترامي .

ويوم السبت الماضي 10 أكتوبر ،تحركت عدد من الأسر المحيطة بمدرسة أشناد ، للاحتجاج على عزم النيابة على تحويل عدد من المستويات ومعها التلاميذ ، إلى مؤسسة تعليمية مجاورة بغرض فك الاكتظاظ ، ووقف العمل بالتوقيت المكيف . وقد نجحت فعلا في عددا من المؤسسات، لكنها وجدت استمساكا قويا من قلاع تعتبر معاقل الهجرة ، كما هو حال الحزام شبه الحضري بمنطقتي بير الشفا ، حومة صدام و مرس أشناد ...

احتجاجات كثيرة ومتعددة تناهت إلى مسامع النيابة الإقليمية بطنجة ، لكنها واجهتها بالصد ، وجندت في المقابل أسطولا من لجان الجولان والتتبع بغرض إجبار مختلف المؤسسات التعليمية على تطبيق المذكرة 122.

لم يكن إعمال المذكرة 122 النقطة الوحيدة التي أفاضت كأس الحوار بين النقابات والنيابة ، ولكنه تنصل صريح ، ومناورة من النيابة لربح الوقت بغرض الإجهاز مجددا على مطلب مشروع للشغيلة متمثل في إجراء حركة محلية طال انتظارها منذ سنة 2004م . هذه الحركة التي كان يفترض فيها أن تجرى مباشرة بعد الإعلان عن نتائج كل من الحركتين الوطنية والجهوية .

لكن النيابة بحسب الموقف الذي عبرت عنه النقابات الخمس ، قد تنكرت لوعد سابق لها بتسريع مختلف عمليات تحريك الموارد البشرية بالنيابة خلال أجل لا يتعدى أسبوعا واحدا، وإذا كان الأمر حينها أشبه بخوارق خاتم سليمان النبي عليه السلام ، فإنه الآن بعد تنصل النيابة من وعدها أشبه بالخرافة التي لم يعد تصدقها الشغيلة التعليمية بطنجة على اختلاف ألوانها ، بل إن النيابة كانت واضحة في التعبير عن رغبتها في إقبار مشروع الحركة المحلية من خلال تعمدها إطالة النقاش حول جملة من القضايا المرتبطة بإخراج مذكرة الحركة التي كان التوافق حول مضامينها قد انتهى يوم الإثنين 5 أكتوبر .

و صرح الأستاذ الطيب البقالي ، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بطنجة ، أن الوقفة الاحتجاجية كانت إحدى سبل النضال بغرض استرجاع عدد من الحقوق الأساسية للشغيلة التعليمية بطنجة، وأن النقابات قد استنفذت فيما سبق كامل سبل الحوار ،الذي ظهر جليا أنه كان عبثيا و من دون نتائج حقيقية . كما ثمن الأستاذ البقالي روح الوحدة النضالية التي جمعت مختلف النقابات التعليمية الخمس بطنجة ، واعتبر التنسيق النقابي خيارا استراتيجيا أساسيا للدفاع عن المطالب . وتابع قائلا بأنه مستعد لإجراء نقاش هادئ يستهدف التقعيد لتنسيق مستمر ، تصحح فيه أخطاء الماضي من جميع الأطراف دون استثناء .

كما حمل الأستاذ جمال العسري عن مكتب نقابة الكنفدرالية الديموقراطية للشغل ـ النقابة الوطنية للتعليم ـ ، النيابة كامل المسؤولية عن هذا التدهور الخطير الذي آلت إليه العلاقة بينها وبين النقابات ، وذلك بسبب المواقف المتصلبة والوعود الكاذبة التي كان الوقت كفيلا بإظهار زيفها .

وأوضح أحد أعضاء مكتب ك.د.ش بطنجة ـ نعتذر عن عدم ذكر اسمه ـ ، أن موقف نقابته بخصوص التكليف الذي طال مسؤولا رفيعا بالمكتب ، يتمثل في اعتباره تكليفا إداريا مشروعا بناء على طلب كتابي سابق تقدم به المعني بالأمر للترشيح لإدارة إحدى مؤسسات التعليم الإعدادي . وتابع المسؤول قوله أنه لا ينبغي لهذا التكليف القانوني أن يشوش على التنسيق النقابي بين مختلف الفرقاء الاجتماعيين، التي يفترض أن تكون مبنية على المصارحة والوضوح، وعدم المزايدة في اعتباره تكليفا مشبوها . ونبه إلى أن أي مغامرة من هذا القبيل قد تنسف التنسيق والوحدة التي يطالب بها الجميع في مواجهة المواقف المتصلبة للنيابة ، وهذا ما قد يضر بشكل أكيد بمصالح الشغيلة التعليمية بطنجة .

من جانب آخر ، وجهت النقابات الخمس ـ أثناء الوقفة ـ رسالة قوية إلى النائب الإقليمي ، نددت من خلالها بتدبيره الانفرادي للدخول المدرسي الحالي ،طالبت من خلالها بنهج حوار صريح ، ملتزم مسؤول وفعال، كما أكدت على ضرورة إيجاد حل سريع للقضايا الخلافية ،والاستجابة العاجلة للملفات المطلبية للفرقاء الاجتماعيين ، ومن بينها السحب النهائي للمذكرة 122 ، والإسراع بإخراج الحركة المحلية .

ولم تبد نيابة طنجة أصيلة ـ إلى حدود كتابة هذه السطور ـ أي رد فعل اتجاه التصعيد الذي عبرت عنه النقابات التعليمية ، كما لم يصدر أي تصريح عن النائب الإقليمي إزاء الرسالة التي وجهت إليه ، غير أنه توجه على عجل إلى اجتماع طارئ بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتطوان .

طارق يزيدي
http://img88.imageshack.us/img88/225...tachment2r.jpg
http://img88.imageshack.us/img88/967...tachment3s.jpg http://img88.imageshack.us/img88/197...tachmentlw.jpg http://img88.imageshack.us/img88/2586/numriser11.jpg