2013-12-20, 14:35
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | مدخل المعاييرفي التعليم:من مستجدات تطوير المناهج | مدخل المعاييرفي التعليم:من مستجدات تطوير المناهج تقديم : بدأ مدخل المعايير يغزو الساحة التربوية عالميا و عربيا ، في سياق العولمة وفي إطار انتشار التنافس المعياري العالمي إن ما يصيب العالم اليوم في كافة المجالات، يدعو إلى " تعيـير التعليم وتجويده". فمتطلبات سوق العمل وحياتنا اليوم عموما ، بما فيها من تقدم علمي وتكنولوجي فائق النوعية، وأثر المعطيات العلمية والتكنولوجية على التعليم ،تفرض على النظم التربوية رفع التحدي ، وتبني شعار التعليم والعلم المتميزين تحقيقاً لجودة مخرجاتها ، والتي تتمثل بمتعلمين مؤهلين أكاديمياً ، أكفاء يمتلكون مهارات نوعية في شتى المجالات، يكونون قادرين على المنافسة في المسابقات والاختبارات الكونية، وقادرين على المنافسة في السوق العالمية ، يحصلون على الفرص التعليمية والوظيفية، و يتفوقون في مجال الابتكار والإبداع ؛ و إلى جانب ذلك يكونون قادرين على مواصلة المسار العلمي الأكاديمي أو التحول إلى سوق العمل . وتستخدم المعايير الكمية في كثير من أعمال الصناعة وأعمال التشييد والبناء والخدمات، ويستوي في هذا الاستخدام للفظة "معيار"، صناعة السيارات والأجهزة والأدوية والأغذية...، كما يستخدم المعيار في الطب وفي الأعمال التجارية والمصرفية، وتنشئ الدول أجهزة معينة "للقياس "، توخياً لضمان جودة الإنتاج، وتحقيق العدل بين أطراف التعامل. وسنعمل في دراستنا هذه ، بعد تعريف المعايير في التعليم والتعريف بمنطلقات مدخل المعايير و أصل نشأته ، على عرض نماذج من تطبيقاته على سبيل المثال . تعريف المعايير : المعايير ) StandardsNormes , (ضرورية لتقدير الكميات والمساحات، والمعدودات... وتستخدم فيها الملاحظة المباشرة، ويستعان في تقديرها بالأجهزة والأدوات التي تعين على ضبط المقادير وتقنينها، استهدافاً للدقة و للوقاية والسلامة... ويستعمل مصطلح "المعيار" في كل ما سبق استعمالاً لغوياً حقيقياً. وعرفت المعايير بكونها "النماذج التي يتم الاتفاق عليها و يحتذى بها لقياس درجة اكتمال أو كفاءة شيء ما.إن المعايير ، حسب محمود الضبع ، عبارات وصفية تحدد الصورة المثلى التي نبغي أن تتوفر في الشيء الذي توضع له المعايير ، أو التي نسعى إلى تحقيقها ".( محمود الضبع ( 2006) . وثمة نمط آخر للمعيار – حين يعرض في رموز- وذلك عند صياغته في كلمات وجمل. ويتميز هذا النمط اللفظي للمعيار إما بالبساطة والوضوح ،مثل قولنا: "السرعة القصوى على الطريق بين مدينتي الرباط والدار البيضاء 120كم/ ساعة"، فإن من يقرأ مثل هذه اللافتة من السائقين يعرف متطلباتها، وعدم التزامه بما تنص عليه يعرضه للمحاسبة، أو قد يتميز المعيار بالتعقيد والغموض، خاصة عندما يرتبط بجوانب معقدة في النشاط العقلي أو الوجداني للإنسان. و انتقل مصطلح المعيار إلى مجالات العلوم الاقتصادية والاجتماعية وبعدها إلى العلوم النفسية والتربوية ؛ حيث يستعمل المصطلح بصورة مجازية، في اختبارات الذكاء وتقويم التحصيل، واختبارات الاتجاهات والميول... كما يستخدم المعيار في تقدير متوسط الدخل، وفي نسبة النماء الاقتصادي، وفي مدى توازن الميزانيات المالية. وفي هذه الحالات يشير المعيار إلى عدد، يمثل متوسط مجموعة أعداد؛ ولكنه لا يشير إلى واقع أو وقائع حيوية، لأنالمعايير الرقمية ليست حقائق؛ وإنما هي "تمثيل رمزي" ، وقد يفيد هذا التمثيل الرمزي في رسم السياسات العامة كأن يقال: معيار القبول للصف الأول الابتدائي هو أن يكون الطفل في سن السادسة من عمره ، وهذا المعيار لا يعني أن الأطفال دون السادسة غير قادرين على التعلم، أو كأن يقال "المعيار" في متابعة الدراسات العليا هو ألا يقل "المعدل التراكمي" لإنجازات الطالب في المقررات المختلفة التي أنجزها عن 3 درجات من درجة نهائية هي 4 ( أو 15على 20 ) وتوصف هذه المعايير بأنها تأشيرية، وليست تعبيراً عن الواقع، أو تجسيماً للوقائع الفعلية .(أحمد المهدي عبد الحليم ، 2005) . ومما ساعد انتقال مفهوم المعيار إلى قطاع التعليم ، هو أنه و في ضوء التحديات العلمية والتكنولوجية،أصبحت العملية التعليميةتتحمل مسئولية إعداد أطر المستقبل ، في عالم يتطلب الجودة الشاملة في كل مناحي الحياة ؛ مجتمع ينمو ويتقدم في ظل منافسة يفوز فيها الأقوى ، ويسود بامتلاكه أرقى أنواع التربية والتعليم . لذا بدأت الدول المصنعة في وضع توصيف دقيق (عبارات وصفية محددة) ،يضبط ما يجب أن يكون عليه كل مجال من مجالات العملية التعليمية ، وتعتبر هذه العبارات الوصفية بمثابة المستويات المعيارية التي يسعى المسئولون في التعليم للوصول إليها ، لأنها محكات يقاس في ضوئها مستوى التقدم الذي تحققه أية أمة في التعليم. ومن هنا يتحدد مفهوم المعايير في التعليم في تعريف تركيبي نجتهد في صياغته على النحو التالي : المعاييرمؤشرات رمزية تصاغ في مواصفات / شروط ، تحدد الصورة المثلى التي نبغي أن تتوفر لدى التلميذ (أو المدرسة) الذي توضع له المعايير ، أو التي نسعى إلى تحقيقها، وهي نماذج و أدوات للقياس ، يتم الاتفاق عليها (محليا وعالميا) وضبطها و تحديدها للوصول إلى رؤية واضحة لمدخلات النظام التعليمي ومخرجاته، لغاية تحقيق أهدافه المنشودة والوصولبه للجودة الشاملة. خصائص بناء المعايير في التعليم : يعتقد المتحمسون للمعايير و لتطبيق مدخل المعايير في التعليم ، أن هناك مبررات كثيرة وراء دعوتهم ، تتمثل في جملة من الخصائص والوظائف التي تميز المفهوم عن غيره من المفاهيم الأساسية ، التي وظفت لحد الآن في بناء المناهج وفي تطوير العملية التعليمية بشكل عام ، و يقدم محمود الضبع تحديدا دقيقا لتلك الخصائص والوظائف التي تميز مفهوم المعايير وكذا للإطار العام الذي نشأت في حضنه ،نجمله في النقاط التالية: - في إطار زيادة الاهتمام بدور التعليم ونواتجه على المستوى العالمي . - و في سياق العولمةومجتمع المعرفة ، وما نتج عنه . -و الاهتمام بالجودة الشاملة ، وإعداد البرامج الخاصة بها في كل المناحي . - وفي إطار انتشار التنافس المعياري العالمي. - وفي مواجه تحديات المستقبل ،وعدم القدرة على تحديد ملامح فارقة له . -تسهم المعاييروالمستويات المعيارية في رسم توقعات لطموحاتنا في التعليم (صورة مثالية)، وتوجيه العمل التربوي في كافة مجالاته ، وتوفير محكات موضوعية لقياس نجاحاتنا في مسيرة التعليم . -كما تؤكد المعايير ومستوياتها( مستويات معايير المناهج على وجه الخصوص) أن جميع التلاميذ قادرون على التعلم في مستويات عليا ، وأن التميز ينبغي أن يكون للجميع ، و بالتالي فإن توفر المعايير ضرورة حتمية لتوافر الفرص وتكافؤها . -كما يؤدي حضور ووضوح المعايير إلى الشفافية والعدالة والمحاسبية ، وبالتالي إلى ثقة وتأييد الرأي العام. - تعتبر المعايير ومستوياتها ومؤشراتها وسيلة فاعلة وركيزة أساسية لعمليات تطوير وتحسين التعليم. - تمنح المعايير دورا فعالا للمعلمين في تخطيط التدريس وإدارته و قياس و تقويم نتائجه. -كما تمكن المستويات المعيارية ومؤشراتها المعلمين ، من متابعة تعلم التلاميذ وتمكنهم من الإبداع في أساليب تقويم النتائج والمخرجات . - وتنعكس نتائج توافر المعايير على الأنشطة التعليمية التعلمية داخل الفصل (القسم) الدراسي ، فتزداد مساحة التعلم النشط ، وتكثر الأساليب الإبداعية في العملية التعليمية ( محمود الضبع ، 2006 مبررات التوظيف التربوي لنموذج المعايير: يقدم عبد العزيز الرويس ( 2004) جملة من المبررات وراء توظيف نموذج المعايير في المجال التربوي، و التي يمكن اعتبارها في نفس الآن ، من أهم خصائص المعايير ، نعرضها على النحو التالي : -الطالب والتنافس المعياري العالمي :إن متطلبات سوق العمل حاليا ومستقبلا، بما فيها من تقدم علمي وتكنولوجي فائق النوعية ، وأثر المعطيات العلمية والتكنولوجية والتربوية في التعليم والتعلم ، تتطلب من النظم التربوية تبني شعار التعليم والعلم المتميزين تحقيقاً لجودة مخرجاتها ، والتي تتمثل بمتعلمين مؤهلين أكاديمياً أكفاء يمتلكون مهارات نوعية في شتى المجالات، بحيث يكونون قادرين على المنافسة في المسابقات والاختبارات العالمية ، وقادرين على المنافسة بالضرورة ، في السوق العالمية . بحيث يحصلون على الفرص التعليمية والوظيفية ، ويتفوقون في مجال الابتكار والإبداع. - تطبيق مبدأ المحاسبية : إن إعداد متعلمين ذوي كفايات عالية للقرن الجديد ، يتطلب نظرة متأنية خاصة بماذا ندرس ؟ وكيف ندرس ؟ وما الضمانات لنجاح ما نقوم به ؟ بمعني أن يكون لدينا معايير جيدة لأداء التلاميذ ، وفي الجانب الآخر معايير لمعرفة مستوى أداء المؤسسات التعليمية . فوجود معايير خاصة بعمل المؤسسة التعليمية يساعد على تطبيق مبدأ المحاسبية ، وهذا يفعل كثيراً عمل المؤسسات في تحقيق الأهداف المرجوة منها وفقاً لاستراتيجية محددة ، وهو ما يجعل الوصول إلى معيار قياس جودة العملية التعليمية ، أمراً ممكناً . - التقويم التكويني المستمر : ومما لا شك فيه ، ودائما حسب الداعيين لهذا المدخل، فإن بناء وتطبيق المعايير التربوية يساعد كثيراً في تحسين مستوى التعليم من خلال قياس ما يتعلمه المتعلم وما يستطيع فعله . وهذا بخلاف ما كان سائداً ومازال في كثير من الأساليب ، وهو التركيز على المعلومات التي يحفظها التلميذ فقط ، وهي في غالب الأحيان مهارات بسيطة مجزأة لا رابط بينها ومعلومات متقطعة لا انسجام بينها . وحتى تحقق المعايير التحولات الإيجابية المرجوة في عملية التعليم والتعلم ، لا بد لها أن تقوم تقويماً تكوينياً مستمراً يأخذ في الحسبان المعرفة وتطبيقها ، و يتابع بالأساس مسيرة المتعلم بشكل مستمر ، لتحديد مناطق القوة والضعف لديه وسبل التعاملمعها . ومن هنا مبرر الدعوةلأن يكون تقويم التلاميذ تقويماً مبنياً على أسس معيارية تحدد مستوى أداء معين يجب على التلميذ الوصول إليه ، وكذلك مهام عملية معينة في شكل تكليفات تطبيقية ( مهام وواجبات)ينبغي إنجازها . ومثال لذلك التقويم من خلال ما يعرف بسجل أو ملف إنجازات وأداء التلميذportfolio، والذي بدأت العديد من الدول ، تطبيقه خلال مراحل التعليم المختلفة . وهذا يقود إلى أن يكون تقويم التلميذ وتطوير أدائه في ضوء مستوياته وخبراته السابقة .كما يقود إلى أن تكون نظم التعليم المستقبلي ، تراعي ضرورة أن يكون التلميذ خاضعاً دائماً إلى بعض التجارب والخبرات التي تؤهله إلى التنافس المعياري . ومعايير التنافس التي يتحقق من خلالها التميز ، يمكن صياغتها حسبعبد العزيز الحر ، في النقاط التالية (2000): • تحديد مستويات معرفية ومهارية لما ينبغي أن يمتلكه المتعلم . • تحديد سقف مرتفع لمعدلات التحصيل ، بحيث يحصل (90%) من إجمالي المتعلمين على نسبة (90%) على الأقل من الدرجات النهائية في الاختبارات . • تحقيق نسبة حضور عالية والتزام من جميع التلاميذ في المدارس . • توفير مناهج عصرية ، وتوفر مستوى رفيع من التدريس من قبل المعلمين موقع الدكتور سعود عيد العنزي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=703652 التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |