إذا تلفت حولك خاصة في عالم النساء وأظن أن هذه اللفتة لا تحتاج إلى كثير من التركيز لترى بعينك المجردة وسوف ترى أيضاً بوضوح لو كنت لا تملك سوى عين واحدة حجم ظلم المرأة للمرأة ومساهمتها الفعالة في تراجع بنات جنسها، بالرغم من أن معظم القضايا المطروحة أمام القضاء في الأحوال الشخصية بين الأزواج الذين يمثلون الرجال والزوجات اللائي يمثلن النساء إلا أن الحياة وهي ساحة أكبر من ساحة المحاكم تدور فيها معارك حامية الوطيس ومصيرية بين النساء وهذا النوع من المعارك لم يعين لها قضاة فهي أمور إنسانية بحتة لا يعرفها ويعلم بها إلا الله وبما أن الخوف من الناس في هذا الزمن هو السائد والشائع فقد كثرت الأخطاء والتجاوزات الإنسانية ضد بعضنا البعض ولكل شخص تبريره إما أمام نفسه وإما أمام الآخرين وفي حالات كثيرة يكون الضمير في غيبوبة ويرى الإنسان المخطئ أن ما يقوم به ما هو إلا حق وبالتالي ليس هناك مبرر لإيجاد تبرير سواء للنفس أو الآخرين!!

وبما أن حديثنا عن ظلم المرأة للمرأة وأنه الأكثر في الحياة، ومن أصر أن ظلم الرجال أكثر فما عليه سوى النظر على يد من تربى هؤلاء الرجال ففي الغالب يكون على أيدٍ نسائية فالأم هي أكثر عضو يفرق في تربية الأبناء وتعطي الابن نصيباً مضاعفاً من كل شيء جيد وتسخر الجميع لخدمته لذا يحتمي البنات بآبائهن!! عندما يتزوج الابن تكون الأم وكأنها الزوجة الثانية من شدة مراقبتها لتحركات ابنها مع زوجته أين ذهبا؟ ماذا أحضر لها؟ والطامة تكون كبرى ندما يتشاركان في منزل واحد هنا تكون المراقبة أشد تركيزاً!! عندما ترغب الأسرة في تزويج ابنها يقترح الأب أن تبحث الأم عن ابنة حلال للابن بينما تصر الأم عند بحثها عن ملكة جمال من أجل أن (تكشخ) بها في مناسباتها، كثير من الأمهات عندما تقع أدنى مشكلة بينها وبين زوجة ابنها تبدأ بالزن عليه لتزويجه من امرأة أخرى!!

عندما يعقد الزوج علاقة عاطفية أو غيرها خارج حدود منزله تكون مع امرأة لا تهتم إلا بنفسها وتظلم امرأة أخرى، عندما يخطىء الابن مع فتاة نجد والد الشاب لا يرضيه الأمر وقد يعترض بكل ما يستطيع بينما الأم تجتهد على الجبهة الأخرى في أن تخفي الأمر فهي ترى أن على الفتاة أن تتحمل غلطتها أما ابنها فله الحق أن يكمل مشوار حياته كيفما شاء وأراد!! عندما تكون ترأسك امرأة يكون جهدها مكثفاً لكيفية طمس قدرات مرؤوساتها حتى لا تصعد إحداهن لمركزها بينما تجد الرجال يتبنون من يعمل معهم ويعطونهم الفرصة تلو الأخرى حتى لو كانوا من النساء!! وغيرها أمور كثيرة جداً تملأ الحياة بكبرها وما عليك إلا أن تلتفت حولك بكل سهولة وبدون بذل أدنى مجهود وسوف ترى عجب العجاب في عالم المرأة مع المرأة.

والشكر لك أستاذي الكريم الشريف السلاوي...حفظك الله ورعاك وسدد خطاك