رغم عدالة مطالب أصحاب السلم التاسع ومشروعيتها
ورغم الالتفاف المنقطع النظير الذي أبداه الاخوة اتجاه التنسيقية
ورغم الانخراط التاريخي لمعتقلي الزنزانة في الصيغ النضالية التي دعت إليها التنسيقية
رغم كل ذلك فإن التنسيقية يعاب عليها اختيار وسيلة نضالية أكل عليها الدهر وأبانت عن فشلها في نيل المطالب.. الاضراب كان خطأ استراتيجيا بخس نضالات هذه الفئة خصوصا مع تعنت المسؤولين وتمادى التنسيقية في تمديده حتى مل المضربين أنفسهم وتألب الرأي العام وثار الأباء من أجل الدفاع عن الضحية الأولى ألا وهي التلاميذ.. هؤلاء استُعملوا كورقة ضغط عبر وسائل الاعلام بشتى أنواعها...
النتيجة: نضال طويل + تخلي النقابات الواحدة تلو الاخرى+ ملل الاخوة وعودتهم الى العمل حتى قبل صدور هذا البيان العاشر+ العودة الى نقطة الصفر مع بداية الموسم الدراسي ...
أكيد ان بداية الموسم ستتغير أمور كثيرة، فقد ينتهي ربيع الثورات، وسيفرج عن العديد من المعتقلين عبر الترقية بالاختيار او الامتحان المهني وعبر الترقية بالاجازة... وقد تفقد التنسيقية الكثير من قياداتها يصعب أن تلملم قواها بدونهم في القريب العاجل...
لهذا أظن أن لو اجتهدت التنسيقية في اختيار وابتداع صيغ نضالية اكثر جرأة بحيث لا يكون ضحيتها التلميذ لحققت مكاسب آنية وكبيرة خصوصا وأن المسؤولين انفسهم أقروا بمظلومية هذه الفئة...
لكن لا بأس إن استثمر الاخوة في التنسيقية تجربة هذا الموسم وقيموا المرحلة وقوّموا الاختلالات واستفادوا من الهفوات لما فيه الصالح والنفع العميم لمستقبل النضال لفائدة أشهر معتقلي الوظيفة العمومية بالمغرب.

الإضراب لم يكن خطأ استراتيجيا، الخطأ الأكبر و الذي جر على مهنتنا هذه الانتكاسة هو تشتت أفراد أسرة التعليم بين النقابات و التنسيقيات و غير المبالين لا بهذه و لا بتلك.
خضعت مشاكلنا للتفييء و التقسيم فضاعت الجهود، و تلاشت قوة الأسرة، فأصبحت الحكومة بمختلف وزاراتها مدركة مدى الهوان الذي أصاب الأسرة المريضة فلماذا ستستجيب للمطالب المشروعة كما فعلت مع الممرضين و غيرهم...؟
لو كان مثل رجال و نساء التعليم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى، لو كان مثلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا، لما كان حالنا على هذا المنوال، و لحققنا الكثير بأبسط أشكال النضال...
كونوا على يقين أنه في ظل هذه الحكومة و في ظل بعض الوزارات التي لها علاقة بتسوية ملفات التعليم العالقة، لن يؤخد حق بالحوار.
كان للتنسيقية جرأة قل مثيلها و قامت بما لم تقم به العديد من النقابات. و الذي خانها، ليست طريقة النضال، بل خانتها النقابات و فئات أخرى من أطياف هذه الأسرة التي وجب تغيير اسمها من أسرة التعليم إلى قوس قزح مع كثرة ألوانها.
أمنيتي أن أصحو يوما و أرى الأسرة أسرة، آنذاك لن يتجرأ أحد عليها بالقيل و القال و لا بنهب الأموال.... آمين