منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   إذا كنا ننتقد هدر زمن التعلم داخل المؤسسات التعليمية فما بالنا نغض الطرف عنه خارجها ؟ (https://www.profvb.com/vb/t71793.html)

ابن خلدون 2011-06-09 18:19

إذا كنا ننتقد هدر زمن التعلم داخل المؤسسات التعليمية فما بالنا نغض الطرف عنه خارجها ؟
 
إذا كنا ننتقد هدر زمن التعلم داخل المؤسسات التعليمية فما بالنا نغض الطرف عنه خارجها ؟ محمد شركي لا زلت دائما أذكر حماس الفريق المركزي الذي زار أكاديمية الجهة الشرقية بخصوص المذكرة 154 في موضوع تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم ، وهو حماس ظننته أول الأمر أنه سيجعل من الموسم الدراسي الحالي موسما ما بعده موسم من حيث تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم خصوصا عندما تحدث الفريق عن وسائل الضبط المعلوماتية التي تربط كل مؤسسات الوطن بالمركز لتفعيل مراقبة الزمن المدرسي وزمن التعلم وتأمينه . وما كادت السنة الدراسية تنطلق حتى كانت المذكرة 154 في حكم المذكرات الوزارية التي يعتريها وقف التنفيذ لأن جهات لها مصالح في هدر الزمن المدرسي وزمن التعلم قد صارت عبارة عن جماعات ضغط تقف لها بالمرصاد . وتبخر حماس الفريق المركزي بين عشية وضحاها بعدما اضطرت الوزارة إلى التراجع عن تطبيق مقتضيات المذكرة المؤمنة للزمن المدرسي وزمن التعلم في جهة من جهات الوطن مما أغرى كل الجهات بتعطيل مفعول هذه المذكرة . ولقد كان إجراء الوزارة المتمثل في استصدار مذكرة لتأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم إجراءا غير موفق لأن هذا التأمين لا يكون عن طريق حبر على ورق من جهة ، ومن جهة أخرى القضية أكبر من أن تضبط بنصوص تنظيمية لأنها قضية ضمائر ومن ثم قضية أخلاقية تعني كل من له علاقة بالحقل التربوي والتعليمي ، ذلك أن الآباء والأولياء هم أول من تعنيهم هذه القضية ، وهي مسؤوليتهم الأولى على غرار باقي مسؤولياتهم في تربية وتنشئة أبنائهم . فكما أنهم يسألون عن كل ما له علاقة بحياة أبنائهم ، فالأولى والأجدر أن يسألوا عن أعمار أبنائهم التعلمية خارج وداخل المؤسسات الخاصة بالتعلم . فإذا كان الآباء والأولياء لا يعرفون شيئا عن جداول حصص أبنائهم الأسبوعية ، ولا يتابعون ترددهم اليومي على مؤسساتهم بل يجتمعون بهم في أوقات الوجبات فقط لتدور بينهم الأحاديث عن كل شيء إلا عن شيء اسمه الزمن المدرسي ، وزمن التعلم . ومن هنا يسجل غياب الآباء والأولياء شبه الكامل مع بعض الاستثناءات التي لا تزيد نسبها المئوية عن رقم باهت كما تكشف الزيارات الميدانية ومساءلة إدارات المؤسسات عن اتصال الآباء والأولياء بها في هذا الشأن . وغياب حضور الآباء والأولياء فيما يتعلق بالزمن المدرسي وزمن التعلم جعل المتعلمين لا يستشعرون هذا الزمن إطلاقا مما يجعل مدارات المؤسسات التربوية ومنذ الساعة الأولى للزمن المدرسي تعج بالمتعلمين حتى أنه يخيل للملاحظ أحيانا أن عدد المتعلمين خارج أسوار المؤسسات أكبر من عددهم داخلها خصوصا في المؤسسات التأهيلية ، وهو ما جعل مفهوم الزمن المدرسي وزمن التعلم غائبا عن وعي المتعلمين و عن وعي آبائهم وأوليائهم . وقد تدور أحاديث بين بعض الآباء والأولياء تستنكر هدر الزمن المدرسي ، وزمن التعلم داخل المؤسسات التربوية ، ولكنهم يغضون الطرف عن هدر زمن التعلم خارج هذه المؤسسات . فعلى من أراد تبين هذا النوع من الهدر خصوصا بعد انقطاع المتعلمين عن الدراسة بالرغم من تمديد الوزارة الوصية عمر الموسم الدراسي الذي عرف تعثر الدراسة في عدة محطات وبزمن معتبر لم تستطع الوزارة إنكاره حتى أنها لوحت بإعلان بياض الموسم الدراسي بسبب ذلك أن يتجول في المؤسسات التربوية وفي مداراتها ليرى ظاهرة الهدر حيث يجتمع المتعلمون خصوصا في المحيط المعشوشب المجاور لبعض المؤسسات للعب الورق ، والخوض في أحاديث اللهو واللعب والنكت ، والاستماع للموسيقى ، وأحيانا يشاهدون في لقطات لا أخلاقية بين الجنسين … إلى غير ذلك من سلوكات ، وفي وقت التحضير للامتحانات الإشهادية ، وهو زمن تعلم بامتياز . وعلى من أراد التأكد من هذه الظاهرة أن يمر بجوار بعض المؤسسات خصوصا التي تشتهر بظاهرة التسيب فيما يتعلق بهدر الزمن المدرسي وزمن التعلم . وعلى من أراد التأكد أيضا من هذا الهدر داخل المؤسسات أن يزورها ليرى بعض فلول المتعلمين تتجمع هنا وهناك في ساحاتها وربما في بعض فصولها الدراسية ليس لحضور دروس دعم أو للمراجعة بل لممارسة ما يمارسه غيرهم خارج أسوار المؤسسات من لهو ولعب وعبث ، وإهدار للزمن في فترة الاستعداد للامتحانات . ولقد ألغت الوزارة الامتحان التجريبي من أجل تدارك هدر زمن التعلم إلا أن الخسارة كانت مزدوجة فلا المتعلمون تدربوا على امتحان تجريبي ولا هم التزموا حضور دروسهم ، ولا هم استفادوا من تمديد عمر الموسم الدراسي . ومع شديد الأسف ارتفعت بعض الأصوات المكرسة لهدر الزمن المدرسي وزمن التعلم للتنديد باعتداء الوزارة على زمن العطلة المقدسة ،دون إعارة قدسية الزمن المدرسي وزمن التعلم أدنى أهمية ، مع أن زمن العطلة أصبح يتخلل المواسم الدراسية ولم تعد للعطلة نكهة لأنها موجودة باستمرار خلال الموسم الدراسي إلى درجة التخمة . وخلاصة القول أن تأمين الزمن المدرسي لن يتأتى بمجرد استصدار مذكرات تنظيمية مع وقف تنفيذها أمام ضغط جماعات الضغط بل لا بد من تخليق كل من له علاقة بهذا الزمن بما فيهم الآباء والأولياء الذين لا تربطهم بالمؤسسات التربوية صلة سوى في زمن الإعلان عن النتائج ليجدوا فرصة انتقاد المؤسسات التربوية ومن فيها بسبب نتائج أبنائهم الهزيلة . فالزمن المدرسي وزمن التعلم هو زمن مقدس ومهم وخطير له انعاكاساته الخطيرة على مستويات التعلم وعلى مستوى رهان التنمية في الوطن ، ذلك أن الأمة التي لا تولي هذا الزمن ما يستحقه من أهمية تغامر بمستقبلها وبكيانها وبوجودها . وهدر الزمن المدرسي وزمن التعلم تفوق خطورته كل أنواع الهدر المهددة لاستقرار الوطن ، وعنه تترتب أنواع الهدر المختلفة المخربة لهذا الوطن . فعلى الجميع أن يفكر في معالجة هذه المعضلة الأخلاقية أولا ومن زاوية أخلاقية ودينية قبل اعتماد المقاربات الورقية . فإذا كان ديننا الحنيف ينص على أن الإنسان يحاسب بعد انتقاله إلى عالم الآخرة عما أهدره من عمره فيما لا طائل من ورائه ، فيجدر بكل مسؤول عن الهدر الزمن المدرسي وزمن التعلم أن يكون كيسا ويفكر في مساءلة نفسه ومحاسبتها قبل أن يسأل ويحاسب بين يدي خالقه يوم لا يستطيع كتمان ربه حديثا . وعلى الجميع مراجعة موقفه من هذا الهدر ، وسحب البساط من تحت أقدام جماعات الضغط التي تستفيد من الهدر ، وتتخذ منه فرص راحة واستجمام على حساب الصالح العام . محمد شركي

وجدة سيتي نت
8-6-2011


الساعة الآن 10:15

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd