لا تزال ردود الأفعال الغاضبة تتوالى بعد ما تداولته وسائل الإعلام من توبيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لطالبة أثناء تفقده لأحد المعاهد الأزهرية بسبب ارتدائها للنقاب.

وتوالت التصريحات الصحفية لشيخ الأزهر في محاولة منه للتخفيف من وطأة هذه الواقعة التي توقع الكثيرين أنها ستؤثر على منصبه كشيخا للأزهر.

وقد أجرت الإعلامية منى الشاذلي حوارا قصيرا مع شيخ الأزهر، تم تسجيله الأربعاء الماضي وأذيع مساء السبت في برنامج العاشرة مساء الذي يعرض على قناة "دريم 2" الفضائية أكد فيه أنه ليس من طبعه أن يسئ إلى أحد أو أن يتعتدي على أحد.

وروى شيخ الأزهر تفاصيل الواقعة، وقال "إنه يوم السبت الماضي في اول أيام الدراسة طفت على بعض المعاهد، وكان من بينها معهد ابتدائي للبنات في مدينة نصر، ودخلت فصل من الفصول للسنة السادسة الابتدائية، وكان هناك مدرسة تقوم بالتدريس للبنات وعددهم حوالي 15 طالبه، ووجدت احدى البنات منقبات فسألتها لم أنتِ منقبة؟!".

وأكد طنطاوي: "أنا لست ضد النقاب، ولم أسئ في حياتي إلى امرأة منقبة؛ لكن مرحبا بالنقاب كونها في الشارع، او في عملها وهناك رجال أو تكون تعمل في أعمال عامة مثل الموظفات في البنك مثلا"، مشيراً إلى أنه لا يصح أن يشاع ذلك السلوك في معهد ابتدائي للبنات، فهي لم تبلغ بعد، وفي الوقت نفسه أجمع الفقهاء الشافعية المالكية والحنابية والأحناف.

وساق عددا من اقوال فقهاء المذاهب الأربعة في مسالة النقاب وتغطية الوجه بانه ليس بعورة ولا يجب تغطيته، وقال: "إذا قال 99% من الإئمة هذا الكلام، فهل أترك الجمهور وأأخذ برأي واحد".

ولفت شيخ الأزهر إلى أن انفعاله في هذا الموقف عند زيارته للمعهد الابتدائي كان بسبب عدد من الرواسب على مدار سنوات، وأضاف: "العام الماضي زرت أحد المعاهد الابتدائية، ووجدت طالبة في السنة الأولى عمرها ست سنوات وتضع حجابا على الرغم من أن الفصل كله نسا"ء.

ورداً على سؤال: ما الذي يضير شيخ الأزهر في ان ترتدي الفتاة الحجاب مبكرا أو ترتدي النقاب؟ أجاب:

"أنا اتضايق عندما أجد الشئ في غير موضعي، ولا أستطيع أن أترك هذا الأمر يشيع في المعاهد الابتدائية، ولابد أن اصدر قرارا بان النقاب ممنوع داخل الفصول عندما تكون الفتاة في فصل كله بنات والذي يقوم بالتدريس نساء".

وأكد أن للفتاة الحرية في أن تضع النقاب، وهي قادمة إلى المعهد من بيتها، وأن لها الحرية في أن تغطي وجهها إذا خرجت من الفصل إلى الطرقة الموجودة أمامه، وكذلك في ساحة المعهد، لكن عندما تدخل الفصل وسط الفتيات والنساء فلن يسمح لها ارتداء النقاب". وعن واقعة مصافحته للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي أثارت حوله الكثير من الجدل قال شيخ الأزهر عن عدم رده قوتها على المعارضين: "أنا لا أرد على السفهاء، لأن كلامهم لا دليل له على القرآن ولا من السنة أو عمل السلف، فليس هناك نص يمنع المصافحة بين المسلم وغير المسلم، فهؤلاء مغرورين".

وعن طلب المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي قدم إلى رئيس الوزراء يطلب منه ان يتوقف شيخ الأزهر عن الإدلاء بأيه تصريحات وأن يقوم بتعيين مسئولا إعلاميا لأن تصريحاته التي تقول بشكل ارتجالي تسئ إلى كثيرا قال: "فليقل ما يشاء، أنا اتصرف من واقع شرع الله، وكونه لا يعجبه فليفعل ما يشاء وأنا لن أرد عليه".

ونفى طنطاوي أن يكون رأيه في النقاب تعزيزا للموقف الأمني المصري من النقاب، وليس عن قناعة دينية، وقال: "الرد على هذا يكون بالعلم"، وأظهر كتابان للشيخ حسنين مخلوف والشيخ الغزالي".

كما نفى شيخ الأزهر ما تردد من قوله أن النقاب ليس من الاسلام في شئ، وقال: "لم أقل هذا الكلام، وأنا احترم المنقبات، ما دامت المرأة تخرج من بيتها وهي تقصد الستر الأكثر وتذهب إلى عملها وتؤديه بأمانه وبشرف فمرحباً، ولكني أتكلم عن قضية محددة، وهي الفتيات الصغيرة الأقل من 12 عاما وفي فصل للفتيات ونجد بينهن فتاة منقبة، فهذا خطأ اجتماعي ونفسي وديني، والساكت عنه يكون قد سكت على باطل".

وانهى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر حديثة بأنه لا يتصرف مع الطالابات في الأزهر إلا بتصرف الاب مع بناته وحفيداته بكل شفقة ورحمة، ولكن كل هذا لا يمنع من الحزم، وقال: "من المستحيل أن أقبل أن تكون فتاة صغيرة وسط فتيات ونساء وترتدي النقاب"

وأضاف: عندما دخلت الفصل وجدت الفتيات بنظرن إلى هذه الفتاة المنقبة بنظرة استغراب، وهي تنظر إليهم بنظرة استخفاف كأنه تقول: "أنا فقط المتمسكة بالدين"، فأنا أريد ان أفهمها أن ما تقوم به ليس من الدين، إلا أكون مقصرا في حق ديني".

في الحقيقة يحار المرء إزاء علماء الأزهر
ففتياهم تثير الاستغراب في بعض الحالات
ولكن من ينظر إلى سطوة الحاكمين يجد الجواب المناسب لحالة التبعية التي تعيش عليها أغلب دور الإفتاء في العالم الإسلامي سيما العربية منها...
الله يداوي.