2011-06-01, 21:56
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: المرونة النفسية.. كيف السبيل إليها؟ |
رابعاً: عين على الداخل (النفس): المَرِنون لديهم القدرة الشعورية على تحمّل إعادة التفكير في مواقفهم, وقراراتهم, ونمط حياتهم, واختياراتهم, وسلوكياتهم, وإثارة الشك بما كانوا يعدونه حقائق قطعية ونهائية في حياتهم. إنها القدرة على الانسلاخ من النفس والنظر إليها من بعيد لتصحيح مسارها. لقد كان هذا النمط من الناس على مدار التاريخ هم الأكثر انتفاعاً من الدعوات الإصلاحية والتصحيحية التي جاء بها المصلحون وعلى رأسهم الأنبياء والرسل –عليهم السلام- في حين لم يمتلك غيرهم القدرة الشعورية لتحمل الألم المصاحب للحظات المراجعة والتصحيح؛ فأبوا وعاندوا تمسكاً بـ(الآبائية), والنظام الاجتماعي القائم. ومع الأسف نحن نفعل ذلك أيضاً, إذ نحمل الكثير من المعتقدات عن أنفسنا, وعن الناس من حولنا, وعن بعض التقاليد الاجتماعية المتوارثة, كما أننا نمارس الكثير من السلوكيات التي تحولت إلى طقوس روتينية ليس لها أي سند سوى أننا نفعلها, أو نؤمن بها منذ زمن بعيد, أو توارثناها عن آبائنا أو عن رموز السلطة غير الرسمية في مجتمعاتنا.
أرجو أن تتأمل معي هذه القصة الرمزية التي تحمل الكثير من المعاني الهامة.. اقرأها مرةً بعد أخرى لتكتشف خفايا ما تشير إليه: يُحكى أن زوجاً لاحظ أن زوجته عندما تطهو سمكة تقوم بقطع ذيلها ورأسها, فسألها: - لماذا تقومين بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طهيها؟ فصمتت الزوجة لحظات ثم تمتمت: - هكذا يتم طبخ السمك.. هذه هي الطريقة.. همم.. لا أدري بالضبط.. ربما لأني تعلمت ذلك من والدتي! فذهب الزوج إلى والدة زوجته ولاحظ أنها تقوم هي أيضاً بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طهيها. فسألها في ذلك. فصمتت أيضاً لحظات وقالت: - هذه هي الطريقة التي أعرفها وأستخدمها منذ سنوات.. همم.. لا أدري.. ربما لأني تعلمت هذا من والدتي! كان الفضول لدى الزوج كبيراً, فأصرّ على سؤال الجدة حتى يتبين الأمر. وبالفعل وجد فرصة ذات يوم وسألها: - لاحظت يا جدتي أن ابنتك وحفيدتها تقومان بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طبخها.. وهما يقولان إنهما ربما تعلما ذلك منك. فهل هذا صحيح؟ فردت عليه باسمة: - نعم.. الأمر بسيط, لقد كانت مقلاتي صغيرة, فلم أجد حيلة سوى أن أفعل ذلك!! هل عرفت المغزى الخفي لهذه القصة؟ لقد تعلمنا الكثير من المعتقدات والأفكار التي نحملها في عقولنا, ونمارس الكثير من السلوكيات دون أن يكون عليها دليل حقيقي, ودون أن نراجع مدى صحتها, ربما كانت ذات معنى في القديم لكنها تخلو من أي سند أو منطق في الوقت الحالي. | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |