السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، و بعد
يقال أن الامتحانات المهنية أداة لتشجيع المردودية، أو على الأقل هذا ما أرادونا أن نقتنع به. الحقيقة الجلية أنها كانت و ما زالت طريقا لربح الوقت و تسلق الدرجات عند بعض الفئات المحسوبة على الوزارة و هياكلها المركزية نزولا إلى اما يمثلها جهويا و محليا، و يبقى دائما نصيب من التركة لمن لا سند له من مجدين هيؤوا و شمروا عن سواعدهم و غشاشين هيؤوا و شمروا عن '' لحروز:مواضيع جاهزة لهذا اليوم"، يوم الامتحان الذي قيل عنه فيه يكرم المرء أو يهان فجعلوه بالغش شر إهانة و مذلة. الغش في الامتحانات المهنية في كل القطاعات أصبح عاديا و الغير العادي الظالم هو وجود مراقبة أو حراسة جدية في مراكز الامتحان، هل يعقل أن يلجأ طبيب أو ممرض أو أستاذ أو....للغش؟؟؟ فماذا يفعل التلميذ و الطالب و التاجر و العاطل.....
البعض يرقى بالمحسوبية و البعض بالغش و البعض بالجد و التهييئ المحكم.... و الناس قابعون في غياهب السجن"السلم" أكثر من 20 سنة في بعض الأحيان ينتظرون ترقية بالاختيار قبل التقاعد و الانهيار.
أعرف طبيبا كان يتهيأ للامتحان المهني حتى ساعات متأخرة من الليل و لن تجده قبل العاشرة و النصف صباحا في المستوصف و لا بعد الثانية عشرة....هل هذه هي المردودية المتوخاة من الامتحان؟ و أساتذة يتهيؤون للامتحان و يطالعون مختلف المواضيع في القسم، هل هذه هي المردودية المتوخاة من الامتحان؟ الأمثلة كثيرة و الوقت ضيق.
المردودية، كأن هذا المصطلح لا وجود له عند الأفواج الأولى التي تنتظر معجزة الاختيار...الامتحان بدأ كأسلوب خداع و انتهى كأسلوب غش.
هناك طرق أخرى لتشجيع المردودية و العطاء، و طرق أكثر لمكافأتها, لكن الأمر يتطلب مصداقية أكبر من الجهات المسؤولة و من أنفسنا. كمثال ملموس: الحصيص الجديد هو 33 %، تخصص 25% للاختيار لإنهاء الطابور الطويل و لمنع تكوين طابور طويل في المستقبل، و ما تبقى أي 8% لأحسن و أنفع البحوث النظرية و العملية الميدانية في القطاع الذي ينتمي إليه الموظف....بدل أن نحفظ الكتب و المقالات و ... و نعيد كتابتها في أوراق الامتحان كالببغاء، ناهيك عن عمليات الغش و التزوير، بدل كل هذا، يقوم المترشحون بإنجاز بحوث بالمصداقية اللازمة و يتم تصحيحها بالمصداقية اللازمة و يكافأ المتفوقون بالترقي... و لنتصور عدد البحوث المقدمة التي ستغني الخزانات و المكتبات كل سنة خاصة و أننا ضمن الدول الضعيفة التأليف و النشر... و أكيد أن الوزارات المعنية ستجد بعض ضالتها في البحوث المقدمة عوض أوراق امتحان أغلبها غش، ترمى في سلة المهملات.
أطلت كثيرا، لكن الموصوع يحتمل أكثر من هذا. إخوتي أخواتي، ليعط لكل ذي حق حقه، و لنختر أنجع الطرق. و الله لن ينفعنا و لن ينفع أولادنا و لا بلادنا ما "أسس على شفا جرف هار..." صدق الله العظيم
السلام عليكم و الله من وراء القصد
للإشارة فقد طرحت هذا الموصوع من قبل للاستطلاع,,تحياتي