|
امــــرأة رمــــاديـــة امــــرأة رمــــاديـــة أزاحت ستائر الوهم المسدلة وغشاوة سنين عن نافذة قلبها المتصدع.. وأطلت.. بيأس ووجل على ذكريات مؤرقة.. مضرجة بالكآبة ما أقسى التوغل.. في دروب قلبها المعتمه هندست.. بعينين ذابلتين مثقلتين بالأنين خرائبَه المهجورة.. لا تسكنها.. سوى العناكب يعلوها دخان.. مغلف بسموم الهجر ما أقسى أفول البريق.. في نظرتها.. نظرة الأسى القاتمه اشتمت بهزيمة وحسرة.. رائحة نزيف من تعاريج الزمن المر.. امتعضت.. حتى النخاع.. أدركت انتحار آمالها.. كيف تزهر؟؟ وقد بذرتها.. في أرض قاحلة.. ما أقسى خيبتها خيبة روحها الحالمه ابتلعت غصة المهانة تحشرج دمعها تفاقمت وتيرة أوجاعها.. شاخ صبرها.. نضب معينه نضحت جوارحها.. ينابيع ألم. ما أقسى التلبد.. في مقلٍ دمْعَها كاظمه أطلقت العنان.. منهكا.. ملتحفا بالسواد.. تائها.. مُنَكََّهاً بالمرار من علقم الذكرى لسيرورة حبلى بشهيق مبحوح.. بآهات الصمت.. ما أقسى وشم الغبن.. في فهرس سنوات ظالمه تراءى لها.. شاحبا.. في أفق الاستكانة.. منشطرا.. طيفُها المترنح الحائر.. مقشعرا.. من برود المشاعر.. وجموح القسوة. في حضور شهرياري غاشم. ما أقسى التمزق.. في أغلال عزلة ناقمه تآكلت تضاريس قلبها المستوحشًة.. في ليالي الصقيع نزفت روحها المكلومة.. من مخالب الخيانة تقيأت جراحها المثخنة.. من هدر الكرامة.. ما أقسى التسمم.. بأحاسيس القهر العارمه اندثرت جذوة حماسها.. لاحتضان فجر بهي تلاشت بانكسار.. من أشلاء جوانحِها ألوانُ الطيف غدت امرأةً رمادية انطفأ وهجها الأسطوري.. ما أقسى الحطام.. لعنفوان أنوثة ناعمه انهمرت شظايا غيظها المجتر أحرقت نافذة الصمت المواربة تبددت.. مسافات الرهبة صرخت.. أخيرا.. بعلو صوتها.. أيتها الشمس المشرقة اسطعي.. شقي ثنايا كياني المظلمه ويا بارقة الأمل اليقين.. اصعقي.. بعثري.. دعائم العش الهزيل.. و يا بسمة الربيع.. انثري الزهر الجميل ويا ألوان الطيف ذوبي بدفئك الزاهي صقيع حرماني.. وأججي.. براكين ثورتي المكبوتة طوال سنين.. داريتها.. ولم أعد لها كاتمه. . . . فوزية أمين 12/7/2009 |
رد: امــــرأة رمــــاديـــة سعيد أن اكون أول المارين على روعة النص هذا......أختي فوزية دام لك الابداع...حقا بمثل هذه النصوص التي تجلو أعماق الماضي ...سيتطور منتدانا إلى الاحسن بحول الله....تقبلي مروري... |
رد: امــــرأة رمــــاديـــة قرأت النص بمزيد من العناية بالحروف فما وجدت إلا معاني الذبول لم كل ه\ا النزوع نحو التمرد؟أم إن الطبيعة البشرية تخلق في النفوس متسعا من التحدي وعلى أي فإن جمالية النص طغت على لون الرماد الذي يحيل عادة إلى مشاهد المأساة.. |
رد: امــــرأة رمــــاديـــة اقتباس:
كم اتخيلك تعانقين الحزن مرغمة لم اللون الرمادي يا ترى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قد يحيل الأمر إلى انتهاء مرحلة من مراحل العمر وبداية مرحلة أخرى لايعلم طبيعتها إلا شاعرتنا الرقيقة وعلى أي أنصحك بأن تلوذي إلى قليل من الإخضرار ليبقي قلبك نابضا لأجل من يحبونك ولأجل من يحيط بك من كل جهات الروح التي لها مرآة عاكسة لكل الشعور.. |
رد: امــــرأة رمــــاديـــة نص في منتهى الروعة أختي الفاضلة فوزية أبدعت في رسم خيوط المعاناة لهذه المرأة التي تجرعت مرارة الجحود في زمن بات الحب فيه يباع بلا ثمن . لنصوصك حلاوة وجمالية وشاعرية أنثوية رائعة دمت متألقة ياعذبة الإحساس |
| الساعة الآن 18:11 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd