منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - نادي الصحافيين الشباب... تجربة رائدة بالجهة الشرقية

نادي الصحافيين الشباب... تجربة رائدة بالجهة الشرقية

أولى البرنامج الاستعجالي أهمية خاصة للأندية التربوية، باعتبارها آلية في سياق المشروع المخصص لتحسين جودة الحياة المدرسية، واضعا رهن إشارة الفاعلين في هذا المجال دليلا للأندية يوضح الرؤى والمفاهيم المتعلقة بهيكلتها وأنشطتها، كما أن هذا الدليل يهدف إلى التفعيل الإجرائي للأندية، وهو بذلك يدعم تنظيميا الاجتهاد الذي صاحبها طيلة مواسم دراسية سابقة.
ودخلت مجموعة من الأندية بالجهة الشرقية خلال الموسم الدراسي الحالي في تنفيذ العمليات المطلوبة، وفي هذا السياق
يعتبر نادي الصحافيين الشباب بثانوية الفتح التأهيلية بتاوريرت، والذي يشرف عليه عبد اللطيف الرامي، أستاذ ومراسل "الصباح"، أحد أهم التجارب التي حظيت باهتمام إعلامي واسع كان آخرها الروبورتاج الذي أنجزته القناة الثانية حول النادي وأنشطته.
والحقيقة، أن هذا النادي الذي يتكون من 34 تلميذا ليس وليد اليوم، إذ أطفأ هذا الموسم شمعته الثالثة، وهو بذلك راكم تجربة بإمكانها تحصين المواسم المقبلة إيجابا، وكان النادي خلال بداية هذا الموسم سطر برنامجا للعمل يتيح تنمية مجموعة من الخبرات والقيم والكفايات في جو يسوده الشعور بالانتماء وتقبل الاختلاف والتطوع والمبادرة والعمل الجماعي.
هذا، ونفذ أعضاء النادي جزءا مهما من البرنامج في مقدمته الجانب التكويني، إذ كان منخرطوه على موعد مع دورة تكوينية، أطرها صحافيون من مختلف المنابر الوطنية والجهوية والمحلية المكتوبة والالكترونية ، وتمكن المستهدفون من معرفة مواصفات الأجناس الصحافية، وذلك قبل أن يطبقوا ذلك ميدانيا في مجموعة من الانتاجات، وهي إما عبارة عن تقارير، أو ربورتاجات وتحقيقات، إضافة إلى الخبر الصحافي، وتمكن الأعضاء من اكتساب مهارة تقنيات الكتابة الصحفية، بل إن من بينهم من اختار مواضيع مثيرة مثل المواضيع المتداولة بين التلاميذ أثناء فترات الاستراحة، وخربشات التلاميذ أي مايكتبه المستهدفون من العملية التعليمية على المقاعد والجدران.
ولم يبق أعضاء النادي حبيسي مؤسستهم التعلية، إذ نظموا رحلة إلى مدينة بركان بدعوة من الشبكة الالكترونية بركان سيتي، تعرفوا خلالها على مجموعة من المؤسسات، في مقدمتها مؤسسة الزرايب الفلاحية الذي قدم مديرها عرضا مفصلا حول هذه المؤسسة وآليات عملها برفقة أساتذة عمقوا مع أعضاء النادي تلك المعرفة ميدانيا. هذه الرحلة الإعلامية أنجز خلالها منخرطو النادي تقريرا مفصلا كما تعلموا الاشتغال على المجال القروي.
كما اهتم النادي بالإذاعة المدرسية، وأنجز في هذا الإطار برنامجا أطلق عليه اسم آفاق تربوية تمت فيه مقاربة إشكالية اللغات الأجنبية بالمؤسسات التعليمية التأهيلية، وهو البرنامج الذي غطته القناة الثانية، وكان الهدف منه بالإضافة إلى الجانب المعرفي ، اختبار أعضاء النادي حول مدى اكتسابهم لمهارة الاستجواب والقدرة على مواجهة فعل إعلامي تلاميذ وتلميذات الثانوية، إذ تم انجازه أثناء فترة الاستراحة بالساحة.
إن تنفيذ هذا البرنامج، لم يكن له ليتم لولا مساهمات جمال مزيان الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، والحسين حنبالي والإدارة التربوية للمؤسسة، ورئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ والتلميذات وأطر التدريس، لكن وجبت الإشارة إلى أن أعضاء النادي قدموا مثالا كبيرا في تجاوز الإكراهات المادية، حتى أنهم كانوا يتطوعون بوسائط الاشتغال وتقنياته كآلات التصوير بشقيها الثابت والمتحرك، الأمر الذي وفر ظروفا ملائمة للتوثيق، بل وأيضا اقتنوا زيا موحدا.
وبالاستئناس ببعض النماذج من الأندية، يمكن التأكيد أن الأندية التربوية لم تخرج بعد من المستوى النظري، مادام كثير منها بمجرد ما يتأسس يصاب بالاندثار لمجموعة من العوامل، في مقدمتها غياب الشركاء الذين بإمكانهم أن يمدوا الأندية بالمساعدات الكفيلة بإنجاح برنامجهم، خاصة أن التطوع لا يمكن له أن يصمد طويلا، هذا يضاف إلى الإكراه الزمني بالنسبة للتلاميذ والأساتذة المشرفين على السواء، فمتطلبات جداول الحصص في ظل الخصاص المادي والبشري تضع التلميذ أي المستهدف من الأنشطة الموازية والمؤطرين في خانة الإرهاق التام الأمر الذي يخضع الأندية النشيطة للحالات المزاجية، وهو أمر قد يقتل الانتماء إلى النادي.

عبد اللطيف الرامي (وجدة)
الصباح
19-5-2011