التربية بالحب فعلا هي افضل تربية.لكن مجتمعنا لا يعرف عنها اي شيء .حتى نحن كمربين نجهل عنها الكثير.
فمعظم الزملاء معي وخلال تعاملهم مع أولادهم يظهر انهم لا يمارسون هذا النوع من التربية معهم في البيت .
وكنت اطرح بعض الأسئلة عليهم حول الموضوع فتكون اجاباتهم :
ـ في البيت ليس لي مزاج و لا اطيق مداعبة اولادي.
ـ أدخل الى البيت مرهقا ولا مزاج لي .
ـ أصبحت لا اتعامل مع الاولاد الا بالصراخ.
اما في ميدان العمل فالتلاميد الذين تربوا تربة الحب نسبتهم تكاد تكون منعدمة .فبمجرد ان يعرف التلاميذ ان الاستاذ غير صارم في التعامل معهم،يتحولون الى عفاريت يصعب ضبطهم .

في نظري فالأمهات هن اللواتي يجب ان يقمن بهذا الواجب لما فيه من مشاعر الحب والحنان .اما الأب فيجب ان يتكلف بكل ما يتعلق بالصرامة والإنضباط والإلتزام والنظام .......
في الأسر التي فقدت الأب نجد الأم تربي ابنائها تربية الحب وتفرط في هذا النوع من التربية فيكون الأبناء مدللين تنقصهم الصرامة.

هناك مفارقات معروفة في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع. وهي أننا نعتقد بأن المجتمعات العربية هي مجتمعات أبيسية (السلطة فيها للأب) بينما هي في الحقيقة مجتمعات أميسية(السلطة فيها للأم)
عكس المجتمعات الغربية. نعتقد أنها أميسية بينما هي في الحقيقة أبيسية.
أما فيما يخص غياب الأب,فإن نتيجته لا تكون بنفس الحدة حين يوجد أخ أكبر أو جد أو جدة .فهؤلاء الأشخاص من وجهة نظر التحليل النفسي يلعبون دور الأب الاستيهامي.

فكما تلاحظون فهي مهارات بسيطة لا تحتاج لا الى امكانيات مادية و لا الى تكوين نظري. و في الوقت نفسه لها مردود كبير على تربيتنا لاطفالنا.