الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى المواضيع الأدبية المنقولة > قصص وروايات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-10-08, 09:13 رقم المشاركة : 1
أبو سامية
أديب و قصاص
إحصائية العضو







أبو سامية غير متواجد حالياً


افتراضي عند أقاصي الهمس



على الجسر الطويل الذي يجتاز بها دجلة ، رغم زحام السيارات، والسيطرات وعندما تمر كل يوم، كانت تلبس ذلك الوجه القاتم ، تتلصص النظر دون أن يراها احد، غارقة بعالم من صنعها، لا يمسه غيرها، تكللها نظرات الرجاء التي تودعها بها أمها، ترقب الطفلة التي شاخت، ترجو الله أن تعود إليها كل يوم، ضاقت ذرعا ببيتهم الصغير، الذي يطبق على روحها، يجلدها ذلك الحداد الطويل والذي يتلاشى مع الزمن، حتى يغدو هو الزمن، يندفع مع ثوب أمها الأسود، في تلك الندوب الكثيرة التي تغزو وجهها الأسمر، حداد وذهول فرضته على حياتهم، منذ أن تناقص عدد من في البيت، وتطايرت أجسادهم الشابة قسرا، وسط الذهول الذي استقر في قلبها لا يفارقها ، ترتق اللحظات لتستل ذكريات أبناء رحلوا في جحيم أحداث عصفت بالجميع ، فما عادت تعيش إلا فردوسهم السماوي.
لذلك ما أن تترك البيت وأمها، حتى تنشر فرحها في تلك المسافة الممتدة على ضفتي النهر ، تتطاير روحها مع طيوره المحلقة ، تحاول أن تفك غلالتها قليلا ، تجعل عنقها يلامس أنفاس النهر، تنتشي بقبلاته، رغم أن الطريق قد يلحقها بكل طيش ولا معقولية الأحداث، بأولئك الراحلون، إلا أنها تبقى محتفظة بفرح مخبول لا تعرف له نهاية .
كانت تحتاج إلى طاقة مذهلة كي تشعر بالسلام، تؤججه في داخلها، تموجات كالحب، كالرغبة بالحياة، وهي تتخلص من ذلك العويل الصامت، الذي ينهض فجراً، مع حركات الوالدة المتشبثة بأرواح تملأ البيت، وخوف على من بقى بالحياة .
تبقى حياتها لعبة تتمتع بها قد تخطيء أحيانا، لكنها لم تعد تبالي، لا تتجاوز حدودها، وبذلك تتمكن من تحقيق بعضا من حريتها، رغم شعورها بالذنب من تمتعها بحرية منحها إياها موت رجال كانوا سياطا تقيد حركتها ، تخجل كثيرا من حقيقة كهذه ، أمام نظرات أمها بالذات.
لتقف الحياة ما شاء لها الوقوف على عنق وردة، على جبين شجرة، على قمة جبل، على آخر شعرة من رأسها لا يهم، المهم إنها تعيشها بكل حرية، تغترفها من ذلك البريق الموجع، الممتد رغم كل المسافات ليتأصل نبضا خافقا في قلبها، شعور عصي على الفهم ، يصبح هلاميا ولا معنى له عند ولوجها عتبة البيت ، ليعود الحزن، والخوف من كل شيء ، يقزمها من جديد .

منذ كم من الأيام وهي ترقبه من بعيد، مستغرقا في حديث لانهاية له، تراه يتكلم كثيرا ، لا احد يعرف عنه إلا هوسه بالكلام، ويديه ترسم البحور أمام الآخرين.
لكنها ومنذ اليوم الأول الذي تلامست روحها مع بريق روحه المتهادية، مع خطواته المترددة في ذلك الممر الطويل، أصبح يهدر في كل مسامات حياتها، تتوهمه يدعوها اليه، رغم أنها لم تحاول أن تجعله ينتبه إلى وجودها.
اليوم اجتازت معه شرنقتها، مباركة تجاوزها ذلك الخجل الأحمق الذي يكبلها، تحركت ببطيء، كان يجلس وحيدا، التفت إليها، التقت نظراتهما بهدوء، عرفت أنها ستبوح بما فيها من رغبات، اقتربت، رغم الضجيج والأصوات إلا أنها لا تسمع إلا وجيب قلبها يدفع الدم إلى كل خلايا جسدها.
أمسكت بذلك ألتوق الذي يلجم عواطفها، بكل تلك الأصوات القادمة من وراء الحجاب، غادرت صوت أمها وهي تتلو وصاياها.

تحرك متلجلجا وهي تقترب منه، هم بمغادرة المكان، حرك رأسه في كل الاتجاهات ، تحفز وكأن صاعقة ستحل عليه ، لكنه تسمر في مكانه، وضع كفيه تحت ساقيه، والتصق بالطرف الآخر من المصطبة الإسمنتية، لكنه لم يترك المكان.
رفرف قلبه عليها وهي تتلمس أن يبقي عواطفه ساكنة، كي لا تتساقط أفراحها، وتتدفق حوله فتصبغ قميصه الأبيض بلون حلمها الرائق،
حاول أن يقول شيئا أن يحادثها ، ينزف كل روحه أمامها، رغم كل الخوف المزروع فيهما منذ ملايين السنين، رغم الأرض المتفجرة بين جنسه وجنسها، لكنه كان يدرك أنها نبض قلبه.
نسمات داعبت خصلات شعرها، التي انفلتت من وراء غلالتها المزهوة بربيعها على جبينها، فدفعت بلملمتها، قلقها وارتباكها.
لم يكن قادراً على لوك كلماته، عشرات القصائد كتبها من اجل هذه اللحظة، وضاعت الكلمات، تمسك بمكانه على الطرف الثاني من المصطبة ضاجا،
انعتقت في تلك اللحظات عن مجلسها ، بجيدها المرتجف، تداخلت خطواتها تناغمت مع خطواته ، عانقته ، فانتشت برائحته ، راقصته على ارض هشة
مدت اليه ذراعيها، اقتادته إلى عالمها هي، تباهت به أمام كل النساء .
أعطاها يديه، تلامسا ، تدافعت فيهما أحاسيس غاية في الرهافة.
- هما لك ، لنحلق معا
هناك في غابة بلا حدود عند أقاصي الأرض ، لم يحاولا امتحان قلبيهما ، لكن ليعرفا فقط ماذا بإمكانهما أن يفعلا ، ما فيهما من حب قادر على إذهال الدنيا
لا احد يفهمهما، لكنهما يعرفان أنهما عاشقان ملتفان، متعانقان، لا برد لا ريح هو السكون الذي يلفهما وملائكته.
عطرها بأنفاسه ، وكأنهما أصبحا أيقونة يتألق معها جسديهما، وروحيهما يتناغمان معا
هما في اندهاشهما ما عادا يلتفتان إلى إي شيء، حتى الجمال ما عاد يعنيهما، فجمالهما الداخلي وما يفيض به كل ما يعنيهما

** **
عندما همّ بتطويقها بين ذراعيه، شعرت بوخز على ذراعيها، في وجهها وخزا مؤلما تناهى إلى كل جسدها ، أنغرز فيها،
هناك خيوط تحاك حولها ، تتشعب في أعماقها بين مسامات جلدها،تقلصت وانحنى ظهرها على تلك المصطبة الإسمنتية، هب فيها خوف، جعل فرحها الطارئ ينهمر كسحابة مثقلة.
تراقصت دموع جهدت ألا تنهمر، يا لهذا الحزن ، كم بدت رائقة وصافية ، وهي قادمة كآلهة أرضية ، عروسة كانت، ككون من بروق في عمق السماء، كم كان بودي لو تعرف، أني قادم إليها من عطري المشوق إلى أحضانها ، من رغبتي الموعود بها في بقائها معي .

داعب ورقة يحاول أن يمدها أليها، إلا أن أصابعه لا زالت منتشية في الفضاء، وابتسامة بحجم السماء في عينيه.

أراد أن يضع الورقة بين يديها.
تحيرت، هل تمسك بها ؟ أهي لها .
وهي المقطونة به ، أمسكت بها بلهفة، أبقتها بين يديها.
رغبة جامحة في أن أجدك طوال الوقت ، جدب هذه الحياة بدونك ، واختيار صعب أن أبقى بلا عينيك

بين تلك الدقائق التي مرت والدقائق الآتية، يمر الزمن ببطيء، تكتنز فيهما العواطف، تقف مسمرة في انتظار ما يأتي، وهي المرتعشة ، لاحظت أنه يرقبها بلهفة ، فطوت الورقة .

أبتسم لترددها، لأول مرة يشعر أن لقصائده معنى ، وقد جعلتها قريبة منه إلى هذا الحد، كم يشتهي اليوم أن يركن إلى زاوية من قلبها.قلبها الذي يعلنه حبيبا. لا زال يدفع بروحهابين ثنايا روحه في خباياها. منقولة








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=28451
    رد مع اقتباس
قديم 2009-10-08, 12:37 رقم المشاركة : 2
ميمون بوجنان
أديب ناقد
إحصائية العضو







ميمون بوجنان غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي للمنتديات الأدبية

وسام المشارك

افتراضي رد: عند أقاصي الهمس


لن اترك نصا من هذه النصوص دون القراءة والمرور وإن يكن محتشما فتقبله ...شكرا لاشراكنا في القراءة...






    رد مع اقتباس
قديم 2009-10-09, 10:04 رقم المشاركة : 3
أبو سامية
أديب و قصاص
إحصائية العضو







أبو سامية غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عند أقاصي الهمس


دمت متألقا أخي الكريم و شكرا مرة أخرى على المرور تحياتي






    رد مع اقتباس
قديم 2009-10-09, 16:33 رقم المشاركة : 4
 
الصورة الرمزية أحمد أمين المغربي

 

إحصائية العضو







أحمد أمين المغربي غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الأولى في المسابقة الرمضانية الكبرى

وسام المركز الثاني في مسابقة الشخصيات

افتراضي رد: عند أقاصي الهمس


يشتهي اليوم أن يركن إلى زاوية من قلبها.قلبها الذي يعلنه حبيبا. لا زال يدفع بروحهابين ثنايا روحه في خباياها




أعظم بها أمنية يرغب في تحقيقها كل الأحبة..






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2009-10-10, 21:23 رقم المشاركة : 5
أبو سامية
أديب و قصاص
إحصائية العضو







أبو سامية غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عند أقاصي الهمس


بارك الله فيك أخي الكريم






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 21:17 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd