2011-05-12, 17:52
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | كيف يعيش الشباب المغربي محتقرا في وطنه | كيف يعيش الشباب المغربي محتقرا في وطنه
عبد الرحمان شباي وأنت تواظب على الدرس والتحصيل في المدرسة,تنتقل من مستوى دراسي إلى آخر, وكلك عزم وإرادة واجتهاد ,تتوج دراستك بالنجاح والتوفيق,فتحصد الشهادات الدراسية العليا والدبلومات. تراودك الأحلام الوردية وتحس وكأنك تقترب من تحقيق المراد ..ويخال لك وأنت تجتاز المباريات المهنية انك قريبا ستصبح موظفا مرموقا, وتبني مستقبلا مشرفا لك ولأبنائك دون أن تدرك أن الحظ العاثر يقف لك بالمرصاد ويهديك مصيرا شائكا ,فتكون النتيجة عكس ما ظننت ,وتطرق الباب مرة أخرى عسى الحظ يبتسم لك’ فتكون الصدمة وخيبة الأمل’وتعيد الكرة مرة ثانية وثالثة ورابعة دون أن تحظى بشي’فتدرك انك تجري وتلهث وراء السراب.وتفيق من حلمك الناعم الذي احتضنك طيلة مسارك الدراسي.وفجأة تجد نفسك على الرصيف يحتضنك الشارع بكلتا يديه.عاطل بدون مورد عيش مشرف’ بدون مستقبل واعد.فيتسرب إلى نفسك الملل القاتم وتجتاح حياتك موجة من التشاؤم وتحس بالسخط العارم يسيطر عليك ,فتدرك جيدا انك تعيش في مجتمع لا يرحم تسيره مجموعة من الانتهازيين ومصاصي الدماء.ويراودك الأمل مرة أخرى فتندفع وتبحث عن عمل بكل ما لديك من قوة وإرادة فلا تجد غير باب أصبح يستوعب المئات والآلاف من الشباب الحاصلين على الإجازة والدراسات الجامعية والماستر وغيرها من الشهادات المحترمة . باب تلجه وكلك خجل وارتياب ليقذف بك إلى عالم لم تكن تتوقعه أبدا ولم يكن يخطر لك على بال فتخرج منه واسمك رجل امن خاصagent de sécurité .هذا المجال الذي يمنح المعطلين جحيما وسعيرا لا عملا. يتهافت عليه الكثيرون مكرهون لا راغبون ,لا ليضمنوا مستقبلا ولا ليعيشوا كغيرهم من العاملين الشرفاء الذين يستفيدون من كل شئ ويخول لهم القانون كل شئ بل ليعيشوا مذلولين محتقرين .يقضون ثماني ساعات من العمل أو أكثر متسمرين في أماكنهم دون حراك’ .ينتشرون كالفطر في الابناك والمؤسسات العمومية والخاصة وفي المحلات التجارية وفي الفيلات والمقاهي الراقية والمطاعم والأسواق الممتازة وحتى المقبرات حيث أصبح يقضي هذا الرجل التعس بياض نهاره وسواد ليله مع الأموات ليحصل في نهاية الشهر على مبلغ هزيل لا يمكن أن يسد به رمق الجوع ولا أن يصرف به الفقر المحدق به.ولا يمكن أن يضمن له الكرامة الإنسانية .مبلغ يتراوح بين 1400 و1800ده.مبلغ لا يمكن أن يوصف إلا باهانة هذا الشخص المثقف الذي تنكر له المسؤولون الحكوميون والذين أهدوه مصيرا حالكا. هذا الرجل المثقف الذي أصبح يباع في الأسواق ويشترى وكأنه سلعة تبيعه الشركة للمؤسسات مقابل ربح وافر تتمتع به, وشقاء قاتل يتلقاه هذا الأجير.اجر ضئيل ومستقبل غير مضمون. عمل بدون وثائق ولا ضمانات. يحدث هذا في دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات, دولة أصبحت تهان فيها كرامة المواطن ويحتقر فيها الشرف الرفيع. لقد شجعت الدولة هذه الشركات حتى أصبحت تنتشر بشكل مثير ومكثف ’ تتناسل باستمرار وينتشر عمالها في المدن كما في البوادي تمنح الناس عملا شاقا وقاسيا بدون سند قانوني لا يتمتع فيه العامل باجرة سنوية ولا بأيام الراحة الأسبوعية ولا بإجازة في المناسبات الدينية والأعياد .عمال لا يتمتعون في هذه الشركات بالتغطية الصحية ولا الضمان الاجتماعي ولا الضمان من حوادث الشغل وقد لا تعترف بهم الشركة أثناء تعرضهم لخطر ما أثناء مزاولتهم لعملهم.ولا يمكن لرجل الأمن الخاص أن ينتمي لنقابة أو يعبر عن تذمراو استياء أو يتقدم بشكاية أو شئ من هذا القبيل. وان فعل هذا كان مصيره الطرد والتعسف. فمتى ستخضع هذه الشركات لقوانين الشغل لتخلص أزيد من '40000 عامل من هذه الماسي والمعاناة؟ متى سيستيقظ ضمير المسؤولين الحكوميين في الحكومة وممثلي الشعب في البرلمان ليضعوا حدا لهذا النزيف الذي يهدر كرامة الشباب المغربي الذي قضى نصف حياته في الدرس والتحصيل لتهديه الحكومة في نهاية مشواره الدراسي مستقبلا قاتما وشائكا لم يكن يخطر له على بال. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=377754 |
| |