منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   وزرة الوزارة.. تنضاف إلى أعباء الشكارة (https://www.profvb.com/vb/t6917.html)

RSS 2009-10-07 21:50

وزرة الوزارة.. تنضاف إلى أعباء الشكارة
 
وزرة الوزارة.. تنضاف إلى أعباء الشكارة




مع افتتاح كل موسم دراسي جديد، تخطر الوزارة المعنيةإدارة المؤسسات التعليمية بضرورة إجبار التلاميذ والتلميذات علىارتداء زي مدرسي موحد اللون (وزرة أو بذلة) حسب الجنس (إناث- ذكور) والمؤسسة التي ينتمي إليها كل واحد منهما. والهدف منذلك على ما يبدو هو تمييز أطفال المدارس عن غيرهم، وكذاالحفاظ على نظافة الملابس وستر عيوبها، مما يعلق بها منأوساخ وما يشوبها من تمزيقات وترقيعات في بعضالأحوال.

فإذا كانت الفكرة مقبولة شكلا،فإنها مع ذلك لا تخلو من سلبيات لصرامة سلوكيات بعض المربين والمشرفين التربويين الذين يقفون على عتبات أبواب المؤسسات التربوية مثل مردة متجبرين وهم يزجرون ويوبخون الصغار لعدم ارتداءهم وزرة، دون مراعاة الظروف المعيشية لأغلب الأسر المغلوبة على أمرها والتي هي في مسيس الحاجة لأي درهم أبيض ينفعها في أيامها السوداء المثقلة بالهموم والمصاريف، علما بأن جل أولياء التلاميذ من المستضعفين الذين ليس بمقدورهم حتى اقتناء اللوازم المدرسية، وبالأحرى وزرة يتجاوز سعرها الخمسين درهما وهو ما يعادل في اليوم شبه قفة أسرة متعددة الأفواه والبطون.
وماذا عسى الميت أن يصنع أمام غاسله؟!
فالأسر المحرومة رغم شظف عيشها وضيق حالها، تضطر مرغمة لاقتناء الوزرة أو البذلة حسب المواصفات التي أملتها ا لوزارة حتى لا تشعر فلذات أكبادها بالنقص أمام بقية زملائهم الذين سنحت لهم الظروف بارتداء وزرة، والذي يحز في النفس هو أن بعض المربين ينادون في عقر الأقسام على التلاميذ الذين لا يرتدون وزرة، ويأمرونهم بالوقوف أمام السبورة منددين إياهم بالطرد، مما يساهم في الهدر المدرسي وتزكيته. ولكم أن تتصوروا مدى القهر والغبن والإحساس بالنقص الذي يشعر به التلميذ أمام رفاقه في مثل هذه المواقف الحرجة!
وفي بعض المؤسسات التعليمية، تفرض الإدارة الزي الموحد على التلميذات، زي يتركب في الغالب من بذلة إفرنجية زرقاء داكنة وقميص أبيض ثم ربطة عنق، فترى بنات المدارس وكأنهن مضيفات ليس في الطائرات بل في الشوارع، وهن في طريقهن نحو المؤسسات التربوية، مما يثير نوعا من الفضول والسخرية لدى بعض المتسكعين ورواد أرصفة المقاهي.
وما بالك بأسرة فقيرة معدومة لها زمرة من الأبناء والبنات كلهم ملزمون وملزمات بارتداء الزي المدرسي الموحد!
كم يكفي مثل هذه الأسرة من المال لإرضاء نزوة الوزارة؟
كان حريا بالوزارة المعنية إن عزمت فعلا على إجبار الزي المدرسي أن تراعي ظروف التلاميذ (ات) الدراويش وتقوم بمناشدة جمعيات المجتمع المدني وأرباب شركات الخياطة والنسيج قصد المساعدة بتوفير الوزرة والبذلة لكل محتاج ومحتاجة، وبذلك تكون بحق وحقيق قد ساهمت فيما تصبو إليه بوجه أحمر لا تشوبه شائبة، أما ادعاء تكسير أو تقليص أو حجب الفوارق الطبقية بين التلاميذ على مستوى الملبس، فما هي إلا بدعة من البدع، التي لا تستقيم على حال ولا تراعي أحوال القوم وما يلفها من أهوال!
فإذا تم توحيد الزي المدرسي بين التلاميذ، وجلهم من أبناء المساكين والمحتاجين. فهل سيتم أيضا في المستقبل القريب التوحيد بين الأحذية والحقائب المدرسية والوجبات الغذائية التي يتناولها الأطفال على مدار الفصول؟!
تبقى تلك هي المشكلة. فأية فوارق طبقية سيتم حجبها بين تلاميذ أغلبهم ينحدرون من أسر فقيرة، بل وجلهم يرتدون الملابس المستعملة!؟
والذي يبعث على الضحك والبكاء في الوقت ذاته، هو أن تلك الوزرات التي يرتديها أطفال المدارس لا تخضع في خياطتها لتصاميم جمالية تدخل البهجة والسرور في نفسية الطفل، لا من حيث اللون فحسب، بل من جهة الشكل أيضا، وذلك طبعا بالمقارنة مع باقي الأزياء المدرسية التي يرتديها التلاميذ في البلدان العربية الشقيقة.
فعلى الوزارة أن تراعي هذا الجانب، وتنسق مع معامل الخياطة لمراعاة المقاييس الجمالية في الزي المدرسي اتقاء للشوهة والبهذلة على الأقل.
ومن جانب آخر، على المربين أيضا أن يكونوا قدوة، إذ من المفروض عليهم أيضا ارتداء الوزرة. والأهم من هذا كله أن لا تضغط إدارات المؤسسات التربوية على أبناء الشعب من الدراويش الذين أثقلت كواهلهم مصاريف القفة وأعباء الشكارة.
م. وطاش


الساعة الآن 08:20

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd