جمال بلمجدوب: المهرجان الجهوي الأول للفيلم المدرسي بمراكش فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة فضاءات 6-5-2011 عبد العالي باجو: عرف المهرجان الجهوي الأول للفيلم المدرسي الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أيام 28، 29، 30 أبريل 2011 المهرجان تحت شعار "الابداع الفيلمي، جسر للتواصل بين المدرسة ومحيطها" , مشاركة مشرفة لمجموعة من تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بالجهة إلى جانب أساتذهم ، مساهمة من هم في صناعة فرجة سنيمائية ذات طابع تربوي ,ونشط فقرات هذا مهرجان بشكل موفق الشاعر والإعلامي ياسين عدنان الذي قال في تصريح لموقع " فضاءات تانسيفت " أننا نعيش في هذا المهرجان لحظة التأسيس , و ككل البدايات لابد من صعوبات ,فأن يبدأ مهرجان ب 40 فيلم فهذا رقم واعد جدا .
ودعا الأستاذ ياسين عدنان إلى ضرورة طرح الأسئلة التالية في الدورة القادمة عن الفيلم المدرسي باعتباره مشتلا لصناعة نجوم الغد: ما هو الفيلم التربوي ؟ كيف يمكن صناعته نظريا وعمليا وتقنيا ؟ ما هي أهم الموضوعات التي يمكن تناولها في الفيلم المدرسي ؟ واعتبر هذه الدورة ناجحة على جميع المستويات وماساهم في ذلك , في نظره ,هو مضامين النقاشات التي دارت مابين المشاركين و المؤطرين في الندوة المركزية ,هذا كله يبشر بمستقبل مشرق في المجال الفني والسينيمائي ,وهو ما يدعوا إلى ضرورة المحافظة على هذا المهرجان وتأطيره عبر ورشات ,واستثمار طاقات التلاميذ(ات).
وفي هذا السياق,أكد جمال بلمجذوب مخرج مغربي ورئيس لجنة التحكيم في المهرجان, أن أهمية هذا الأخير تكمن في كونه يعطي أهمية, وقوة للأعمال المقدمة ليس على مستوى مدينة مراكش بل يتعدى ذلك إلى نواحيها ,كما أنه سيقدم دفعة قوية للأعمال الفنية في مجال السينما المدرسية
واعتبر اختيار جهة مراكش تانسيفت الحوز مكانا لهذه اللقاءات بالموفق , وأضاف أن الفيلم المدرسي يحتل مكانة مهمة في المجال التعليمي وهذا يبين أهمية هذا المهرجان وهو فرصة لاكتشاف مواهب جديدة من التلاميذ .
ومن جهتها, اعتبرت لطيفة أحرار ممثلة وأستاذة للتربية الفنية ,المهرجان مبادرة متميزة ,وذلك لكونه جاء في ظروف الكل يتحدث فيه عن الجهوية الموسعة, وكيف يمكن دمقرطة الثقافة بين أفراد المجتمع .والتلاميذ يتميزون بكونهم الناشئة التي هي في حاجة إلى تـأطير وتكوين خصوصا مع الحراك الذي نعيشه هذه الأيام , من هنا أتت أهمية هذه المبادرة سواء على مستوى المدرسة العمومية أو الخصوصية ,ومنحت فرصة للتلاميذ للتعبير عن أفكارهم بأدوات فنية ,بتأطير من أساتذتهم الذين ,رغم أنهم يعيشون هذه الأيام أجواء الامتحانات فإنهم ضحوا بوقتهم من أجل الفن ,لكن الفن هو الآخر امتحان تقول الفنانة لطيفة أحرار.
وتمنت أن يكون الفن مادة مستقلة داخل المدرسة العمومية حتى تساهم المدرسة في إخراج اكاتب سيناريو و الموضب والممثل والمخرج ,وبذلك تساهم في إيجاد مناصب شغل ,ذلك أن مشكل الشغل لا ينبغي أن يقتصر على الدولة فقط ,بل يمكن لفضاءات الإبداع الفكري والفني أن تساهم في ذلك .
أما عبد الإله الجوهري ناقد سينمائي ومقدم برنامج الشاشة الكبرى في التلفزة المغربية, ، فأكد أن أي فعل ثقافي هو فعل محمود ،فأن تتحرك أكاديمية جهة مراكش تانسيفت الحوز ,و تضع لبنة لمهرجان جهوي للفيلم المدرسي فهذا الأمر يحسب لها ,على اعتبار أن الفضاء التعليمي هو فضاء للفعل الثقافي أيضا .
وأضاف الأستاذ الجوهري على أن من واجب المدرسة أن تنفتح على محيطها, وعلى الفنون وعلى كل ما هو جميل لأن ذلك من شأنه ان يساهم في بناء مغرب الغد ,وتمنى لهذا المولود طول العمر ,ومستقبل زاهر كما دعا جميع المثقفين والفنانين والحقوقيين بهذه الجهة إلى تقديم الدعم والمساندة لهذا الفعل النبيل ،لأنه في رأيه سيدفع بالعملية التربوية إلى الأمام , ويساهم في الحركية الفنية بالمدينة الحمراء ,ذلك لأن مدينة مراكش هي مدينة الفنون بامتياز .
ومن جهته, طرح محمد اشويكة أستاذ مادة الفلسفة وناقد سينمائي مجموعة من التساؤلات القيمة حول بيداغوجيا الاشتغال على السمعي البصري في الدرس التربوي من قبيل : كيف تتحول الوثيقة التربوية إلى فرجة ؟كيف يتعامل معها الأستاذ تقنيا ؟ كيف يمكن الحذر من الأدلوجة التي تحملها الصورة ؟ محاولا التركيز على ثلاثة نقط أساسية :
أولا :عند استعمالنا لهذه التقنية نكون في تماس مباشر مع اللغة المنطوقة .
ثانيا : نتعامل مع الصوت . ثالثا :الصورة باعتبارها وعاء يجمع اللغة مع الصوت ,وبالتالي تغدو الصورة أخطر ,وفي حالة إذا ما لم تكن لدينا مجموعة من الآليات التي تساعدنا على استعمالها معرفيا وتقنيا فإنها تتحول إلى نقيضها .وأضاف الأستاذ اشويكة أنه إذا لم نتعرف على اللغة السينيمائية وعلى اللغة التقنية التي تنتج الصورة فإنها تتحول إلى أدلوجة .
أما الأستاذ أنس العاقل ممثل ومخرج فقد ركز على دور الثقافة الفنية والجمالية في تنمية شخصية الأستاذ و المتعلم معا , فالمدرسة تقدم لنا المعارف والمهارات لكنها لا تقدم لنا كفايات استراتيجية كالثقة في النفس والثقة في الغير والعمل داخل الجماعة وهذا ما تمنحه لنا الأنشطة الموازية داخل المدرسة , فحتى يكون التلميذ فاعلا ومبدعا في محيطه ينبغي أن نمنحه فرصة لاكتشاف ذاته ومحيطه وأن نطور لديه المعرفة بوجوده .
وأضاف أن على المدرسة أن تساهم في صناعة ذوق التلميذ وأن تعلمه فن العيش , فالمواطن المتمدن والمتحضر يكون ذوقه رفيع ,ولكي نربي الذوق ينبغي أن نركز على الذكاء العاطفي لتجاوز التوتر مابين المدرس والمتعلم ,ولن يتم ذلك من دون حسن إدارة عواطف التلميذ وإتقان تدبيرها حتى نتمكن من الوصول إلى أفكاره ,ومحاولة تقبله كما هو دون فقدان الاحترام طبعا .
وأردف أن دور الفيلم المدرسي يتمثل في كونه يعلمني كيف أتموضع ؟وكيف أفكر ؟وكيف أرى أرى الشيء نفسه من زوايا نظر مختلفة كيف أفكر ؟وأعرف كيف أتكلم حسب مقتضى الحال ؟ فالفيلم المدرسي يعكس روح العمل الجماعي , وينبغي التركيز في الفيلم المدرسي على كتابة السيناريو في ورشات للكتابة ,وذلك للأهمية التي يحتلها السيناريو في البناء الفيلمي, كما ينبغي القيام بورشات حول إدارة الممثل والتصوير وتوضيب الفيلم ,حتى نتمكن من إزالة وهم التقنية في إنجاز الأفلام .
هذا وقد منحت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى لفيلم (اليوم أعود) لتلاميذ المركب التربوي أغبالو ,أما جائزة أحسن إخراج فعادت إلى الأستاذ عبد الصمد فتال من ثانوية الكندي بنيابة مراكش عن فيلم "السبيل" ،وجائزة أحسن سيناريو، عادت لمجموعة مدارس الدباغ بنيابة مراكش عن فيلم "ماريا" أما التلميذ عدنان برحو من إعدادية طه حسين بنيابة مراكش فقد حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "سر من زجاج" ، في حين عادت جائزة أحسن ممثلة للتلميذة خديجة بالعمرية من الثانوية الإعدادية الكندي عن دورها في فيلم " السبيل"
يذكر إلى أن هذه التجربة التربوية الفنية تعتبر الأولى من نوعها بالجهة ,وهو ما يمنحها كل أسباب المشروعية الواقعية والجمالية .ذلك لأن مدينة تحتضن سنويا مهرجانا دوليا للسنيما لجديرة بان يكون بها مهرجان للفيلم المدرسي ,وهو ما ينبغي رعايته والحفاظ عليه, لكي لا يذهب أدراج الرياح مثلما وقع للمهرجان الجهوي للمسرح المدرسي ولمباراة ناشئة الفلسفة . |