2011-05-05, 10:47
|
رقم المشاركة : 8 |
إحصائية
العضو | | | رد: كيف تطهري لسان ابنك من الكلام البذيء | " كيف تطهري لسان ابنك من الكلام البذيء ؟كيف تطهري لسان ابنك من الكلام البذيء ؟" هو السؤال المنطلق منه لإثارة إشكال تربوي مهم .. سؤال -على أهميته ، وعلى أهمية الأم الحريصة على التربية- لا يخلو من مغالطة ، لأنه وجه للمرأة فقط ، كما لو أنها العنصر الوحيد الذي يربي ، أو كما لو أنها تستطيع لوحدها أن تطهر لسان ابنها من الكلام البذيء .. التربية منظومة مركبة ، أفعال وردود أفعال لا تجد طريقها إلى التحقق المتوازن إلا بمشاركة أطراف عدة ،ليست الأم إلا طرفا منها : - فأين الأب ؟ أين باقي أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة ؟ أين الجيران ؟ - أين الإعلام ؟ أين الشارع ؟ أين المدرسة ؟ أين الأنترنت؟أين الأتراب أو الأقران ؟ أين الأصدقاء والرفقاء ...من هذا تفاعل ( التأثر والتأثير)؟ هي أسئلة قلقة تخرج تربية الطفل وتطهير لسانه وقلبه من الإطار الفردي-الذي لا يقل تأثيرا وأهمية-إلى الإطار المؤسساتي الجماعي .. وللتوضيح أقول متسائلا مرة أخرى ، إيمانا مني أن الأسئلة الإشكالية مداخل أساسية للمطارحات التربوية والفكرية .. - فيم ستفيد توجيهات الأم طفلها والأب/الزوج يُسمعها بمحضر الأطفال - أقسى عبارات الكلام البذيئ ؟ - فيم تفيد التوجيهات النظرية بالصراخ والوعيد أطفالنا ونحن أول من يخرق هذه التوجيهات بمشاجراتنا على مرءاهم ، وكذبنا على مسامعهم ، وغشنا أمام بصائرهم ، وبإهاناتنا لهم هم أنفسهم بالكلام البذيء ؟ أليس كثيرون منا ينادي ابنه :"أذاك الحمار/ أذيك الحمارة -أثبت أذاك البغل - سكتينا أذيك ... وحين نتحدث عن الآخر وعلى مسامع ابنائنا : ولد الحرام !! مسخوط - ولد ال..." يستطيع كل منا إعداد لائحة طويلة من الكلام البذيء الذي يستعمله بوعي أو بدون وعي ، مع أطفاله ، أو مع تلامذته أو ... ابدإ بنفسك فانهها عن غيها ** فإذا انتهت فأنت عظــــــــــيم لا تـنه عن خلق وتأتي مثله** عار عليك إذا فعلت عظيم - وبناء عليه أين نحن من التربية بالقدوة ؟ - أين نحن من درر تعاليم التربية في ديننا الجميل ؟ -ما حجم التأثير الإيجابي لمجهودات الأم في تقويم اعوجاجات سلوك طفلها في غياب شريك مساعد ( الزوج مثلا) لا صلة له بشؤون البيت ، إما لانشغاله طول النهار في العمل ، أو لعدم اكتراثه بالأمر ، بدعوى مقولة تسود في مجتمعنا المغربي :"أللاَّ ربي أولادك"!!! ( أهااا) .. كما لو أنهم أولادها فقط . - هل يساعدنا باقي أفراد العائلة في تربية أبنائنا ، أم ينسفون منجزاتنا ؟ -هل تستطيع أم تقضي جل وقتها أمام التلفاز ، أو أمام النت ، أو في الثرثرة مع "صديقاتها"-الواقعيات أو الافتراضيات-أو في أشغال البيت المضنية بالتأكيد ...؟ وأثناءها تضع طفلها خلف زجاج النافذة المطلة على الشارع ليلهو ويلعب ويتنفس أوكسجين الشارع ،الذي يعشقه الأطفال ، ناسية أو متناسية أو جاهلة أن الشارع عادة ما يهدم ما يبنيه الأبوان ( إن كانا يبنيان حقيقة )..أن تطهر لسان ابنها من الكلام الساقط ؟؟ وهنا تحضرني قصة واقعية بطلاها أم حريصة على تربية أبنائها وفق منهج تراه سليما وفعالا ، واطفلها الصغير ، لكنها ممنيستعينون بالنافذة المطلة على الشارع في الحد من حركيته الزائدة ، أومن إزعاجه لها ، أثناء انشغالها بأعباء البيت .. أتعلمون ماذا فعل الشارع في الطفل ؟ لقد تعلم منه لغته وسلوكات الأطفال و"لغاتهم" وهم يلعبون بفضائه ، في غفلة من الأم .. فكانت إحدى ردود أفعاله اللغوية الطفولية التلقائية صادمة للأم ، حين حاولت إنزاله من "خلوته المفضلة المعتادة" التي اختارتها له ، فصار مدمنا عليها وعلى ما تحمله له من سلوكات وأفعال وردود أفعال..قال لها محتجا :"دعيني هنا أيتها الباغية ، إنني أحب هذا المكان وأكرهك أنت !!!".. حينها فقط - ولحسن الحظ -أدركت الأم خطورة تأثير الشارع ( لغويا وسلوكيا وفكريا ) على طفلها .. وتعاملت مع الموقف بحكمة .. ولكم أيها الآباء ،ولكن أيتها الأمهات ، أن تقيسوا وتقسن على ذلك مؤثرات نوافذ الإعلام والمدرسة والنت والرفقة السلبية ... فماذا أنت فاعل إذا كنت تبني وغيرك يهدم بسحرٍ وصور مغرية ومثيرة وساحرة ؟ ( لقد ثبت علميا أن للصورة أثر السحر على الأطفال والمراهقين)، بل وتساهم في ارتفاع معدل الجريمة ، كما ساهمت في تراجع قيمة الكتاب ونسبة القراء ،مع ما تحمله الكتب من قيم تربوية هامة حرم منها الأطفال بسبب طغيان حضارة الصورة على حضارة الكلمة .. الموضوع إذن -في نظري- أعقد وأكبر وأكثر تشعبا مما نتصور لأنه يمتد أفقيا وعموديا إلى أطراف وفرقاء متعددين ، إذا أخل أحد منهم بواجبه أثر ذلك على لغة الطفل وسلوكاته ونموه الفكري والعقلي واللغوي والوجداني .. أيتها الأمهات، أيها الآباء ، احذروا التأثير السلبي للتلفاز / النت / الشارع/ المدرسة/ الرفقة / الهاتف النقال ...على لغة أطفالكم ونموهم ... شكري وتقديري | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |