- تجديد الثقة في المدرسة العمومية - - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2011-05-02, 23:12

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

- تجديد الثقة في المدرسة العمومية -

عزيز باكوش

الحوار المتمدن - العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1
في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها الجمعية وتخليدا لأيام الشعلة للطفل التي تحتفل بها شبكة فروع الجمعية للموسم الجمعوي 2010 تحت شعار :" تجديد الثقة في المدرسة العمومية " وبغية تسليط الضوء على واقع المدرسة العمومية ببلادنا وأهم الرهانات التي تنتظرها ،وكذا إعادة الاعتبار للسؤال التربوي في زمن العولمة،والإحاطة بالمنظومة التعليمية وما تعرفه من مستجدات وتحديات.
نظمت جهة فاس بولمان لجمعية الشعلة للتربية والثقافة ندوة فكرية احتضنتها القاعة الكبرى لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس بولمان الكائنة بشارع الشفشاوني المدينة الجديدة بفاس ،وذلك يوم الجمعة19 مارس 2010 إبتداءا من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال.
الندوة التي عرفت مشاركة فعاليات تربوية وازنة تمثل أساتذة مختصين وفعاليات نقابية وسياسية وأكاديمية وجمعوية،عرفت نقاشا عميقا ومستفيضا لواقع المنظومة التربوية وأهم الإختلالات التي تعرفها المدرسة العمومية والحاجة إلى تجديد الثقة فيها عبر مجموعة من التدابير المرتبطة بتدخل عدة أطراف كالوزارة أو النقابات أو هيئات المجتمع المدني .
في تقديمه لهذه الندوة سجل الأخ جمال فلاح عضو المكتب المركزي ورئيس الجلسة،أنه إحساسا من الجمعية بالدور الذي تلعبه المدرسة في تأهيل وتنمية بلادنا بادرت إلى دعم وتشجيع المسألة التعليمية انطلاقا من دورها كجمعية مدنية تعنى بالحقل التربوي،حيث نظمت الجمعية العديد من الندوات والمحاضرات والأنشطة المختلفة عبر مختلف فروع الجمعية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا،وانخرطت في دعم المؤسسات التعليمية عبر مشروع المكتبات المدرسية وهذه الندوة تأتي في سياق برنامج الجمعية لإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية والارتقاء بها ضمن منظومتنا التربوية.
كما أكد السيد محمد الموساوي رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية والإعلام والتوجيه بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بفاس بولمان ،والذي ناب عن السيد مدير الأكاديمية في هذه الندوة ،حيث تطرق في مداخلته إلى استشراف تجديد الثقة في المدرسة العمومية من خلال برامج المخطط الإستعجالي الجهوي،باعتبار أن إصلاح المنظومة التعليمية هو إصلاح للمدرسة العمومية ،وأكد أن إختلالات كثيرة تعرفها المدرسة العمومية من خلال تجليات ومظاهر حددتها تقارير عديدة،وهذه التجليات ليست بمعزل عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية،وبالتالي فالأزمة معقدة ومركبة ومن هنا جاء إصلاح المنظمومة التعليمية عبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي لم تتحقق الأهداف المسطرة من خلاله.
واعتبر السيد الموساوي أن تجديد الثقة في المدرسة العمومية هي مسؤولية مشتركة بين جميع المتدخلين في المنظومة ومن هنا جاء المخطط الإسعجالي 2009-2012 ليساهم تجديد الثقة في المدرسة العمومية من خلال دعم ملكي وحكومي ومجتمعي غير مسبوق ،والهدف هو تسريع وثيرة الإصلاح والانطلاقة من المؤسسات التعليمية،والمتعلم كمحور المنظومة التعليمية وكذا تبني ثقافة المشروع من خلال تدابير ومنجزات ومؤشرات محددة قابلة للقياس،وسلط السيد الموساوي الضوء على أهم ما جاء به المخطط الإستعجالي الجهوي من خلال مختلف أقطابه سواء تعلق الأمر بتوسيع العرض التربوي وتكافؤ الفرص في التعليم الأولي،أومن خلال القطب البيداغوجي من قبيل محاربة التكرار والانقطاع عن الدراسة وتحسين الوسائل التعليمية وجودة الحياة المدرسية ،كل ذلك سيتم عن طريق التشخيص الذي أفضى إلى انطلاق الإصلاح ومنحه الفرصة لكل الأطراف والمتابعة والتقويم.
الأستاذ نشيد المكي عضو المكتب المركزي وباحث في التربية استهل مداخلته والتي كانت تحت عنوان" تراجع الثقة في المدرسة العمومية الأسباب والتداعيات" حيث انطلق من فرضية أهمية الثقة لدى الشعوب في استمرار العلاقة بين الحكام والمحكومين ،والثقة في مقابل الشك، وأستعرض أهم الأسباب التي أدت إلى فقدان الثقة في المدرسة العمومية المغربية مند سنوات الستينات مع أحداث 1965 وكذا إضراب 1979وما عرفته من هجوم على المؤسسات التعليمية والتنكيل برجال التعليم وغياب الإنفاق المادي مرورا بسياسة التقويم الهيكلي إلى تطبيق بنود النظام الأساسي وبداغوجية الأهداف وتنميط المدرسين وعدم إتاحة الفرصة لهم للإبداع.
كم أكد على كل الانتقادات الموجهة إلى المخطط الإستعجالي من حيث توقيته ومبادئه وأنها لم تتح الفرص لاستعمال عناصر الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي كان يفتقر لغلاف مادي ضخم،وكون المخطط الإستعجالي جاء بلغة فرنسية وتمت برمجته بمكاتب دراسات أجنبية واعترف الأستاذ نشيد المكي بأن المخطط الإستعجالي يحمل في طياته عناصر إيجابية لكنه يحتاج إلى تدخل جل الفاعلين من نقابات ومجتمع مدني ،والحاجة إلى قرار سياسي يدعم إصلاح المنظومة التعليمية لأنها ورش مجتمعي مفتوح يعيد الثقة في مدرستنا العمومية.
الأستاذة رحمة السقسيقي عضو المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل ،فقد تطرقت إلى مقاربة نقابتها لإصلاح المنظومة التعليمية من خلال متابعة أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين والروح النقدية للمخطط الإستعجالي وأهم الاختلالات التي لازالت قائمة والتي أقرت بها تقارير مختلف المؤسسات الوطنية والدولية حيث أن تشخيص الوضع يبين وجود فجوة بين المدرسة والمجتمع ،واستمرار تدهور الأوضاع المادية والاجتماعية لرجال التعليم وتدهور البنيات التحتية ،وسجلت النقابة إنفراد الوزارة بصياغة المخطط الإستعجالي بعيدا عن الفرقاء الاجتماعيين ومن هنا ضرورة إشراك النقابات والهيات السياسية في إقرار سياسة تعليمية واضحة والشفافية في صرف الإعتمادات وتوسيع الجهوية ودعم الحوار البشري والاهتمام بالبنيات و الفضاءات التعليمية .
الأستاذ الخمار العلمي رئيس شعبة علوم التربية بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس تحدث في مداخلته عن " رهانات مدرسة القيم " حيث سجل في البداية أن الخطاب في المغرب هو خطاب أزمة في حد ذاته ،والحديث عن الأزمة يكون غاية لتبرير العودة للماضي،وأن عدم الاهتمام بعمق الأزمة وطرح تساؤلات هل المشكل ترتبط بالثقة مسجلا عدة مفاهيم برزت إلى السطح منذ انطلاق عشرية الإصلاح من قبيل مفهوم الجودة ومفهوم مدرسة النجاح إلى مفهوم تجديد الثقة في المدرسة العمومية، فمن الذي لا يثق في المدرسة العمومية هل الشباب أم الدولة أم سوق الشغل أم المدرسون أم الإداريون أم الطبقة السياسية....؟،من هنا مسؤولية كل طرف في تشخيص الوضعية في عمقها.
واعتبر الأستاذ الخمار العلمي أن وظيفة المدرسة هي ثقة في وظيفتها وأن هذه الوظائف تتحدد من خلال تجدد القيم وتطورها فالشباب متحرر ولابد من أجل تحقيق رغباتهم التي هي جزء من سوء الثقة في المدرسة ،أو كيف لشبابنا أن يتصالح مع المدرسة من خلال تصالحه مع الذات لكي يتصالح مع مختلف المؤسسات الأخرى كالأسرة والمدرسة....،فالأزمة هي أزمة خطاب حول وظائف المدرسة ورغبات المتعلمين،وتضخم الخطاب .
فالميثاق الوطني للتربة والتكوين ينص على أن المدرسة العمومية المغربية مدرسة مفعمة بالحياة وتحتاج إلى مختلف الطاقات الحية والمتجددة وضرورة ترسيخ القيم الدينية والوطنية كحقوق الإنسان والتسامح والمواطنة والحرية الفردية والديمقراطية ،ومن هنا ضرورة تشبع الشباب بهذه القيم لكي تصبح المدرسة العمومية المغربية مفعمة بالحياة ومنفتحة على محيطها.
الأستاذ عبد الرحمان الغندور الفاعل النقابي والسياسي أبرز في مداخلته تحت عنوان " المنظومة التعليمية اختيارات وتكتيكات " أن وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين تبقى وثيقة خلاقة لكن المشكل يبقى في التطبيق والأجرأة مسجلا أن الميثاق تعثر مند 2004 ،وفي سنة 2008 أتى تقرير البنك الدولي وظهور مرجعية المخطط الاستعجالي القائمة عل منظومة العولمة كاختيار لابد منه اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ،وسجل عدة مظاهر برزت في العشرية الأخيرة مثال عدم ثقة الآباء في المدرسة العمومية وإقبالهم على تسجيل أبنائهم في التعليم الخصوصي،مبرزا أن المخطط الإستعجالي يرمي إلى مزيد من تأزيم المدرسة العمومية من خلال ضرب المجانية وتفويت البنايات والتجهيزات معتبرا أن المخطط الإستعجالي هو مخطط تصفوي للمدرسة العمومية ومن هنا يشير المتدخل إلى ضرورة تكوين جبهة وطنية للدفاع عن مدرسة عمومية.
الأستاذ محمد مجعيط نائب وزارة التربية الوطنية بإقليم مولاي يعقوب،أبرز أن الحديث عن المدرسة العمومية يجب أن ينطلق من دراسات ومؤشرات والبرنامج الإستعجالي الحالي هو امتداد للميثاق الوطني للتربية والتكوين هذه الإصلاحات خلخلت البنية المنهجية التي اشتغلنا عليها ،فنحن أمام برنامج دقيق مفصل وهي مقاربة جديدة بالمقارنة مع الإصلاحات التي سبقت والبرنامج الإستعجالي لم يأت من فراغ بل من تشخيص المجلس الأعلى للتعليم وتقرير البنك الدولي،وهذا البرنامج يحمل إيجابيات وإشكاليات،وأن الجيل الأول للإصلاحات مرتبط بإشكالات اللغة وتدبير المؤسسات التعليمية،والبرنامج الإستعجالي يضم مشاريع واضحة ووسائل ديكتاكية وأن هناك إشكالات الموارد البشرية.
وفي اختتام هذه الندوة تم فتح نقاش مع كل الحاضرين .

عن المكتب الجهوي
المنسق الجهوي :خالد الحياني

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=374878


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :