منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى القضايا التربوية (https://www.profvb.com/vb/f100.html)
-   -   تمدرس الفتاة القروية (https://www.profvb.com/vb/t68525.html)

ابن سوس 2011-05-02 12:13

تمدرس الفتاة القروية
 
باعتباره حقا من حقوق الإنسان نصت عليه العديد من المواثيق الدولية وتشتغل عليه الكثير من المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، فإن التعليم عنصر فاعل في رقي الأمم وعامل أساسي وحاسم في التقدم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وهو أيضا شرط من شروط المواجهة الحضارية مع تحديات الحاضر والمستقبل.
وتعد مسألة تمدرس الفتاة القروية إشكالية عالمية تستدعي تناولا عميقا ومعالجة خاصة، والنسبة للمغرب يمكن تشخيص بعض مظاهر واقع تعليم الفتيات في الوسط القروي من خلال جملة من المؤشرات منها تدني نسبة تمدرس الفتاة القروية، كون الفتاة القروية هي آخر من يلتحق بالمدرسة وأول من ينسحب منها، وتفشي ظاهرة الأمية في أوساط الفتيات القرويات...
وثمة جملة من العوامل تعوق تمدرس الفتاة القروية، منها عوائق اقتصادية (عجز الآباء عن تحمل مصاريف الدراسة لكل أطفالهم فيتم استثناء الفتيات اللواتي ترى فيهن الأسر أيضا يدا عاملة يمكن الاستفادة منها)، وأخرى مرتبطة بهشاشة البنيات التحتية القروية (غياب المراحيض والماء الشروب، الحالة المزرية للأقسام والساحات، تشتت المساكن القروية، غياب وسائل النقل، بعد المدارس عن مساكن الفتيات)، علاوة على عدم الاستفادة من المنح الدراسية وقساوة الحياة في الوسط القروي)، بالإضافة إلى عوامل مرتبطة بقسوة الظروف الطبيعية.
كما تساهم عوامل أخرى في تدني مستويات تمدرس الفتاة، من قبيل العامل البيداغوجي (عدم انسجام الحياة المدرسية مع خصوصيات الوسط القروي) فضلا عن عوامل سويسيو ثقافية (جهل وأمية الآباء بايجابيات التعليم يحدو بهم إلى الاعتقاد بعدم أهمية تمدرس الفتاة مادام مصيرها في نظرهم هو المكوث في البيت، سيادة الاعتقاد أن من شأن تعليم الفتاة أن يحدث اضطرابا في تماسك المجتمع القروي، رفض اختلاط الذكور والإناث واعتبار المدرسة مضيعة لمستقبل الفتاة تحول بينها وبين مهام الزوجة والأم في المستقبل).
إن مواجهة هذا الواقع تستدعي بذل المزيد من الجهود لإعادة توجيه سياسة الدولة التربوية بهدف استدراك التأخير، ذلك أنه من شأن التعليم أن يفتح أمام الفتاة القروية آفاقا لا حدود لها، ويزودها بوسائل تيسر فهمها للواقع المحيط بها والتواصل معه بوعي بالإضافة إلى القدرة على تعزيز معارفها والتكيف مع متغيرات محيطها وبالتالي السعي للمساهمة في الحياة داخل وسطها الأسري والاجتماعي وحتى المحلي والوطني، من خلال تعزيز مشاركتها في النسيج الاقتصادي.
كما يساعد تعليم الفتاة على الانخراط بجدية داخل الحياة الجماعية وممارسة الحقوق مثل الانخراط في التنظيمات النسائية والمنظمات المدنية، مما يجعل تعليم الفتاة عامة والقروية خاصة يعد من بين أفضل الاستثمارات لتحقيق تنمية بشرية مستدامة وبالتالي تخليص الفتاة القروية من قيود الأمية والفقر والتهميش.


الساعة الآن 20:19

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd