مباشرة بعد العثور على بطاقة تعريفه الوطنية، في موقع الانفجار الإرهابي، انتقل فريق من المحققين إلى حي البرنوصي بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الأربعاء، حيث يوجد منزل رجل التعليم السابق، أحمد منير، من مواليد 1959، الذي كان من بين ضحايا الانفجار الإجرامي.


فجعت أسرة الضحية عند سماعها الخبر، إذ اصطحبت عناصر أمنية زوجته وابنه إلى مدينة مراكش، للتعرف على جثته، واستكمال الإجراءات، في حين تحول منزله، الواقع بحي الوفاق، حسب ما عاينته "المغربية"، إلى قبلة للعديد من الجيران، وأفراد أسرته، لتقديم العزاء.

للضحية 3 أبناء، سبق له أن أدين من أجل اغتصاب تلميذة قاصرة، وحكم عليه بـ 8 سنوات سجنا، فصل بعدها من مهنة التدريس.

وكان الضحية مدرسا للغة العربية بالمدرسة الابتدائية الإمام البصيري القريبة من منزله، قبل أن ينقل، خلال الموسم الدراسي 2002- 2003، إلى مدرسة أخرى توجد بعين حرودة، حيث اتهم بعدها باغتصاب فتاة قاصرة.

غادر الضحية أسوار السجن قبل أشهر، يصفه جيرانه بأنه طيب خدوم ومسالم، دأب بعد مغادرته السجن على مجالسة أصدقائه من معلمين وموظفين بنيابة التعليم بالبرنوصي، في مقهى قريب من مقر النيابة.

يحكي ابن الضحية الأكبر لـ "المغربية" أن والده قرر السفر ثلاثة أيام، قبل التفجير، ليغير الجو ويروح عن نفسه، وويزور أحد أصدقائه في مدينة تيزنيت، على أساس أن يزور صهره القاطن بمدينة مراكش، وهو في طريق العودة.

وأوضح الابن المكلوم، الذي ما يزال تحت آثار وقع الصدمة، أن والده ظل على اتصال دائم بهم، إذ تحدث إليه يوم الأربعاء المنصرم، وطلب منه مده برقم خاله، مشيرا إلى أن والده أخبره بأنه سيقضي الليلة عند صهره في مراكش، وسيعود إلى المنزل الخميس.

وذكر الابن أن والده أمضى ليلته بشكل عاد عند صهره، وتناول معه وجبة الفطور، ثم أخبره أنه سيغادر على متن قطار الثانية بعد الظهر، مشيرا إلى أن صهره ألح عليه من أجل البقاء لتناول الغداء، ثم المغادرة، بيد أنه رفض، وأصر على القيام بجولة سياحية في ساحة جامع الفنا، واحتساء القهوة.

وقال الابن إن القدر المحتوم جعله حاضرا بالمقهى لحظة تنفيذ التفجير الإرهابي، ويكون ضحية إلى جانب ضحايا آخرين أبرياء، مستنكرا هذا الفعل الإرهابي الشنيع.


المغربية