وقفات و تأملات في اسم الله من أسماء الله الحسنى اللطيف الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على لبينا محمد و على آله و صحبه أما بعد يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة و هو أن شرف العلم تابع لشرف معلومه و لوثوق النفس بأدلة وجوده و براهينه و لشدة الحاجة الى معرفته و عظم النفع بها. و لاريب أن أجل معلوم و أكبره فهو الله الذي لااله الا هو رب العالمين و قيوم السموات و الأرضين الملك الحق المبين الموصوف بالكمال كله المنزه عن كل عيب و نقص و عن كل تمثيل و تشبيه في كماله.و لاريب أن العلم به و بأسمائه و صفاته و أفعاله أجل العلوم و أفضلها و نسبته الى سائر العلوم كنسبة معلومه الى سائر المعلومات و كما أن العلم به أجل العلوم و أشرفها فهو أصلها كلها كما أن كل موجود فهو مستند في وجوده الى الملك الحق المبين و مفتقر اليه في تحقق ذاته و أبنيته و كل علم فهو تابع للعلم به مفتقر في تحقيق ذاته اليه فالعلم به أصل كل علم كما أنه سبحانه رب كل شيء و مليكه و موجده. و لا ريب أن كمال العلم بالسبب التام و كونه سببا يستلزم العلم بمسببه كما أن العلم بالعلة التامة و معرفة كونها علة تستلزم العلم بمعلوله و كل موجود سوى الله فهو مستند في وجوده اليه استناد المصنوع الى صانعه و المفعول الى فاعله. فالعلم بذاته سبحانه و صفاته و أفعاله يستلزم العلم بما سواه فهو في ذاته رب كل شيء و مليكه و العلم به أصل كل علم و منشؤه فمن عرف الله عرف ما سواه ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل قال الله تعالى* و لاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم* فتأمل هذه الآية تجد تحتها معنى شريفا عظيما و هوأن من نسي ربه أنساه ذاته و نفسه فلم يعرف حقيقته و لامصالحه الى آخر كلامه رحمه الله تعالى نقلت هذا الكلام لعله يكون باعثا و محفزا لي و لغيري في التفقه في أسماء الله تعالى و صفاته. اما معنى اللطيف ففي اللغة من الرفق في العمل و يقال لطف اذا صغر و أما ما دلت عليه النصوص الشرعية فجمعها ابن القيم رحمه الله في نونيته وهو اللطيف بعبده و لعبده و اللطف في أوصافه نوعان ادراك أسرار الأمور بخبرة و اللطف عند مواقع الاحسان فيريك عزته و يبدي لطفه و العبد في الغفلات عن ذا الشأن ويشرح العلامة السعدي هذه الأبيات مبينا أوجه معاني هذا الاسم الكريم فيقول و لهذا كان اللطف في أوصاف الله تعالى على قسمين أحدهما خبرته تعالى و ادراكه لأسرار الأمور و خفايا الصدور و مغيبات الأمور و مالطف و دق من كل شيء و هذا النوع يرجع الى احاطة علمه بالمعلومات. و النوع الثاني لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتم عليه احسانه و يشمله بكرمه و يرقيه الى منازل العالية فييسره لليسرى و يجنبه العسرى. وقال رحمه الله في تفسيره لقول الله تعالى _* ان ربي لطيف لما يشاء*سورة يوسف. يوصل بره و احسانه الى العبد من حيث لايشعر و يوصله الى منازل الرفيعة من أمور يكرهها. ففي هذه العجالة كفاية ان شاء الله و ما أدركته عقولنا و علمته فهومنا من أسماء الله تعالى و صفاته الا كقطرة من بحر لا ساحل له. فنسأل الله الهدى و السداد و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آ له و صحبه |
رد: وقفات و تأملات في اسم الله من أسماء الله الحسنى اللطيف |
رد: وقفات و تأملات في اسم الله من أسماء الله الحسنى اللطيف |
رد: وقفات و تأملات في اسم الله من أسماء الله الحسنى اللطيف اللهم بارك في مشاركاتك القيمة اخي |
رد: وقفات و تأملات في اسم الله من أسماء الله الحسنى اللطيف |
الساعة الآن 09:28 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd