2009-10-09, 21:39
|
رقم المشاركة : 7 |
إحصائية
العضو | | | رد: ناقش وناقش وناقش ولاتناقش ! | السلام عليكم ان أول قواعد الحوار السليم والهادف هو: التخصص في موضوع الحوار.. فمن المؤسف حقا أنه في الوقت الذي يحترم فيه جميع العقلاء ارباب التخصص فى الطب والهندسة وغير ذلك من فروع المعرفة، فإننا نرى فى المقابل أن الكثيرين مستعدون للإدلاء بدلوهم في أمور كثيرة من دون سلطان مبين .. فنرى تارة شخصا ً يتكلم في موضوع دقيق و حساس عن جهل، أو شخصا ً لا يتقن العربية أو فهم ظواهر الكلمات الواردة في مجال معين و رغم ذلك يناقش و يجادل و يتطاول ...... ان مما يؤكد الحاجة إلى التخصص، هو هذا الكم من المفاهيم الهلامية التي تطرح في أسواق الفكر هذه الأيام ، ولطالما اسيئ استغلالها نظرا لعدم وضوح معانيها وحدودها بدقة مثل : مفهوم الحرية، والديمقراطية ، والشورى ، وحرية المرأة ، والانفتاح على الغير، والتقليد ، والتحديث ، والعولمة ، وغير ذلك .. ومن الواضح أن هذه المفاهيم تتوقف عليها مواقف عملية، تغير مجرى حياة الفرد والأمة سواء فى جانب الخطأ أو الصواب. إن من قواعد الحوار الأساسية : نفي الأنانية والذاتية، و نفي حب الإفحام والغلبة الفكرية .. وهذا من أصعب الأمور على النفس ، وذلك لأن المحاور الذى لم يخرج من أسر ( الأنا ) يحب أن يبرز نفسه من خلال إظهار قوته وتمكنه في الحوار، و من ثم الإنتصار فيه، ولو كان على حساب الحقيقة التى يفترض لزوم الوصول اليها ... وعليه فإن المناقش المثالي هو الذي يعترف بالهزيمة أمام الخصم عندما يرى قوة حجته، قبل أن يقف أمام المحكمة الكبرى لرب العالمين . إن من القواعد الأخرى ايضا : التحرز عن الحوار مع من لا يريد الوصول الى الحقيقة .. فهناك صنف من السوفسطائيين أو الفارغين الذين يجادلون لهدف الجدال نفسه، فتراهم يتكلمون في كل ما المجالات، و كل همّهم هو أن يشار إليهم بالبنان.. وشتان بين هذا النموذج، وبين أمثال سلمان الفارسي الذي قضى عمره متنقلا ً بين البلاد بحثا عن الحقيقة، الى ان استقر عند سراج الوحي المحمدي .. وقد أمرنا من خلال الروايات أن نجس نبض الطرف المقابل فى رغبته للوصول الى الحقيقة، فإن رأيناه كذلك فإنه يحسن الدخول معه فى الحوار، وإلا فلا يحسن صرف لحظات العمر الغالية فى حوار الجهلاء. تحياتي | التوقيع | هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب | |
| |