2011-04-15, 15:28
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | تنظير طموح وإكراهات ميدانية | تنظير طموح وإكراهات ميدانية يتضح أن للمذكرة 204 ارتباطا وثيقا ببيداغوجيا الإدماج، وكل فهم لهذه الوثيقة القانونية كآلية لتحقيق أهداف التي أتت بها بعض مشاريع البرنامج الاستعجالي، يقتضي الإلمام ببعض المفاهيم والأسس التي بني عليه المشروع وبيداغوجيا الإدماج وتصميمها والتمفصلات التي تتحكم فيها، فكل الآليات والدعامات التي وضعتها الوزارة لتنزيل البرنامج ومقاربة التدريس بالكفايات تصب في تقليص نسبة الهدر المدرسي والتكرار إلى أقل من 2 في المائة، مع ضمان انتقال التلاميذ بمعدلات حقيقية، وهو ما يؤدي إلى تحقيق جودة المنتوج التربوي عن طريق رفع مستوى المتعلمين.
وسعيا منها إلى تحقيق الأهداف المرسومة، دخلت المذكرة رقم 204 المنظمة لعملية التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي حيز التنفيذ ابتداء من الموسم الحالي، وتعتمد في تقويم نهاية السنة الدراسية بجميع المستويات، بما فيها الامتحان الموحد الإقليمي لنيل الشهادة الابتدائية.
ولتحقيق الأهداف التي رسمها واضعو هذه المذكرة، يشترط أن تكون الأخيرة قابلة للتنفيذ، واضحة المقاصد، معطياتها دقيقة غير قابلة للتأويل، مفهومة ومستوعبة من طرف من أوكل المشرع إليهم أمر تنفيذها. فهل شروط التطبيق متوفرة؟
وتختلف أوجه تطبيق مضامين المذكرة الوزارية 204 باختلاف الأقسام الدراسية المستهدفة، والتي قسمتها إلى مستويات فردية تضم الأول والثالث والخامس، ومزدوجة تتكون من المستويين الثاني والرابع، وأخرى نهائية مزدوجة تهم القسم السادس. كما رسمت مكونات المراقبة المستمرة والفروض المحلية الموحدة والامتحان الموحد المحلي والإقليمي.
ولتحقيق مبدأ الإنصاف والتكافؤ، منحت المذكرة 204 للمتعلمين أربع فرص للنجاح، تختلف مكوناتها باختلاف المستويات التي ينتمون إليها، وزعتهم حسب الفرصة التي حققوا نجاحهم فيها إلى أربع مجموعات: “أ-1” و” أ-2” و”ب-1” و” ب-2 “
فبالنسبة إلى المستويات الفردية، اشترطت انتقال التلاميذ من قسم إلى آخر أعلى، نجاحهم في إحدى الفرص الأربع التي منحت لهم، وأوجبت حصولهم على الحد الأدنى للتحكم من خلال تقويم الكفايات من صنف”أ” في المرحلة الرابعة من السنة الدراسية، وصنفتهم ضمن المجموعة الأولى”أ – 1” وهذا خلال الفرصة الأولى.
وحددت المذكرة الوزارية الفرصة الرابعة، وجعلت انتقال المتعلم مقرونا بحصوله على المعدل في جميع نقط المراقبة المستمرة وفي تقويم الموارد طيلة السنة الدراسية، وفي تقويم كفايات المرحلتين الثالثة والرابعة من الصنفين “أ” و”ب” وصنفت الناجحين وفق هذه الفرصة ضمن المجموعة ويصنف المتعلمون المنتمون للمجموعة “ب - 2 “
وينتقل المتعلمون الذين لم ينجحوا خلال الفرص الأربع يستوفوا إلى المستوى الأعلى ويستفيدون من حصص الدعم والمعالجة المناسبة لسد تعثراتهم، لتمكينهم من مسايرة الدراسة.
ومن خلال ما سبق يتضح اهتمام المشرع بتخفيض نسبة التكرار، واعتماد التقويم المعياري والتحكم في الحد الأدنى وامتلاك الكفايات المستهدفة، وهذا طموح مشروع وهدف نبيل، لكن في المقابل يحق لكل مهتم أن يتساءل عن مدى استيعاب المدرسين والمديرين ومعهم بعض المفتشين لآليات تطبيق المذكرة ودعامات البرنامج الاستعجالي والتدريس بالكفايات كإطار منهجي لبيداغوجيا الإدماج، وهل أتت الدورات التكوينية ثمارها في الميدان؟ أم أن واقع الحال يجعل التفكير في دورات تكوينية تكميلية توضيحية، كفيلة بتذليل الصعوبات التي أفرزتها الممارسة الفصلية؟
فمن خلال الزيارات الصفية التي تقوم بها هيأة التأطير والمراقبة المستمرة، تبين أن جل الأساتذة اعتمدوا عند صياغة التخطيط المرحلي على مضامين واردة بالكتب المدرسية المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية، بدل اعتمادهم على الكفايات المنيبة في الدلائل الإدماج وترجمتها إلى أهداف يبحث عنها في المكتب المدرسية، وبالتالي فالعملية الصحيحة تجعل الانطلاقة من الكفايات المبينة على هذه الدلائل، والبحث عن الموارد التي تخدمها في الكتاب المدرسي وليس العكس.
إن سوء فهم هذا الإجراء ينعكس بالسلب على تطبيق المذكرة 204، وبسببه قد يفاجأ تلاميذ المستويات السادسة( الإشهادية) بوضعيات تقتضي امتلاك موارد لم يتسن للأستاذ تقديمها لهم في حينها من جهة، وأثر على عملية التقويم خلال المرحلة المرحلتين الثالثة والرابعة، لأن التقويم خلال أسابيع الإدماج، لم يرتكز على أسس صحيحة، وجعل أحيانا التلاميذ أمام وضعيات تقتضي امتلاك موارد لم يتسن للأستاذ تقديمها لهم في حينها بسبب اللبس المذكور.
ومن الإكراهات التي تنتظر تطبيق المذكرة 204، مدى استعداد الأساتذة لتفريغ نتائج التقويم في دفاتر التتبع الفردي للمتعلمين، وبرمجة دورات تكوينية تتعلق بالوثيقة التشريعية المتشعبة. وهو ما يتحتم معه تبسيط مضامينها وإخضاعها للتجريب، والتقويم قبل التطبيق، ضمانا لمبدأ الإنصاف. عبد السلام بلعرج (تازة) الصباح التربوي 14/4/2011 | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=370739 |
| |