2011-04-15, 22:16
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: لك حرية التفكير لا حرية التعبير |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صادقي
حين يأسرُك الوهم فتظن أنك تمتلك الحقيقة التي لا يملكها غيرك، يصير كل الناس أعداءك. هم أعداء لأنهم لا يفكرون مثلما تفكر. وهل تلبَّسوا بذنب أكثر من تفكير على نحو مخالف؟ لكن الناس سيشهدون عليك بالاستبداد، وسيقولون عنك إنك لا تريد أن يرى الناس غير ما تريد. فما ستفعل؟ لن يعوزك الحل. ستبدع طريقة طريفة تنصح الجميع بلزومها: لك الحق في التفكير كما تريد، لكن عبِّر كما أريد! لستُ أدري إن كان هذا الأمر ممكنا. لكن ما أتيقنُه بوضوح أن السياسي يمارس مع غريمه السياسي ذلك النهج المخجل. وهل يُمارِس ذلكم الأسلوبَ إلا الضعفاء؟ لكن غرابتي من الكاتب حين يواجه الكاتب بالأسلوب نفسه. ويتعامل الصحافي مع زميل المهنة بالنهج نفسه. ويجور المبدع على المبدع سالكا السبيل ذاته. أليس ذلك غريبا حقا؟ فإذا لم يؤمن هؤلاء بالحرية، فمن سيحضنها إذن؟ ومن يهيم بحبِّها؟ الأجمل حقا أن يُؤمن المبدع أن الحقيقة متعددة ، وأساليب التعبير عنها متنوعة .. وحين أصوغها أستحضر المقولة الجاحظية "المعاني مطروحة في الطريق"، لأنها توجهني إلى العناية بالنظم منبع السحر ومصدر الجمال وسر التأثير وأسر المتلقي .. لم أقتفي أثر السياسيين وأكثرهم متلونون ، وأغلبهم حربائي حتى مع ذاته ؟ لم لا أكون مبدعا يمارس حريته ويعشق ممارسة الآخرين لحريتهم الفكرية والتعبيرية ؟ لم لا أقتفي أثر الإعلاميين الرساليين الفنانين المعتنقين لعقيدة التنوع والتعدد نهجا وأسلوبا ؟؟ أليست تقنية "التوليد بدون ألم" من التقنيات التي يمكن أن تفيدني في جعل الآخر يتناغم معي حين أضطر لإقناعه بدعم رأيي القابل للخطإ على الدوام لما اكون في مسيس الحاجة لسنده الفكري ، ولم لا التعبيري ؟ أليس مالك الحقيقة المطلقة هو الخالق وحده ؟ تقديري واحترامي أستاذ عبد الرحيم صادقي | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |