2011-03-30, 23:47
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | سعادة غامرة | علمتني الحلزونة أن أتقوقع .وأن أخلو مع نفسي للراحة.وأن أرتب أوراقي ,وأن أنفض الغبار عن مهجتي .أذكر أنني في أحد ليالي دجنبر الباردة,تقوقعت داخل نفسي لأستجلي مكامنها,وأجول بين ثناياها,فذهلت لما وجدتها كثيرة المنعرجات والالتواءات والنتوءات ,كانت مثل متاهة كبيرة,يسيطر عليها ظلام دامس.شمرت على ساعدي ,ونفضت عنها الغبار العالق بها منذ زمن بعيد,وأشعلت لها شموعا,وعطرتها بعبير الريحان والجلنار,والبخور المكاوي الآتي من الديار المقدسة حيث يرقد جثمان حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم,وأشعلت بعض أعواد الند والعود القماري,ولم يفتني أن أرش أرجاءها بماء الزهر ,وروح المسك والعنبر.وناجيت نفسي طالبا منها الصفح عني ,لإهمالي الشديد لها طيلة عقود خلت.ووعدتها أن أبقى وفيا لها خلال ماتبقى من عمري.وصليت ركعتين حمدا وشكرا لله,واستغفرتُه سبحانه وتعالى ,عساه يسامحني ,ويغفر لي ذنوبي,ماتقدم منها وماتأخر. عانقت نفسي ,وعانقتني بدورها ,ودموع الفرح تنهمر على خدي.وكم كانت دهشتي كبيرة عندما أخبرتني أنها راضية عني,وتتمنى لي حياة سعيدة.خرجت من قوقعتي بعد توديع نفسي وداعا حارا,واعدا إياها بلقاء قريب,وأنا أركض في جميع الاتجاهات ,فرحا ونشوة بصنيعي.واندهشت لما أحسستني خفيفا ومرحا, ومرتاح البال والضمير.وأكثر من هذا كله ,أحسست أنني غذوت سعيدا,وأدركت أن نفسي لما رضيت عني,وصفحت,وصفا خاطري,منحتني السعادة التي كنت أجري وراءها لاهثا طيلة عقود خلت,والغريب أنها ليست إلا داخلي وأنا عنها غافل. عجبي من هذه الحياة عجبي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=362618 التوقيع | أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة | آخر تعديل ابو العز يوم 2011-03-31 في 01:32. |
| |