منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - المبحث الثاني من الفصل الأول بقلم بلابل السلام

- الكتاب التفاعلي (https://www.profvb.com/vb/f244.html)

المبحث الثاني من الفصل الأول بقلم بلابل السلام

المبحث الثاني :

دوافع التميز

أ- تعريف الدافع :ـ

إن السلوك البشري لا يتولد من فراغ ، بل هو نتاج طبيعي لمجموعة من المحركات الذاتية والخارجية التي يصطلح على تسميتها بالدوافع ، والتي يمكن أن تساهم في تحقيق التقدم في بعض المجالات وتدفع للعطاء والعمل .
وقبل الخوض في الحديث عن دوافع التميز وأسبابه ، نقف وقفة تعريفية مع مصطلح الدافع .
فقد عرفه الدكتور صلاح عبدالسميع عبد الرازق بأنه " ما يدفع الإنسان إلى القيام بتصرف ما، فهو حالة داخلية تحرك السلوك وتوجهه." ويرى الأستاذ عبد الكريم غريب في معجمه أن الدافعية " قوة تدفع الفردلأن يقوم بسلوك قصد إشباع حاجة أو تحقيق هدف. كما أنها مجموع القوى التي تدفع الفرد نحو هدف معين وتحدد تصرفاته." 1
ويشير الأستاذ غريب إلى أن للحوافز مكونان أساسيان: مكون دينامي يكمن في إثارة النشاط والمحافظة على استمراريته، ومكون توجيهي أو موجهيتمثل في كون النشاط المثار يتجه نحو أهداف معينة.
فأي نشاط يقوم به الفرد لا يبدأ ولا يستمر دون وجود دافع، فمثلا الأطفال مدفوعون للبحث عن المكافأة وتجنب العقوبة، والحافز يمكن أن يكون مكافأة مادية أو معنوية. ويعتمدالأطفال في البداية على الوالدين للحصول على المحبة وغير ذلك من المكافآت، وهم يبحثون عن الاهتمام والثناء لما ينجزونه من أعمال، ثم يظهر لديهم التقييم الذاتي"أي الاستقلال "
فيعتمدون على أنفسهم في تقييم مدى نجاحهم في أداء المهمات. ويحكم الأطفال على أدائهم تبعاً لمعايير معينة أو لتوقعات الآخرين، فيشعرون بالنجاح أو عدم النجاح.
وكبار الأطفال يستجيبون للمنطق فيما يتعلق بتوضيح أهمية التعليم لهم، فالتعليم مهم لأنه يساعدك في التعامل مع العالم وفي الحصول على عمل جيد ما. انمن الممتع أن توسع دائرة معلوماتك ومن الدوافع العامة للتعلم الحرص على مرضاة الوالدين والمعلمين ، فإذا كان لدى الطفل اعتقاد " أنني استمتع بأن يكون عملي جيداًفي المدرسة، لذا سوف أبذل جهدي " فإن هذا الاعتقاد يعمل كدافع لسلوكه. وهناك دافع عام آخر للتعلم هو الوصول إلى الكفاءة والتفوق فيما يتعلق بالتعامل مع متطلبات البيئة.

...........................................

1- : " المنهل التربوي" ( صفحة 651)

رد: المبحث الثاني من الفصل الأول بقلم بلابل السلام

ب- دوافع التميز

يمكن تحديد أهم دوافع التميز فيما يلي :
أ - الدوافع الذاتية الداخلية:
*منها الحماس في تحقيق الأهداف الشخصية. وهو شعلة وضاءة لا ينبغي أن تخبو بداخل كل ساع للتميز ، بل يجب أن تكون دافعا نحو العمل والسعي وراء تحقيق الأهداف والنجاح دون تكاسل ولا تخاذل.
* الحصول على رضا النفس وجعلها تكتسب ثقة أكبر في قدراتها
* الرغبة في التحدي والاندفاع نحوتحقيق الأهداف مع إيجابية تامة في التعامل مع الآخرين
*الوصول إلى الأهداف و الغايات بطريقة أسرع

*تجريب أكثر من مجال للعمل

* المرونة في التفكير وزيادة النشاط

* احترام الذات والرغبة في تحقيق الاستقلال في عدد من الجوانب منها ( التفكير ـ إصدار الحكم ـ التفرد ـ النظرة الخاصة ـ القيادة ) .
ب- الدوافع البيئية الخارجية:
*التصدي للمشكلات العامة و الخاصة

*الحاجة إلى الحيوية و النمو

*الحاجة إلى التقدم و الازدهار

* صنع الأحداث و مجاراة الزمن السريع التغير

ج- دوافع مادية و معنوية:

*الحصول على مكافآت مالية

* الحصول على التقدير و الثناء و السمعة الحسنة و الشهرة

* الحصول على مرتبة وظيفية مرموقة

* الحصول على درجة علمية راقية

* الحصول على رضا الناس

* خدمة الأمة و الوطن

د- دوافع خاصة بالعمل الإبداعي:

الرغبة الشديدة في إيجادالفكرة و الحصول عليها

(

أي عملية العصف الذهني )

و قبل كل هذه الدوافع:

الرغبة في الحصول على رضا الله و الفوز بجنته و النجاة من عقابه. 2
.................................................. ......................

2 - المصدر : مبادئالإبداع ( للمؤلفانطارق السويدانومحمد العدلوني)

رد: المبحث الثاني من الفصل الأول بقلم بلابل السلام

ومن بديع ما روي في هذا الإطار أن شابا ذهب لحكيم في الصين ليتعلم منه سر النجاح ،وسأله ما هو سر النجاح ؟؟
فأجاب الحكيم بهدوء : الدوافع ( الإرادة نحو تحقيق الهدف)
فسأله الشاب : ومن أين تأتي هذه الدوافع ؟؟
فرد الحكيم : من رغباتك المشتعلة !!!
فسأل الشاب باستغراب كيف ؟؟؟!!!
فاستأذن الحكيم من الشاب وعاد إليه بعد دقائق حاملاً وعاءً به ماء ،فسأل الحكيم الشاب : هل أنت متأكد من أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة ؟؟
فأجاب الشاب : طبعاً
فطلب الحكيم من الشاب أن يقترب من الماء وينظر فيه ، ففعل الشاب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل الماء!!!ومرت عدة ثوان لم يتحرك الشاب ، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه ولما شعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدةحتى نجح في تخليص نفسه.....
وسأل الشاب : ماهذا الذي فعلته ؟؟
فرد الحكيم :ما الذي تعلمته من التجربة؟؟
فرد الشاب : لم أتعلم شيئاً !!
فقال الحكيم : بل تعلمت ففي الدقائق الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية ، وبعد ذلك كنت راغباً في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث دوافعك لم تكن وصلت لأعلى درجاتها ..وأخيراً أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك ، وعندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة تستطيع إيقاف رغبتك المشتعلة!!!

نفهم من هذاأن الرغبة هي القاعدة الأولى للنجاح وأن سر النجاح هو وجود هذه الرغبة المشتعلة .
فينبغي إذن أن تتولد بداخل كل منا نحن أعضاء هيئة التدريس رغبة أكيدة للتميز والخروج من هذه الدائرة المظلمة التي فرضتها علينا ظروف العمل بشتى تمظهراتها، ونكسر حاجز اللامبالاة بالواقع والاكتفاء بدور المندد الخائف من المبادرة . ونسعى جاهدين للتغيير المنشود ومطمحنا الأول والأخير
أن تميزنا لن ينجب إلا نشأ متميزا يخدم وطنا متميزا وأمة متميزة .