الثوريات المُضحكات المُبكيات: يوم 28/03/11. مواطن العالم د. محمد كشكار

1
بعد مُضِيِّ 59 سنة من عمري، أول مرة أشعر فيها بالأبوّة الحقيقية عندما التصقت بابني البالغ من العمر 9 سنوات أثناء إصابته بحمّى وصلت 41 درجة. من حسن حظه و حظي، كنت في عطلة و متخاصم مع جل الأصدقاء من جرّاء الثورة. كنت أنام جنبه ليلا نهارا، أراقب حرارته و أحاول التخفيف منها بواسطة كمّادات باردة على الجبين. تخفيض نصف درجة من سخونته يفوق عندي كل ثورات العرب ! بعد هذه التجربة، عرفت لماذا يعشق الابن أمه أكثر من أبيه.
2
على سبيل الفذلكة المخلوطة بالجد ، أقترح على النشطاء السياسيين الأحرار المستقلين تكوين حزب، نسميه بالفصحى "حزب النقّاد التونسيين" و أنا أحد المتطفلين على ممارسة النقد الاجتماعي لكن أحمل شهادة أكاديمية في مجال نقد المعرفة. لا يطمح هذا الحزب في الوصول إلى السلطة و لو بعد ألف عام بل تنحصر مهمته في نقد برامج و أداء أحزاب المعارضة و أحزاب الموالاة و نقد التصورات غير العلمية في المجتمع التونسي. كل عام يتبرع بأصوات منتسبيه إلى الحزب الذي يستفيد أكثر من النقد
3
Je dois présenter à l’avance mes excuses aux révolutionnaires libyens sincères, si mon point de vue leur paraît un peu sévère et critique : Il parait que et je crains fort qu’une pièce de théâtre surréaliste, grandeur nature, est en train de se jouer devant nos yeux en Lybie. Les principaux rôles sont joués par deux imposteurs professionnels, amis de longue date, Gaddafi et l’alliance américano-européenne. Le rôle de figurant est octroyé par cette dernière aux révolutionnaires libyens amateurs. Les avions de l’alliance bombardent l’artillerie libyenne et obligent l’armée de Gaddafi de se retirer d’Ajdabia, Elbrigua et Ras Nanouf. Les partisans compatriotes viennent ensuite occuper les trois villes libérées en scandant le signe de la victoire et en tirant des rafales dans l’air, croyant à tort qu’ils ont eux-mêmes chassé leurs ennemis gaddafistes. A la fin du festival, les principaux acteurs seront bien rémunérés, Gaddafi par l’exil à un paradis américano-latin et les occidentaux par des fleuves de miel noir. Les pauvres comparses resteront pauvres et comparses tant que les rapaces humains occidentaux règnent sur cette planète terre et volent nos ressources énergétiques fossiles
4
في حرب الخليج الثانية 2003، كان جل المتظاهرين المثقفين التونسيين يرفعون شعارات مساندة لصدام حسين و منددة بالعدوان الأمريكي على دولة عربية. كنت في تلك الفترة يتيما وحيدا أندّد في الوقت نفسه بالطاغيتين صدام و بوش. اليوم حرب ليبيا 2011 ، انقلبت المفاهيم و تبدلت المقاييس و أصبح المثقفون يساندون التدخل العسكري الأمريكي الأوروبي و ينددون بالزعيم القومي العربي القذافي. أما أنا فلا زلت مرابطا على نفس الخط، خط نبذ الاستبداد مهما كانت جنسيته أو قوميته و أدين و بشدة ديكتاتورية القذافي و أقف و بكل وضوح ضد التدخل الأجنبي الطمّاع في بترولنا و المتستر بحماية المدنيين. لماذا لم يحم المدنيين في غزة و الضفة الغربية؟ لماذا لم يحم المدنيين في البحرين؟ بل عزز جهاز القمع البحريني بـ2500 جندي سعودي لقمع انتفاضة البحرينيين السلمية. لقد استبد نظام صدام و القذافي و فرعَنَا على شعبيهما بواسطة أفضل أنواع أسلحة القمع المصنوعة في الغرب. في الأمس القريب، كان القذافي يقيم خيمته في باريس و يأتيه رؤساء أوروبا صاغرين متملقين استثمارات بترولية، تملّقٌ وصل إلى درجة الإسفاف و التفاهة عندما باس برلسكوني الوزير الأول الإيطالي يد مروّج و متعاطي المخدرات القذافي. أمّم صدام و القذافي البترول. هلّلنا و صفقنا و رقصنا فرحا ظنا منا أن نفطنا رجع إلينا. رجع ريع النفط بالكامل للحاكم الذي أممه فاشترى به سلاحا غربيا هاجم به جارا مسلما، إيران و اتشاد. بترولنا مسروق في الحالتين، من الغرب أو من حكامنا الوطنيين. لم يغفر الغرب لصدام و القذافي قرار التأميم، انتقم من الأول في 2003 و ها هو ينفذ حكم الإعدام في الثاني في 2011. قالها القذافي صراحة متوجها للشعب الليبي: هل عرضتم حياتكم للخطر من أجل النفط حتى تطالبون بحقكم في ريعه؟ أنا قمت بانقلاب مغامرة، كدت أفقد فيه حيلتي، إذن أنا الوحيد المؤهل لتقسيم هذه الثروة، أمنّ بها على من أشاء دون رقيب أو حسيب. بقيت العراق و ليبيا أغني دولتين نفطيتين في العالم يسكنهما شعبان من أفقر شعوب العالم، أفقر حتى من تونس الدولة غير النفطية. أميّة تصل إلى الخمسين بالمائة، بنية تحتية متهرئة من طرقات و قناطر و مطارات، تغطية صحية شبه مفقودة، مستشفيات مهجورة من الأطباء الأكفاء، سجناء الرأي بالآلاف و غيرها من مظاهر التخلف

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي