حينما يعير الأستاذ بمعيار النقطة!!!

جرت العادة أن يقوم أولياء التلاميذ مدرسي أبنائهم اعتمادا على عطائهم ونشاطهم وديناميتهم داخل الفصل الدراسي، لكن ما لاحظته بمدينة اليوسفية منذ التحاقي للعمل بها في مستهل السنة الدراسية الماضية يجري عكس التيار عند بعض الآباء الذين يقاطعون الأساتذة ويخاصمونهم لمجرد أن أبناءهم حصلوا على نقطة متدنية، بيد أن ما وقع لي يوم الاثنين الماضي صباحا مع والد تلميذ يدرس عندي بمستوى السنة الثانية ثانوي إعدادي بهذا الصدد فوق التوقعات، إذ اقتحم الرجل علي حجرة الدرس وانهال على شخصي سبا وشتما أمام أنظار التلاميذ لا لشيء إلا لأنني منحت ابنه حسب تعبيره نقطة واحد على عشرين في الأسدوس الأول في مادة اللغة العربية التي أدرسها، مناديا على ابنه بمغادرة القسم والمؤسسة"الكحلة" كما قال، ليفاجأ المسكين بأن ابنه متغيب عن الحصة.
واستشعارا مني لحالته النفسية كأب حاولت أن أهدئ من روعه، وأن أشرح له بهدوء ـ غير عابئ بسبه وشتمه ـ بأن الأستاذ لا يمنح النقط ، ونقطة التلميذ هي حصيلة عمله، ودعوته إلى طرق باب الحراسة العامة للاطلاع على ورقتي الفرضين المحروسين الذين أجراهما ابنه في الأسدوس الأول ، وعلى أيام غيابه الكثيرة عن المؤسسة، وذكرته بمعدله العام الذي لا يتجاوز خمسة على عشرين، ورغم ذلك لم أفلح في "كبح جماعه"، ليستمر في غيه بالسب والشتم داخل الفصل وفي ساحة المؤسسة وفي مكتب المدير، مما اضطرنا إلى الاتصال بمفوضية الشرطة، وإنجاز محضر حول الواقعة.
الرجل يتوسل الآن ويطلب مني التنازل عن حقي في متابعته على اعتبار أنه كان متوترا ولم يع ما كان يقول، وأنا أصر على متابعته أمام القضاء ردا لكرامتي التي أهضرها أمام زملائي وتلاميذي.

ألا أدلكم أخي على خير من ذلكم؟
يوم القيامة ستغيب ما تسمى بالشخصية والكرامة و لا يبق إلا رجاء عفو الله.
أنت تقدر الآن أن تجره في المحاكم وستربح شهرين حبسا سيقضيهما وراء القضبان،
ستربح؟؟ ما لا يفيد في الآخرة .. وما سيضر لا محالة أسرة قد يتوارى عنها معيلها لمدة..
لكن أن تربح عفو الله يوم القيامة هو أكبر..
وأن تربح نظرة منه حانية ورحمة في الدنيا تكسوك في لحظة احتياج
أجل في لحظة احتياج فينظر إليك (القدير) بقدرته ويصرف لك جنودا من عنده..!
جل أخي بنظرتك في رهبة السماوات، فلا شك ستحس برب السماوات
ستحس برحمته التي لا حدود لها.. فتدرك أننا نخوض ونلعب

طبت حبيبي وطابت خطاك إلى مسلك العفو والإعراض عن الجاهلين
الفقير إلى عفو الله
نورالدين مشاط