2011-03-06, 12:23
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الأنـــــــــاقة | (أنكر أحدهم على أبي الحسن الشاذلي رحمه الله جمالهيئته ، وكان هذا الرجل ذا رثاثة ، فقال له أبو الحسن هيئتي تقول الحمدلله ، وهيئتكم تقول أعطوني من دنياكم ). إن الأناقة في غير سرف والتجمّل فيغير تصنع وتزويق ، والعناية بالهيئة والشكل بعد إحسان الجوهر من الأمور التي يجب المحافظة عليها ومداومة تعهّدها ، خاصة للقدوات من الناس ، ومنسار على دربهم ممن يحمل مشروعا حضاريا ، ويسعى للتمكين له وإيصاله إلى كلموقع ، وترغيب الناس بشرائحهم المختلفة فيه . وقد يخلط البعض بين التأنّقوبين الكبر والخيلاء ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْكَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). قَالَ رَجُلٌ إِنَّالرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً،قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُالْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)(صحيح مسلم ). فالكبر هو رد الحق وإزدراء الناسوإحتقارهم ، ولاعلاقة له بحسن التهندم والمظهر الحسن ، إلا إذا تم قصد ذلكتحديدا لقوله صلى الله عليه و سلم : ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوبمذلّة يوم القيامة )،و كما قال أيضا صلى الله عليه و سلم : ( من جرّ ثوبهخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة )(متفق عليه) ، وماعدا ذلك فإن فيالأمر فسحة وسعة. أمّا أن يتصور البعض أن للإسلام زي معين ويعتبر التقيّدبه من مستلزمات التعبّد ، فهذا من الخطأ ، لأن قضية اللباس والأزياء تتحكمفيها الأعراف والبيئات ، والزي الإسلامي في الحقيقة هو ضوابط وقواعد شرعيةعامة ، فكل لباس تقيد بهذه الضوابط وأحترم هذه القواعد فنعمّا هو ، وكللباس يبتعد وينحرف عنها فإنّه لايوصف بالوصف آنف الذكر ، أمّا التضييق علىالناس وحصرهم في أشكال معينة دون مراعاة البيئات والأعراف والأمزجةالمختلفة ، فهو تحجير الواسع ومجانبة الذوق السليم ، ويتنافى وعالميةالإسلام ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا واشربوا والبسواوتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة)(البخاري). فالله عز وجل إذا أنعم على عبدنعمة يحبّ أن يرى أثرها على عبده ، روى النسائي : (أن رجلا جاء إلى النبيصلى الله عليه وسلم وعليه ثوب دون ، فقال له : ألك مال؟ قال : نعم ، قال :من أي المال ؟ قال : من كل المال قد أعطاني الله تعالى ، قال : فاذا أتاكالله مالا" فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته). والأناقـة في الواقع لاتقتصرعلى اللباس بل تتعداه إلى نقاوة البدن وطهارته ، ووضاءة الوجه وترجيل الشعروطيب الريح، روى الإمام مالك في الموطأ : (أن رجلا جاء النبي صلى الله عليهو سلم ثائر اللحية و الرأس ، فأشار إليه الرسول صلى الله عليه و سلم كأنهيأمره بإصلاح شعره ففعل، ثم رجع، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: (أليسهذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان). لتشمل كذلك البيتوأثاثه وطرق ترتيبه ، إلى مكان العمل إلى السيارة إلى فن التعامل معالآخرين وهلم جرّا ، فالله جميل يحب الجمال . فحقيقة الأناقة التحلّيبالروح الجمالية وبسط ظلالها على كل حياتنا ، وعين الأناقة ماجاء في الحديثالنبوي : إنكم قادمون على إخوانكم ، فأصلحوا رحالكم , وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس, فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش)( رواه أبوداود وأحمد والحاكم).
.جمال زواري أحمد. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=350702 التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |