2011-03-03, 20:51
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: لماذا الثورة؟؟؟ | الاخت نجلاء تحية طيبة
عندما كان أبناء الشعب المغربي يخرجون بمئات الآلاف في مختلف مدن المملكة احتجاجا على المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني أو العراقي ، و ينددون بصمت مسؤوليهم ، بل و تواطئهم في كثير من الاحيان ضدا على قضايا الأمة المصيرية، كان يخرج من يستنكر عليهم هذا الاهتمام "المبالغ" فيه بقضايا الآخرين في حين أن قضايا الوطن و المواطنين أولى بالاهتمام كما يقولون!
حرروا سبتة و مليلية ! و استرجعوا صحراءكم قبل أن تفكروا في تحرير بلاد الآخرين !
أطفال أنفكو و مشردي المغرب أولى بتعاطفكم و دعمكم من أبناء غزة ! هذه قلة و طنية و تنكر للوطن !
هذه بعض من استهجانات المعترضين على تضامننا مع قضايا أمتنا
الآن، و نحن أمام ثلة من أبناء الوطن الذين هّبوا دفاعا عن قضايا الناس في هذا البلد الحبيب من حرية و كرامة و ديمقراطية ، و مساواة امام القانون ، و محاربة الفساد و المفسدين ... مدعومين في ذلك بمجموعة من الهيئات و الحساسيات السياسية و الجمعوية فإننا لم نعدم من يخرج علينا أيضا معترضا بدعوى أنانية هؤلاء المحتجين الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم و مطالبهم الوضيعة (العيش الكريم، دمقرطة قراراتهم النرجسية) تاركين وراءهم مهمات الأمور من نصرة فلسطين و القرآن الكريم أو الوقوف بجانب حاكم عربي قتله الكفار!...
هذا المنطق ذكرني حقيقة بتلك القصة الطريفة التي يحكونها عن جحا و ابنه و الحمار عندما تقلب جحا و ابنه في جميع الأدوار الممكنة في ركوبهم للحمار دون أن يشفع لهم أي وضع من الاوضاع في كف ألسنة الناس عنهم !
هل تعلمين يا أختي بأن جل هؤلاء المتظاهرين المطالبين بإصلاح الأوضاع في بلادنا المغرب هم أنفسهم الذين تبح أصواتهم نصرة لقضايا الامة في مختلف المحافل و التظاهرات؟
أما القاعدون ، فهم دائما كذلك سواء هنا أو هناك !
تقولين أختي : لم نتحرك
لم نصرخ
الا حين دفعتنا رغبتنا الأنانية في تحسين أوضاعنا و دمقرطة قرارتنا النرجسية هل أصبح طموح الإنسان إلى تحسين أوضاعه مجرد أنانية. هكذا !
هل أصبحت المطالبة بالديمقراطية مجرد رغبة في تسييد قراراتنا النرجسية !?
حسنا ، أليس في أسوء الاحوال ديمقراطية تعكس قرارات الجميع "النرجسية" خير من استبداد وسخ يفرض أنانية شخص واحد على شعب بأكمله !
ثم ما معنى أن تتحق الديمقراطية ؟
إنه أن يمتلك الشعب حقه في تقرير مصيره بعيدا عن وصاية أي مستبد في الداخل أو الخارج
أن تستقل الأمة بقرارها السياسي و الاقتصادي و التربوي و الاعلامي ...
أليس نحن تبع للغرب و سياساته لأننا محكومون بأنظمة استبدادية تستمد مشروعيتها من رضا هذا الغرب أكثر مما تستمدها من أبناء شعبها!?
أليس احقاق الديمقراطية ، و ارجاع السلطة إلى الشعب ليحكم نفسه بنفسه هو أول الطريق في التحرر من التبعية للآخر ، و فرض أنفسنا امام العالم كأمة لها سيادة و عزة و كرامة ؟
أليس التحرر الداخلي لكل الشعوب العربية و الاسلامية هو وحده الكفيل بخلخلة موازين القوى في المنطقة بما يخدم القضية الفلسطينية و يشدد الخناق على الكيان الصهيوني ؟
أليست اسرائيل تفعل ما تشاء لأن هناك أنظمة عربية متواطئة تتلقى الفتاوى من امريكا و تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل من تحت الطاولة!
أليس إذن اكبر خاسر مما يموج من حراك في العالم العربي هو الغرب عموما و اسرائيل و حليفتها امريكا على وجه الخصوص !
فلماذا كل هذا الاستهجان من مطالب التغيير و الإصلاح إذن ؟ | التوقيع | العوام هم قوت المستبد وقوته بهم عليهم يصول وبهم على غيرهم يطول . يأسرهم فيهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقاء الحياة، ويهينهم فيثنون على رفعته ويغرى بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف بأموالهم يقولون عنه أنه كريم وإذا قتل ولم يمثل يعتبرونه رحيما، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه حذر التأديب، وإن نقم عليهم بعض الأباة قاتلوهم كأنهم بغاة . عبد الرحمن الكواكبي | آخر تعديل واصل بن عطاء يوم 2011-03-03 في 20:55. |
| |