واشنطن في مواجهة الغضب التونسي. ترجمة مواطن العالم د. محمد كشكار

في يوم 23 جانفي 2011 و من بيروت، كتب المحلّل السياسي الفرنسي "تيري ميسان" ما يلي و سأترجم بعض الفقرات المهمة من مقاله حسب رأيي بطبيعة الحال

1. التمرّد
- يوم 30 ديسمبر 2010، تحدّت قناة نسمة التلفزية التي تبث من تونس العاصمة نظام بن علي و أذاعت "ريبورتاجات" حول أعمال الشغب في الشارع التونسي و نظمت حوارا حول الحاجة الماسة إلى التحول الديمقراطي في تونس. مع العلم أن ملكية هذه القناة ترجع إلى مجموعة اقتصادية إيطالية – تونسية لطارق بن عمار، صهر وزير الصناعة الفرنسي، و لرئيس وزراء إيطاليا الحالي "سيلفيو برلسكوني
- في نفس الوقت، أُرسِلَ خبراء أمريكيون و ألمان و صرب لترشيد الانتفاضة. و هم من فرضوا بعض شعارات المظاهرات مثل شعار: "بن علي، ارحل
- اخترق سِرْب المخابرات الأمريكية المتخفي وراء الاسم المستعار "أنونيموس" بعض المواقع الرسمية التونسية و ثبتوا فيها رسالة تهديد مكتوبة بالأنڤليزية

2. الانتفاضة
- واصل التونسيون عفويا تحدي نظام بن علي و نزلوا بقوة إلى الشوارع و أحرقوا جميع مراكز الأمن بالجمهورية التونسية و أحرقوا أيضا، مضحّين بدمائهم، المغازات الراجعة للعائلة المالكة الفاسدة
- في يوم 13 جانفي، رفض الجنرال رشيد عمار، رئيس أركان جيش البرّ التونسي تنفيذ أمر الرئيس المخلوع "بن علي" بإطلاق النار على المتظاهرين. اتصل قائد قاعدة "أفريكوم"، الجنرال "ويليام وارد" برشيد عمار و طلب منه أن يقول لـ"بن علي": "واشنطن تأمرك بالهروب
- ظهر شعار "ثورة الياسمين" متزامنا مع هروب "بن علي" مُعلنا حسب تخطيط المخابرات الأمريكية نهاية الانتفاظة و تكوين حكومة وحدة وطنية. لكن المثال التونسي يقول: "إلِّي يِحْسِبْ وَحْدُو يَفْضَلُّو" يعني يمكر الأمريكان و الشعب التونسي خير الماكرين و الحمد لله. لقد سبق و استعملت المخابرات الأمريكية شعار "ثورة الياسمين" خلال انقلاب 1987 الذي نصّب عميل المخابرات الأمريكية، "بن علي"، على أعلى هرم السلطة التونسية كرئيس دولة غير منتخب و لم يُنتخب من بعدُ طيلة 23 سنة، عمر عهده البائد من الطغيان و الغطرسة و الديكتاتورية
- اكتشف التونسيون بذكاء و بسرعة البرق أن حكومة "الغنوشي"، الوزير الأول في عهد "بن علي" طيلة 11 سنة، تُمثل نظام بن علي دون بن علي
- بفضل المذكور أعلاه المنتج طارق بن عمار صاحب قناة نسمة، أصبحت المخرجة المغمورة مفيدة التلاتلي وزيرة للثقافة
- أما أحمد نجيب الشابي، عميل المنظمة المخابراتية الأمريكية المسماة " المنحة الوطنية للديمقراطية" فقد أصبح وزيرا للتنمية الجهوية
- و أما عن الشاب النكرة، المُدوّن المتمرّس بأساليب "أنونيموس" التابع لمعهد ألبرت أينشتاين المدعو سليم عمامو فقد عُيّن كاتب دولة للشباب و الرياضة
- بطبيعة الحال فإن سفارة أمريكا لم تطلب من الحزب الشيوعي الانضمام إلى ما يُسمى حكومة وحدة وطنية
- و على العكس هيئوا الظروف لرجوع راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة السلفي سابقا و الذي يدعو حديثا إلى تلاؤم الإسلام مع الديمقراطية و القريب منذ سنوات من الحزب الديمقراطي التقدمي، حزب صديقه و حليفه في حركة 18 أكتوبر، أحمد نجيب الشابي الاشتراكي الديمقراطي حاضرا و الماركسي سابقا. قد يوفّر هذا الثنائي الموالي للولايات المتحدة بديلا وهميا للتونسيين
- مرة أخرى انتفض التونسيون و عمّموا شعار: "التجمع الدستوري الديمقراطي، ارحل" و أطردوا المتواطئين مع النظام المخلوع من البلديات و من المؤسسات العامة و الخاصة

3. نحو الثورة
خلافا لما نشرته الصحافة الغربية، الانتفاضة لم تنتهي بعدُ و الثورة لم تبدأ بعدُ. من الواضح أن واشنطن لم ترتّب شيئا باستثناء الصحافيين الغربيين. نلاحظ أن الثورة اليوم أكثر عنفوانا مما كانت عليه في أواخر ديسمبر و لا تزال خارج نطاق السيطرة

ملاحظة
من أراد أن يقرأ المقال بالفرنسية في مصدره، فلينقر على الرابط التالي و السلام على الثورة التونسية
Washington face à la colère du peuple tunisien [Voltaire]