يوميات الثورة التونسية - المصرية: يوم1/02/11 . جزء 1. مواطن العالم د. محمد كشكار
1
لو لم تكن "ثورة مصر" سيناريو أمريكي بتنسيق مع الجيش المصري (مع عدم التشكيك في صدق الثوار المصريين) لاستفاد النظام المصري من أخطاء النظام التونسي و قام بالإجراءات التالية: 1. عدم إخلاء مراكز الأمن بل تعزيزها. 2. التنسيق بين الأمن و الجيش لإحكام القبضة الأمنية على السجون و حماية المؤسسات العمومية و الخاصة. 3. تجنّبا للانتفاضة: حل الحزب الوطني و إقالة الحكومة و حل البرلمان و الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكّرة
2
غيّرت "الحكومة - الحيّة" التونسية جلدها من نظام بن علي بحضور بن علي إلى النظام التونسي "الثوري" الجديد، نظام "بن علي - الطرابلسية" دون بن علي لكن مع طرابلسية متعددي الجنسيات. بلعت الحية "الأمريكية – التونسية" الثورة التونسية و أرجو أن لا تهضمها. أتمنى أن لا تُبلعَ الثورة المصرية من قبل "الحكومة - الحية - المباركة" حتى و لو استبدلت جلدها بجلد "أمريكي – إسرائيلي" مجسّم في نائب الرئيس، الحَنَشُ "عمر سليمان
3
عوضت ليبيا ضحايا عملياتها الإرهابية في "لوكربي": الأمريكي بـ27 مليون دولار و الفرنسي بـ1 مليون دولار (الأمريكي الواحد يساوي 27 فرنسي). عرضت حكومتنا المؤقتة مبلغ 20 ألف دينار تعويضا على كل شهيد (الدينار يساوي تقريبا دولار). يصبح حسابنا هو الآتي: الفرنسي الواحد يساوي 50 تونسي. الأمريكي الواحد يساوي ألف تونسي. ماذا ننتظر من حكومة "ثورية" تونسية تقوّم دم شهدائها بأبخس الأثمان. رفض الأهالي هذا المبلغ
4
كل ما زاد الإنسان شهائد علمية عليا، كلما ازداد جُبنه و خوفه على مكتسباته و مركزه "العلمي - الاجتماعي" أما أنا فعندي دكتورا و ليس لي مركزا علميا أخاف عليه، لذلك أحاول بكل ما أوتيت من جهد أن أقتل الجُبنَ المعشّشَ في داخلي بالتظاهر في الشارع و مواجهة البوليس و بالإصداع برأيي المعاكس للسائد في الأنترنات، فضاء الحرية التي منحته لنا التكنولوجيا الحديثة. يعتقد خطأ، الكثير من بني قومي أن الشهائد العلمية ضرورية لممارسة السياسة
5
لو كانت الشهائد الجامعية ضرورية لممارسة السياسية، لَمَا وقع إجماع تونسي و عربي و عالمي حول شخصية الزعيم النقابي العظيم الشهيد فرحات حشاد، شهيد الحرية و الوطن. لا يحمل هذا المجاهد الأكبر (و هو أَوْلَى بهذا اللقب الشرفي من الديكتاتور الحبيب بورقيبة) من الشهائد العلمية إلا الشهادة الابتدائية. لم يمنعه مستواه العلمي المتواضع جدا من الصدق في القول و الإخلاص في العمل و لا زالت قولته الشهيرة "أحبك يا شعب" ترن في آذان التونسيين أجمعين
6
لو كانت الشهائد الجامعية ضرورية لممارسة السياسية: وزير التربية الفرنسي في عهد "جيسكار ديستان" اجتاز امتحان الباكلوريا كمترشح حر و هو وزير و قد ساهم في تحسين التعليم الفرنسي. وزير خارجية النورفاج، مهندس اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين و الإسرائيليين (أنا أدينها)، مهنته الأصلية ساعي بريد. "ليش فاليزا" قائد نقابة تضامن التي قلبت النظام الشيوعي في بولونيا و الذي تولّى بعد الثورة رئاسة الجمهورية، مهنته الأصلية عامل مختص في الخراطة
7
يا مصريين: ماذا تنتظرون من جيشكم، جيش يتقاضى منحة سنوية من الولايات المتحدة الأمريكية و قدرها مليار و 300 مليون دولار.نحن نعرف أن مهمة الجيش الأولى هي الدفاع عن الوطن و المواطنين. هل دافع عن سيناء؟ الممنوع من التمركز فيها. هل دافع عن غزة؟ المقاطعة التابعة لمصر حتى 1967. هل دافع عن الغاز المصري و منع بيعه بأبخس الأثمان إلى إسرائيل؟ و شعبه يموت من أجل أنبوبة غاز. هل حَماكُم من البوليس المصري و هو يحصدكم حصدا؟
8
قدّمت أمس رخصة مرضية بأسبوع، نتيجة حالة التوتّر النفسي التي أعاني منها جرّاء ما يحدث أمام عينيّ من إجهاض للثورة على أيدي التحالف الشيطاني الأمريكي الغربي التونسي. اعذروني يا تلامذتي إن انقطعت مؤقتا. كنت أنقل لكم علما غربيا مستوردا جافا مُفرَغا قصدا من القيم الإنسانية النبيلة. من منزلي و من حاسوبي الخاص سوف أنقل لكم و لغيركم علما ثوريا وطنيا خالصا، تعلّمته من الثورة التونسية، علما غنيا بالقيم التونسية و فاضحا لأعداء الوطن من التونسيين و الأجانب

يوميات الثورة التونسية - المصرية: يوم1/02/11 . جزء 2. مواطن العالم د. محمد كشكار
يوميات الثورة التونسية - المصرية: يوم1/02/11 . جزء 2. مواطن العالم د. محمد كشكار

9
يوجد الآن و منذ سنوات الجمر "البنعلية" في الجامعة التونسية قرابة 10 آلاف أستاذ دون ماجستير أو دكتورا. يوجد في التعليم الثانوي المئات و ممكن الآلاف من حاملي الماجستير أو الدكتورا و أنا واحد منهم. أطالب بإلغاء اللجان الحالية المكلفة بتعيين الأساتذة الجامعيين. أقترح فتح الباب واسعا أمام أصحاب الماجستير و الدكتورا للالتحاق فورا بأسرة التدريس في الجامعة حتى يعوّضوا الأساتذة "الجامعيين" الحاصلين على شهادة الأستاذية فقط في اختصاصهم
10
أنا لا أؤمن بالمقولة اللينينية الشهيرة التي تميّز بين التناقضات الرئيسية و التناقضات الثانوية خلال النضال و تسبّق الأولى عن الثانية. بالنسبة لي على الأقل، كل التناقضات المجتمعية رئيسية و يجب أن تُطرح في نفس الوقت و هذا ليس من باب الفوضوية و إنما لأن كل التناقضات متشابكة في الأسباب و في الحلول. أخّر لينين قصدا مسألة الديمقراطية في أوج الثورة البلشفية و قد عارضته في اتجاهه هذا روزا لوقسمبورغ. أخطأ لينين و أصابت روزا
11
أكثر ما يُثير غَضبي و سُخطي و حَنقي هو عِبارة "مُوشْ وَقْتُو" التي تَعترضُني و تُحبِطُني في الشارع و في الفيسبوك كلما رفعت أو كتبت شعارا نوعيا. أقول لهم: لو ذهب الشعب التونسي مذهبكم و قال: "مُوشْ وَقْتُو" و قال أيضا: "الأمان قبل الحرية و الكرامة". لَمَا ثار ضد نظام "بن علي" و أطاح فقط بــ"بن علي" و لَتَرَك المستبدَّ يَستبدُّ حتى يستجيب القدر عملا بعبارتكم الرجعية. سوف أحذف كل تعليق فيسبوكي يردّد هذه العبارة عن قصد أو دون قصد
12
اليوم في قناة العربية في نشرة الثانية بعد الزوال، تَدَخَّلَ محلل إسرائيلي، و بكل صفاقة و عنجهية و عجرفة المحتل، قال: "سَمَحَتْ إسرائيل لكتيبتين من الجيش المصري بالدخول إلى سيناء لمنع تسرّب الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو العكس". أَبََعْدَ هذا الخِزْيُ خِزْيَا يا قيادة جيشنا المِغْوار، عابر خط "بارليف". أُطلق صيحة غضب، أوجّهها لكل الثوار المصريين الشرفاء في ميدان التحرير: "لا تثقوا في قيادة تقتات من أمريكا و تأتمر بأوامر إسرائيل
13
تقديس العلم و العلماء فضيلة، لو بالغنا فيه، سيصبح عائقا لاكتساب الفكر النقدي الحر المستقل. أرجو أن لا تُخطئوا في تقدير كفاءة حاملي الدكتورا. الدكتورا هي شهادة تثبت أن الدكتور مُلِمّ بجزء بسيط من اختصاصه العلمي. أضرب مثلا بنفسي: أنا دكتور في تعلّميّة البيولوجيا، بحثت 8 سنوات في كيفية تدريس "تأثير العوامل المكتسبة على تشكّل و نمو المخ بيولوجيا و ذهنيا" و لا أدّعي في باقي المجالات علما زائدا على الناس
Epigenèse cérébrale
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد لا بالعنف اللفظي أو المادي