السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إخوتي الكرام المحترمين
أحببت في هذا الركن أن تشاركوني خبرتي المتواضعة في عالم البحر و الصيد بالقصبة , و سأطرح - إن شاء الله تعالى - مجموعة معلومات و فوائد و صور في هذا الميدان الشاسع و الممتع و الخطير ..
و المجال مفتوح للجميع لتبادل الخبرات و المعلومات ..
و بالله التوفيق .

(صيد السمك) لعبة أم هواية ؟؟؟؟؟

- صيد السمك هواية أقل ما يقال عنها إنها رياضة تهذبية للنفس وللأخلاق ومدرسة تربوية يحيا ويعيش فيها صاحب هذه الهواية ...
- هواية تجمع كل معاني الإحساس والشعور بالرضا والسعادة والصبر والطمأنينة والاختلاء بالذات
- علاج فعال وأكيد لكل الأمراض النفسية والعصبية وحتى الفسيولوجية والعضوية ...
من منا لا يتحمل كل يوم وليلة لضغوط الحياة اليومية المستمرة والمشكلات الحياتية فى العمل والبيت وعلى مستوى الفرد والأمة هناك من يعالج نفسه بالنسيان أو التناسي أو التجاهل لكن أصعب علاج وأصعب حل هو ( المواجهة ) مواجهة النفس والتصدي لها, هنا صاحب هواية الصيد أكثر من يتمتع بهذه الميزة العظيمة ..... يجلس أمام الماء ليتفاعل مع الطبيعة الأخاذة يفكر ويتفكر يبحث ويتحاور مع نفسه يفرغ همومه وحموله وضغوطه ويتزود بطاقات متجددة كأنه يصنع refrsh لنفسه ...
- بينها وبين الصبر صلة وثيقة وارتباط متين ولعلها من أبلغ الهوايات الإنسانية اتساما بالتركيز والحكمة وطول البال والهدوء الجميل ...
- أيام يعد العدة ويتهيأ ويتجهز يحمل بين طيات نفسه معنى التأني ومعنى عدم اليأس،
إنها نظرة أمل متيقنة من النتائج الايجابية مع أن تلك النتائج من علم الغيب أو هي في بطن البحر...
لذلك طبيعي جدا أن تجد صاحب هذه الهواية بعد رحلة طويلة وإعداد مرهق و..... ولا يتمكن من صيد سمكة واحدة لكنه سعيد وراضي وقبل أن يصل بيته يفكر في الرحلة القادمة لأن الصيد عنده ليس سمكة ولا نتيجة مادية أبدا إنما هي شىء أسمى وأكبر من ذلك بكثير .........
وللأسف هناك الكثير حتى من معتادي الصيد لا يفكرون ولا يستغرقون فى ذلك ولا يحظون بهذه المتعة الراقية الفائقة ... ولا يحققون من هوايتهم سوى أقل أقل الفائدة سعادة وفرحة بسمكة كبيرة أو صغيرة ليس أكثر...
وهواية صيد السمك كهواية عالمية ومثل أي هواية لها أخلاقها وقواعدها وتقاليدها المتعارف عليها ....
- منها إعادة صغار السمك إلى الماء لإدامة بقاء الأنواع السمكية وتكاثرها
- الرحمة بالسمكة كرفيق للصياد عند إخراج الصنارة أو التعامل مع السمكة ..
- مراعاة الصيادين المجاورين أو القريبين مني فلا أشغل مثلا مسجلا بصوت عالي وأيضا من أهم أخلاقيات الصياد أن يراعي إذا كان رفيقه حتى لو لا يعرفه يستخدم طعم معينا ...فلا أرمي أنا بطعم آخر أفسد له كل تجهيزاته ... لا أراه أخرج سمكة فأرمي في نفس المكان وكأن السمك غير موجود إلا هنا وأضايقه وأضيق عليه .. التعاون الكامل طبعا حتى مع من لا أعرفه احتاج لأي عدة أو أحتجت أنا لأي عدة ... أساعده في التعامل مع سمكة كبيرة يحتاج للعون في التعامل معها ... وأكيد طبعا إن انزلق أو وقع فى الماء أو لو دخلت الصنارة فى يده أو فى جسمه أو اشتبكت بملابسه أو التعاون التام والكامل ... وحتى يستفيد كل واحد منا ويستمتع بهوايته فعلا :
- الصلاة الصلاة ... على وقتها ... وللأسف نجد الكثير من الصيادين يضيعون صلاة الجمعة فتصبح شر نقمة بدلا من أن تكون نعم الهواية والمتعة ... ويجب أن تتعلم أحكام وفقه قصر الصلاة وأنت على سفر
- اسمع واحفظ من كتاب الله عز وجل وأنت فى هذا الهدوء الجميل بين الطبيعة الربانية
- الدعاء وأنت على سفر والدعاء مجاب ... استفد ولا تضع هذه الفرصة السانحة
- غض بصرك عما حرم ... و تدبّر في آيات الله عز وجل وقل سبحان الله
- ذكر الله عز وجل ... اجعل لسانك رطبا بذكر المولى سبحانه وأنت تتمعن بالكلمات ونفسك مطمئنة وكل ما حولك يساعدك على ذلك ...
- عموما طاعة الله عز وجل وأنت فى هذا الوقت تضفي عليك متعة ما بعدها متعة وتجعلك تستفيد من هذه الرحلة التربوية قبل الترفيهية أعظم فائدة ... وتحقق المعنى الحقيقي والمرجو من هوايتك .

كما يعلم الكثير من الإخوان و الأخوات ، فمدينتي لا تتوفر على منفذ بحري .. ومع ذلك فأنا شديد الإعجاب بالصيد و الصيادين ..

وحين أزور المدن الشاطئية ، وخاصة بالشمال ، أستحسن أن أشرب كأس الشاي بمقهى الصيادين حتى أستمتع بحكاياتهم الشيقة ، ومعاناتهم مع هموم البحر ..

مرحبا بحكاياتك أستاذي ..مساهمة غالية جدا.