منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - بمساهمة فعلية للتلاميذ : تدبير النفايات المنزلية عبر «مسمدة مدرسية»

بمساهمة فعلية للتلاميذ : تدبير النفايات المنزلية عبر «مسمدة مدرسية»

محمد تامر

الاتحاد الاشتراكي : 14 - 02 - 2011
اهتمت العديد من الفعاليات البيضاوية بالبيئة والتلوث الذي يخنق المدينة ، وذلك عبر انخراطها في جمعيات مدنية ذات نفس الإهتمام، ومن الجمعيات من ركزت تحركها داخل المؤسسات التعليمية باعتبارها تضم النواة الأولى لجيل المستقبل، كما أن هناك جمعيات منبثقة أصلا من المجال التعليمي. الجريدة اتصلت بالدكتورة فاطمة اكطاي بصفتها مؤسسةومؤطرة نادي «البذرة الخضراء» وفروعه التابعة لجمعية الاعمال الإجتماعية للمدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، وهي أستاذة باحثة أطرت بحوثا جامعية وأنجزت أخرى ميدانية أكاديمية، بعضها حول النفايات الصلبة بجهة الدارالبيضاء، النفايات المنزلية في المطارح العشوائية... الأستاذة أكطاي أكدت أن «الاهتمام بالمجال التعليمي لم يكن اعتباطا، بل جاء بعد دراسة قيمية لما تتوفر عليه المؤسسة من إمكانيات، بالإضافة إلى المساحات التي تتوفر عليها المؤسسات التعليمية، ومن أجل هذا تم تأسيس العديد من الأندية الفرعية لنادي البذرة الخضراء التابع لنادي المدرسة العليا للأساتدة بالعديد من المؤسسات التعليمية الإبتدائية و الثانوية بمسلكيهما وأيضا في إطار جمعيات و أحياء بمدينة الدار البيضاء وخارجها» مضيفة أن «المغزى من هذه النتيجة «نادي البذرة الخضراء» تم تأسيسه سنة1997 أتت صدفة حيث أثار انتباهي مرة وجود بذرة plantule سنة 1984، وتعجبت من البذرة في الثمرة، مع العلم أن البذرة تكون مدفونة تحت الأرض، ولا يكون لها لون أخضر، وظلت الفكرة عالقة في ذهني إلى حين تسمية النادي «البذرة الخضراء»، وبالطبع فإن التسمية ملائمة، لأن النادي بيئي ولكون المستهدف الأول من تأسيسه هو الطفل ...» وتم اختيار العمل تحت شعار« ألقن علم البيئة للكبار»، وهو شعار مقتبس من مقولة العالم كوستو خلال نشاط بيئي لفائدة مجموعة من اليافعين :››apprend l›ecologie a tes parents››، وهو شعار يحمل الطفل مسؤولية الإنخراط في علم البيئة والذي يجب، في نظرها ، ألا يقتصر على دروس مقررة، إنما يتعداها إلى مبادرات يومية، و سلوك وأسلوب في الحياة. فالطفل ، هو الجسر بين المدرسة والأسرة، وهو المستفيد و المفيد في آن واحد...».
و«تبقى أهداف النادي علمية وبيئية وتربوية، حيث يتم استثمار نتائج البحوث وتبسيط المعلومة الأكادمية وتقريبها إلى ذهن الطفل الذي بدوره يمررها الى أسرته و بالتالي الى محيطه، ويتم الاعتماد على خرجات دراسية ميدانية، وأنشطة رياضية، والمشاركة في تظاهرات بيئية مع القيام بتجارب مبسطة... فالنادي الأم يحتضن مشروعين:البستنة وتدبير النفايات، ولكل ناد فرعي مشروع خاص به، كما هو الشأن بالنسبة للأنشطة، ويبقى مشروع تدبير النفايات مشتركا بين جميع الأندية.
وتدبير النفايات ، تؤكد الدكتورة أكطاي، يتم بعد عملية فرزها من الأصل، وإنتاج سماد من المواد العضوية منها ، وذلك ببناء «مسمدة» بالمؤسسة بمساهمة التلميذ، فهذا الأخير هو الذي يزود المسمدة بقشور الخضر، يأتي بها من المنزل، فتحصل علاقة بين المدرسة و الأسرة».
وعن سؤال لماذا بالضبط تدبير النفايات المنزلية ؟أكدت المتحدثة أن هذه الأخيرة تأتي في «مقدمة أسباب التلوث بالمدن عموما، وبالدار البيضاء خصوصا». و«تعتبر النفايات المنزلية الأكثر خطرا، لأنها في بلدنا غنية بالمواد العضوية، ومن اللازم علينا التفكير في حلول ناجعة للحد من هذه الآفة البيئية، ويعود اهتمامنا بتدبيرها إلى سبع سنوات، حيث حصلنا على أول منتوج للمسمدة، أي تدبير النفايات المنزلية عبر مسمدة مدرسية ، ونكون بذلك قد طبقنا البند الثالث للميثاق الوطني للتربية والتكوين، الرامي إلى انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها وعلى مختلف الفاعلين عموما وفتح الجسور بين المنزل، المدرسة الأولى للنشء، وبين المدرسة، البيت الثاني».