لقد عمدت الوزارة الى اطلاق مجموعة من بالونات الاختبار بقطاع التربية والتعليم وجربت أكثر من خطة للهجوم على المدرسة العمومية .و يمكن إجمال هذه التكتيكات و المناورات المخزنية كالتالي.:
- الاقتطاعات
- مؤسسة و تعميق الخلافات في اللجن الاقليمية و اللجنة الجهوية.
- استثمار عامل الوقت لقتل الملف المطلبي للشغيلة التعليمية.
- تهريب الملفات الساخنة للحسم فيها مركزيا.
من خلال تتبع مسار مناورات الادارة محليا و جهويا يتضح أنها تتصرف وفق منطق و استراتيجية مضبوطة تكاد تمثل العقيدة المسكوت عنها في تدبير القطاع و أزماته الآخدة في الاستفحال والتفاقم.
وإذا كان هذا هو حال الادارة فما الذي أعددناه نحن كشغيلة تعليمية و نقابات لهذه الحرب التي تشن على القطاع والمنتسبين إليه؟
للجواب على هذا السؤال لابد من العودة بالأحداث الى نهاية السنة الماضية و ما طبعها من أحداث وما شهدته من احتقان.
لقد كان المد النضالي الذي شهدته جهة سوس ماسة درعة حصيلة طبيعة لاشراك القواعد التنعليمية عبر الاستشارات الموسعة والجموع العامة و التواصل المستمر حول القضايا و المشاكل التي يعيشها القطاع و على رأسها الهجوم الممنهج على الحريات العامة و التدمير المقصود للمدرسة العمومية لصالح لوبي القطاع الخاص.هجوم تم تنفيده من خلال الميثاق الوطني و المخطط الاستعجالي الرامي الى ضرب مجانية التعليم و تعميم الهشاشة و فرط استغلال موظفي القطاع من خلال فرض العمل بالعقدة و ضرب الاستقرار المهني و الاجتماعي للمدرسين بدعوى التدبير الأمثل للموارد البشرية.هذا اضافة الى تجريم حق الاضراب و الاعداد لتفكيك أنظمة التقاعد و خوصصة التعليم واعتماد سياسة التدبير المفوض لبعض المصالح التابعة للأكاديميات.
في هذا السياق أصدرت النقابات الخمس بيانات تضمنت مواقفا نضالية معبرة عن الادانة الصريحة لمخططات الاجهاز على المدرسة العمومية و كل أوجه الهجوم الذي تتعرض له مكتسبات الشغيلة التعليمية و تم التنديد بتمادي الادارة محليا و جهويا ووطنيا في عدم الاستجابة للملف المطلبي و تطبيق سياسة عدائية انتقامية غايتها ضرب حق الاضراب و تركيع شغيلة القطاع.
في هذا الجو المشحون بالتوتر و الاحتقان كانت الدعوة الى التصعيد من أجل التصدي لمخططات *الادارة و أمام ارتفاع وتيرة الاحتقان حاولت الوزارة امتصاص غضب القطاع فدعت الى اجتماع ىعلى الصعيد المركزي حضره ممثلون عن مديرية الموارد البشرية و أعضاء عن المركزيات النقابية الخمس توج الاجتماع بتوقيع محضر 20/12/2010. و أهم ما جاء في المحضر المشترك نجمله كالتالي :
* معالجة االاقتطاعات التي مست الجهة.
* الايقاف الفوري لكل أشكال الاحتجاج.
* تفعيل آليات فض النزاعات.
فقررت المكاتب النقابية الوطنية ايقاف المعركة النضالية و إجهاض المد النضالي البطولي الذي تعرفه الجهةفي ضرب سافر لأبسط مبادئ الديمقراطية وسمحوا لأنفسهم بأن يقرروا بدل قواعدهم التعليمية. و هكذا نلاحظ أن المعركة النضالية بالجهة بدأت بإشراك الجميع (قيادات / قواعد) و انتهت بلإغتصاب سلطة القرير من طرف المكاتب الوطنية التي فرضت وصايتها على القطاع و المنتسبين إليه و أدارت ظهرها لمطالب التصعيد .فتحت الانضباط التنظيمي لقرارات تم توقيف حلقات المسلسل النضالي و تعليق كل أشكال الاحتجاج ضدا على إرادة القواعد التعليمية التي كانت تنادي بضرورة التصعيد.
إن الخيانة التاريخية لمعركة 20101/12/21 ستبقى وصمة عار على جبين كل من رفع الراية البيضاء و اغتال الديمقراطية و مارس الوصاية على صوت الشغيلة التعليمية و صادر حقها في لاالدفاع عن مطالبها العادلة و المشروعة اتجاه التعنت الاداري .
فالاستياء العميق الذي خلفه القرار البير وقراطي القاضي بتعليق المعركة النضالية يجب أنم يولد في صفوف المناضلين الديمقراطيين موجة من المحاسبة الداخلية لتصحيح مسار الفعل النضالي خطابا و ممارسة و تحصينه من التحريف و التسلط البيروقراطي الذي يعد أكبر تحدي حقيقي أمام النهوض النضالي الكفاحي .
وتبقى الخلاصات الأساسية التي يمكن أنخرج بها من معركة 2010/12/21 :
- الأداء التفاوضي لممثلي النقابات الخمس كان دون المستوى المطلوب و خيب آمال الشغيلة التعليمية .
- حصيلة المعركة النضالية لا ترقى الى مستوى التطلعات .
- امكانت النصر كانت واردة جدا لكن تخادل المكاتب الوطنية ضيع على الشغيلة التعليمية فرصة قلب موازين القوة بالجهة لصالح الشغيلة التعليمية .
- لقد كان الصمود البطولي للشغيلة العليمية واعدا و كانت آليات التدبير الديمقراطي للمعركة في بدايتها عوامل حاسمة في صنع هذه للحظة التاريخية.
-انفتاح المعركة على المجتمع المدني أعطاها بعدها الشعبي و أكسبها مصداقية في الشارع.
- وحدة العمل النقابي عامل حاسم في ربح المعارك القادمة .

لابد من معاقبة العصابة التي تفاوض باسم رجال ونساء التعليم .فلا يعقل أن تظل نفس العصابة تتحكم في مصائر الناس و تبيع و تشتري في همومهم.

أرى أنك express-1 مصاب بمرض العمى الاديولوجي و تريد حجب الشمس بالغربال. فالمعركة النضالية التي عرفتها الجهة تم اجهاضها مركزيا و بقرار فوقي لم تتقبله القواعد التعليمية .هذه حقيقة لا يمكن نكرانها .
أما عن أمر الالتحاق برباعي الخيبة و الارتزاق فكل شيء مرهون بتصحيح نظرته الى العمل النقابي عليهم أن يفهموا أن النقابة ليست وكالة للسمسرة و الاتجار بهموم الناس.

أصبحنا نسمع عبارات كثيرة تقزم من أهمية ودور النقابات في الدفاع وتحقيق المطالب المشروعة للشغيلة خصوصا في قطاع التربية الوطنية.. ومرد ذلك ليس بسبب النقابة ذاتها لكن الوضع المتردي تسببت فيه ثلة من الوصوليين والانتهازيين الذين أصبحوا على رأس المكاتب الوطنية والجهوية والاقليمية للنقابات... إذن لا سبيل لعودة المجد والمصداقية للنقابات إلا برحيل هذه الشردمة الفاسدة.