هسبريس ـ أ.ف.ب:
Tuesday, February 01, 2011
أبدت السلطات المغربية عزمها على التصدي لأي محاولة لتشبيه الأوضاع في المملكة بمصر وتونس، إذ تحركت العديد من الصحف القريبة من محيط السلطة مسبقا لنفي أي إمكانية لانتقال التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تعرفها مناطق بشمال إفريقيا والشرق الأوسط صوب تراب المملكة.
وتصدرت الأوضاع الحالية في مصر معظم صفحات الصحف المغربية الصادرة يوم الاثنين، كما بقي العديد من المغاربة خلال الأيام الأخيرة وهم مسمّرون أمام أجهزة التلفاز يتابعون مشاهد التجمعات والتظاهرات ضد نظام الرئيس حسني مبارك أولا بأوّل.. وقد حضت قناة الجزيرة بالنسبة الكبرى من التتبع رغما عن الصعوبات التي رافقت التقاطها على القمر الاصطناعي نيلسات.
لكن لم تجر حتى الآن في المملكة أي تظاهرات حاشدة دعما للمتظاهرين في مصر.. باستثناء تجمع وحيد قرر عصر بداية أيّام هذا الأسبوع أمام السفارة المصرية بدعوة من عدد من المنظمات غير الحكومية.. في حين عرض نشطاء فايسبوك تسجيلا سمعيا بصريا لاحتجاج اجتماعي عرفته طنجة ليل الأحد وحضره عدد غفير من المغاربة أصروا على المطالبة بإصلاحات سياسية وحكومية قبل أن يفرقهم البوليس.
السلطات المغربية واكبت ذات التوجه الذي تبنته خلال ثورة الياسمين بتونس، ولم تصدر أي تعليقات رسمية علني بخصوص الوضع الهش والحرج في بلد كبير جيوسياسيا من طينة مصر، لكن اندفاع الناطق الرسمي باسم الحكومة، الأحد، للرد على معلومات الصحافة الاسبانية أبرز بأن إثارة احتمال انتقال الاحتجاجات ضد النظام المغربي قد غدا موضوعا بالغ الحساسية بالنسبة للرباط.
وفي تعليق على هذه المعطيات قال محمد ظريف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، بقوله: "أحيانا تظهر الحكومة قدرا من العصبية لا يكون مفيدا على الدوام.. رغم أنّ وظيفة أي حكومة في مختلف بقاع المعمور تحدد أصلا في تدارك كل ما يمكن أن يزعزع الاستقرار".
أمّا الصحفي المغربي أبو بكر الجامعي فقد قال: "إذا اشتعل المغرب، فإن التباين في الثروات فيه شاسع إلى حد أن الثورة ستكون أكثر دموية بكثير منها في تونس".. في حين نددت أسبوعية "لوتون" بـ "محاولات العديد من الصحف والمجلات الأخرى في فبركة أسطورة انتقال العدوى صوب المغرب"، معتبرة أن الجامعي يظهر "جهلا مستغربا للوضع السياسي والاجتماعي في المغرب".. في حين عقبت أسبوعية "لافي إيكو" أن بعض الصحف تجد "متعة في المقارنة بين ما حصل في تونس والوضع في المغرب.. لأنها تجهل بلدها"!!