ما يتطلبه النهوض بالمدرسة العمومية!fficeffice" />>>
من خلال التجربة المتواضعة لمعلم قضى ما يفوق العشرين سنة، في ممارسة العمل التربوي، متجولا بين المجموعات المدرسية وباقي الفرعيات التي تقع في محيطها سواء في المناطق النائية التابعة للتصنيف المتعارف عليه وزاريا بالمنطقة ( أ)، أو المنطقة (ج)، حيث الانتقالات التي عرفها في سيرورته المهنية، والتي كان لها الأثر البليغ في تشكيل محطات حياته المعيشية.>>
إن الاستقرار في حياة المدرس (ة) المهنية، يلعب دورا أساسيا ، وينعكس إيجابيا على أدائه المهني، خاصة في نوعية التعامل مع فلذات الأكباد بطريقة تنم عن الأبوية والأمومة، بشكل تبرز انعكاساته على الإقبال المنقطع النظير في التوافد على المؤسسة التربوية قصد التسجيل وإعادة التسجيل ، باعتبارها الملجأ الثاني المحتضن بعد البيت، حيث يجد الطفل الفضاء المتنوع من حيث ممارسة الأنشطة، واللقاء بالأقران، في جو مفعم بالحرية سواء داخل فضاء الفصل أو خارجه.>>
كيف يمكن النهوض بمدرستنا العمومية ؟ سؤال جوهري تتطلب الإجابة عنه الإلمام بمسار المدرسة العمومية عبر المحطات التجريبية التي خاضتها انطلاقا من مجموعة من البيداغوجيات. بيداغوجية التدريس بالأهداف ، وبيداغوجية التدريس بالكفايات، ثم بيداغوجية الإدماج.. هذه البيداغوجيات التي تم التلويح بها في مستنقع الفضاء المدرسي الذي يعرف مجموعة من الإكراهات، سواء على مستوى البنيات التحتية للفضاءات المدرسية ، أو على مستوى العاملين ( سواء تربويين أو إداريين أو مؤطرين ) الذين لم يستوعبوا هم بدورهم، هذه البيداغوجيات الإسقاطية، نظرا لضيق الوقت في التأقلم معها من حيث دراستها والتشبع بمنظوماتها المفاهيمية، بحيث لم تتبلور بعد كما ينبغي في أذهان المفتشين والمؤطرين ، بله الأساتذة ، مما جعل استفهاماتهم عديدة، وإجابات المؤطرين عنها تختلف باختلاف كل واحد، وبالتالي اتخذت هذه>>
المفاهيم شكلا مبهما ، وعسيرا عن تطبيق ما يتوخى منه ، للوصول إلى المبتغى المنشود. وما أقدمت عليه الوزارة الوصية لتصحيح الوضع المتردي، من تقديم برنامج استعجالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يدخل في إطار هذه الفذلكة التي يتم إسقاطها رأسيا على القواعد ، دون مشاركتهم في المطالبة بالحلول، للخروج من الوضعية الراهنة..>>
ولإعطاء حلول عملية يقترح المعلم المخضرم ما يلي :>>
1) التسريع في عملية دمج أقسام للتعيلم الأولي في فضاء المدرسة العمومية ، كما جاء ذلك في الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، وثمنه البرنامج الاستعجالي.>>
2) زيادة في الموارد البشرية لمواكبة التطورات التي تعرفها المؤسسات التربوية من حيث التسجيلات الجديدة، وإعادة التسجيل للمنقطعين، والمنتقلين، والمتخلى عنهم..>>
3) التكوين وإعادة التكوين بالنسبة لكل العاملين بالمدرسة العمومية، وبطريقة تختلف عن تلك التكوينات المارطونية، التي يغلب عليها الطابع النظري/الشفوي.>>
4) إيلاء الأهمية القصوى للنظم المعلوماتية في مجال التكوين، لتذليل صعاب التواصل، والتكوين عن بعد ، لربح رهان الجودة المأمول في المدرسة العمومية.>>
5) خلق لفيف مؤسساتي ( وهذا مهم جدا)، بحيث يمكن ارتباط مجموعة من المؤسسات ( في حدود خمسة )، تنتمي لنفس المحيط بمفتشين (2) أو مؤطرين(2) لا يخرجان عن هذا النطاق، لتأطير هذه المؤسسات عبر برنامج مسطر يتم الاتفاق عليه، لتحديد الأهداف المرجو تحقيقها عبر سيرورة زمنية تتحدد وفق ما اتفق عليه بين الطرفين ( الأساتذة والمؤطران). وهذا طبعا يتطلب فتح باب مركز تكوين المفتشين على مصراعيه، لتدارك الخصاص المهول الذي يعرفه هذا الجانب..فلا يعقل أن يكلف مفتش بتأطير مقاطعة تربوية تتضمن على الأقل عشرون مؤسسة تربوية بما فيها المجموعات المدرسية وما أدراك ما المجموعات.. فطبيعي أن يكون عمله روتينيا ، ولا يخرج عن نطاق المراقبة بمفهومها التقليدي. ولا يعقل أيضا أن المدرس لم يجد بجانبه من يؤطره في الجانب البيداغوجي المستحدث لسنوات تفوق الثلاث.>>
6) إذن كخلاصة لا يمكن للبرنامج الاستعجالي أن يكتب له النجاح ،إلا إذا توفرت الشروط الضرورية لنجاحه ، كفتح مراكز التكوين بالنسبة للمعلمين والمعلمات، والمفتشين والمفتشات، لمواكبة زحف التسجيلات، إضافة إلى بناء المؤسسات، والاهتمام ببنياتها التحتية، بإشراك ـ طبعا ـ الجمعيات العاملة داخل المؤسسات التربوية، والجمعيات المواطنة، وجمعيات المجتمع المدني، والجماعات المحلية الحضرية والقروية ،والأسرة، وكل من له صلة بعالم الطفولة.>>
ـ إقامة شراكات حقيقية بين الثالوت الذي ينبني على أساسه محور العملية التعليمية / التعلمية، ألا وهو الأسرة والمدرسة والجماعة الترابية التي تتواجد بمحيطها.>>
ـ التنسيق بين الوزارات التي تتقاطع مهامها في التربية والتنشئة والثقافة والرياضة ، وعقد شراكات أيضا تنبني على استغلال الفضاءات التابعة لكل منها، كالمسارح والملاعب والقاعات و...>>
ـ جعل المدرسة فضاء مصغرا للمجتمع، تمارس فيه كل العادات والتقاليد والممارسات التي من شأنها إغناء رصيد الأطفال على مستوى التنشئة الاجتماعية، وكذا ممارسة الطقوس الدينية والاجتماعية ، والاحتفاء بالأعياد الدينية والوطنية لبناء شخصية متكاملة تعتز بوطنها وبوطنيتها، وبانتمائها إليه.>>
ـ الاهتمام بالمجال الفني والإبداعي والرياضي والعمل على إيلائه الأهمية المطلوبة، وخلق جسور بين المدرسة والإعدادية والثانوية، وبين الأندية الرياضية الوطنية والأندية الثقافية والمسرحية لتوجيه المواهب قصد صقلها، والدفع بها إلى مرقى التميز حسب الاختصاص الموجه إليه.>>
ـ الابتعاد عن ترك المدرسة العمومية تسبح ضد التيار وحيدة، والتفرج على غرق مركبها دون مد يد المساعدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..>>
هذه باختصار شديد بعض النقاط التي تؤشر على المنعطف الذي نسعى جميعا لبلوغ المدرسة العمومية إليه ، دون الإطناب في دراسة أكاديمية تتوخى الأرقام، والسيرورة التاريخية للمحطات التي قطعها التعليم ببلادنا بدءا ، بالمبادىء الأربعة التي سلط عليها الضوء الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه القديم/الجديد: أضواء على مشكل التعليم بالمغرب، وانتهاء بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، والبرنامج الاستعجالي الذي بني على مقررات المجلس الأعلى للتعليم...>>

>>
>>

هم المدرسة المغربية الوطنية يلزم الشعور به من طرف العديد من الفرقاء.....بمعنى ادق يلزمه الكثير من الروافع الرفيعة الصنع والحبكة ..
اما الاستاد والاب لوحدهم لن يقدروا على شيء...
مع التحيات والود الخالصين