منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التربية الإسلامية-الاجتماعيات-الفلسفة-التربية البدنية-الترجمة-التوثيق (https://www.profvb.com/vb/f409.html)
-   -   مقالة مقارنة بين الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة (https://www.profvb.com/vb/t61079.html)

وليد جاسم 2011-01-28 20:41

مقالة مقارنة بين الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة
 
مقالة مقارنة بين الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة
مقدمة وطرح المشكلة

مما لاشك فيه أن الإنسان يتوق إلى الحقيقة ويريد الوصول إليها بشتى الوسائل وما يدركه في النهاية ما هي تصورات نسبية والتأمل الفلسفي يطرح حقيقة متميزة باعتماد النظرة الكلية للحياة والوجود وتقابلها حقيقة أخرى تعرف بالعلمية يتوصل إليها العالم عن طريق اكتشاف القوانين وبناء النظريات اعتمادا على المنهج التجريبي لذلك يوجد علاقة بين الحقيقتين ويحتج ذلك إلى موازنة تحيلنا إلى طرح السؤال المشكل التالي .. كيف يمكن مقارنة الحقيقة العلمية بالحقيقة الفلسفية المطلقة ؟ التوسيع ومحاولة حل المشكلة
01 .. أوجه الاختلاف
ما تطلبه الفلسفة من حقائق يختلف عما تطلبه الحقيقة العلمية ففي ذلك اختلاف نوعي يطرح تباينا بينهما فالفلسفة تذهب إلى الطرح تصورات ميتافيزيقية ممتعة عن جوانب الحس الموجودة في العلم بحيث تتجه الحقيقة الفلسفية إلى إدراك تصورات مستقلة عن عالم ظاهر التجريبية بينما الحقيقة العلمية فتتجه إلى استخلاص القانون العلمي الذي يصاغ في صورة رياضية رمزية والتنبؤ بالظواهر قبل وقوعها اعتمادا على الحتمية وانتظام الطبيعة كما الحقيقة العلمية نسبية وبالمقابل تكون الحقيقة الفلسفية ذاتية قائمة في عقل الفيلسوف يحاول استكمال التفسير الفلسفي وما يؤمن به فيلسوف يرفضه أخر كما أن الحقيقة الفلسفية من إنشاء العقل في محاولة لتهذيب الحقائق المختلفة وتقوم على الإدراك الكيفي وليس الكمي المعروف داخل الحقيقة العلمية التي تكمم الظواهر وتقبل القياس والتقدير الكمي وكل هذا قابل للكشف عن الصواب أو الخطأ كما أن الحقيقة العلمية تقوم على التجربة ملتزمة بالمعطيات المشاهدة
أوجه الاتفاق
ومن أوجه الاتفاق والتشابه بين الحقيقة العلمية والفلسفية هو سعيهما نحو المعرفة فالحقيقة الفلسفية لا تتوقف عن البحث والتساؤل تماما كما هو الشأن بالنسبة للعلم الذي يستقصي كثيرا للوصول الى القوانين فهناك اتفاق بينهما حول تحقيق المزيد من المعرفة ومن هنا فالحقيقة العلمية والفلسفية في تشابه وما يؤكد تاريخ الفلسفة هو الجدل والحوار المستمر بين الفلاسفة والمذاهب الفلسفية من سقراط إلى ديكارت وغيرهم ونفس الشيء بالنسبة للعلم الذي ظل في استمرار واكتشاف عبر الحلقات التاريخية وذلك منذ ثورة المنهج الاستقرائي مع الفكر العربي وصولا إلى فرنسيس بيكون إلى ثورة النسبية لانشتاين ومن هنا تستند الحقيقتين إلى النسبية والقابلية للتغير وتعتمد الحقيقتين الفلسفية والعلمية على فكرة السببية وفي ذلك اهتمام بالواقع قصد بلوغ الحقيقة المطلوبة والتي يريدها الإنسان وتبقى حقائق العلم شبيهة بحقائق الفلسفة كشواهد وعلامات أمام الوعي الإنساني الذي لا يتوقف عن البحث وذلك ما يؤثر في ذهن العالم والفيلسوف في الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الإنسان ؛ هذا ما يطرح توافقا بين الحقيقتين رغم أن الحقيقة الفلسفية ذاتية والفلسفية موضوعية وهذا لا يمنع من خدمة الذاتي للموضوعي .
03 .. أوجه التداخل
نقاط الاختلاف والتشابه تظهر لنا إمكانية القول بتداخل الحقيقة العلمية مع الحقيقة الفلسفية وذلك لما بينهما من تفاعل وتكامل لأنهما يؤديان إلى الكشف عن الجوانب المختلفة للحقيقة وهذا من خلال المظاهر التي تتمظهر بها الحقيقتين وإذا كانت الفلسفة قد بدأت مع اليونان بفعل التأثيرات الرياضية اليونانية والفلسفة الإسلامية بدورها قامت على التأثر بالمنهج الاستقرائي الذي أسسه الفلاسفة والعلماء المسلمين في تجاوز لمحدودية المنطق الأرسطي تماما كما ارتبط ديكارت بالثورة التي قام بها غاليلي في الفيزياء وفلسفة كانط جد متأثرة بفيزياء نيوتن ولقد كان الفيلسوف الالماني اصدق تعبيرا عندما قال " الفلسفة تظهر في المساء بعدما يكون العلم قد ولد في الفجر وقد قطع زمن طويل "
وأثر الفلسفة في الحقيقة العلمية كان له الأثر العظيم اعتمادا على النظريات الفلسفية في مجال النتائج فالفلسفة تلهم العلم بأشياء يجهلها كما تتقدم الفلسفة بالعلم كما رأينا كل هذا يستجيب إلى الفضول الإنسان المعرفي انطلاقا من الحقيقتين.؛ وهكذا الحقيقة الفلسفية مجتمعة مع الحقيقة العلمية تكونان قوة معرفية بها روعة فكرية وعلمية وإذا تم التخلي عن احدهما صارت الحقيقة بعيدة عن العقل .

الخاتمة وحل المشكلة

نستخلص مما سبق ان الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة في تداخل في صورتي الاختلاف والتشابه وتبقى كل حقيقة تسعى إلى المزيد بفضل الفيلسوف والعالم ولكل وجهة نظره التي لا تلغي الواحدة الاخرى بل تدعمها وتكملها بحثا عن الحقيقة المطلقة التي يتوق إليها الإنسان من خلال طرحه للأسئلة المستمرة علمية كانت أم فلسفية


الساعة الآن 23:29

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd