منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أرشيف مواضيع النقاش (https://www.profvb.com/vb/f293.html)
-   -   لو كنت وزيرا أوّلا تونسيا زمن الثورة ! مواطن العالم د. محمد كشكار (https://www.profvb.com/vb/t60800.html)

mkochkar 2011-01-24 18:45

لو كنت وزيرا أوّلا تونسيا زمن الثورة ! مواطن العالم د. محمد كشكار
 
لو كنت وزيرا أوّلا تونسيا زمن الثورة ! مواطن العالم د. محمد كشكار

نداء من عَلْماني يعشق المتدينين الصادقين أجمعين و غير المتدينين أيضا من يساريين و ليبراليين و قوميين و ملحدين و لاأدريين و بوذيين و غيرهم و يحترم كل الأديان و يخصّ الدين الإسلامي بالاحترام و التقدير لمساحة الحرية التي يبشر بها منذ أربعة عشر قرنا و لا زال، الدين الوحيد بين الأديان السماوية الذي يربط المخلوق بخالقه في علاقة عمودية مباشرة، لا وساطة فيها حتى للنيئ محمد صلى الله عليه و سلّم. أنحني عشقا ديمقراطيا أمام حجاب ابنتي، الشابة الجميلة الجامعية الحقوقية المستقيمة، عبير الرقيقة كالنسمة في صباح الصيف و أغار على بلدي كما أغار على حبيبي ولدي الصغير نادر. أحب تونس الخضراء الثائرة سلميا و الفتية العاتية و الجميلة الرقيقة الراقية
لو كنت وزيرا أوّلا تونسيا، و لن أكون و لا أطمح أن أكون و لا أريد أن أكون لأن الناقد الحر من أمثالي، حتما سيفقد حريته و استقلاليته و مصداقيته لو انخرط في السلطة مهما كانت هذه السلطة، ظالمة أو عادلة، ديكتاتورية أو ديمقراطية، إسلامية أو عَلْمانية، رأسمالية أو اشتراكية، يسارية أو يمينية
لو كنت وزيرا أوّلا تونسيا، لقرّرت طرد كل وزراء العهد البائد من الحكومة المؤقتة بما فيهم كبيرهم في الظلم و الفساد، الوزير الأول التونسي الحالي، "النظيف" محمد الغنوشي و قرّت رفت وزراء المعارضة الطمّاعة (و لا أنعتهم بالانتهازيين لأن الانتهازيين أذكياء و هم أغبياء) و قرّرت إقالة الوزراء الباقين التقنوقراطيين الذين قبلوا - رغم غزارة علمهم الذي لم ينفعهم في الأوقات الحرجة - العمل تحت إمرة وزير أول ملطخ اليدين بالفساد و الرشوة و الدماء طيلة إحدى عشر سنة، عمر وزارته الأولى تحت إشراف بن علي و عصابة الطرابلسية أقارب زوجته ليلى، مدبّري و منفذي الجرائم المتعدّدة و المتنوعة ضد الإنسانية. و أعوّضهم بالوزراء الآتية انتماءاتهم الجغرافية و العقائدية و المهنية على شرط أن لا يكونوا تقنوقراطيين غير صادقين و غير مخلصين لوطنهم و شعبهم و يكفي أن تتوفر فيهم خصلتين اثنتين فقط، الصدق في القول و الإخلاص في العمل دون اعتبار مستواهم التعليمي أو الثقافي: واحد من سيدي بوزيد، واحد من تالة، واحد من الڤصرين، واحد من الرديّف، واحد من دوز، واحد من بنڤردان، واحد من بنزرت، واحد من جندوبة، واحد من الكاف، واحد من سليانة، واحد من الساحل، واحد من صفاقس، واحد ديمقراطي من النهضة يعترف بحرية المعتقد، واحد ديمقراطي يساري غير ستاليني يعترف بالبعد الإسلامي للأغلبية الساحقة للشعب التونسي، واحد من شباب الفيسبوك من أوائل المعارضين لنظام بن علي، واحد من كهول الفيسبوك من قدماء المعارضين لنظام بن علي، واحد من الليبراليين الوطنيين غير "التجمعيين"، واحد من القوميين غير الصدّاميين، واحد من المتقاعدين المسالمين، واحد من المحامين الشرفاء، واحد من القضاة غير المرتشين، واحد من الصحافيين غير المطبلين للعهد البائد، واحد من الفنانين غير المناشدين، واحد من التعليم، واحد من قدماء النقابيين المعارضين للمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. أعتذر لمن نسيتهم فأنا مجنون ثورة و حرية فلا تلوموني إن أخطأت فأنا بشر تونسي يعيش حالة من التحرّر، لم يعشها أي مخلوق قبلي في تاريخ الأمم المتقدمة منها و النامية
سؤال: بعد هذا القرار، هل تهدأ النفوس الثائرة و الحائرة على مستقبل تونس؟
و لا أقول: هل تتوقف المظاهرات السلمية؟ لأنني بصفتي مواطن عالمي عَلْماني مسالم و مفكر ناقد حر غير منتمي لأي حزب و لا أؤمن بأية إيديولوجيا ومعترف عن حب و اقتناع و رويّة بالبعد الإسلامي للشعب التونسي و مسلّم بأقليتي العددية و الفكرية و غير مُنبتّ عن تراثي الحضاري العربي الإسلامي و أعشق ابنتي المتحجبة الورعة الممارسة لشعائرها الدينية و المتهجّدة لباريها ساعات طوال في اليوم (نصحتها أخيرا أن تحسّن علاقتها بالبشر حتى تصل إلى مرتبة علاقتها بربّها لأن الله - حسب ما علّمتني ثقافتي الإسلامية المتواضعة - يتسامح في علاقة مخلوق بخالقه و لا يتسامح في علاقة مخلوق بمخلوق مثله). بكل هذه المتكاملات غير المتناقضة التي أحملها، أتمنى و أريد أن لا تتوقف المظاهرات السلمية حتى و لو تحصلنا على حكومة إنقاذ وطني جديدة تحضي بمباركة الشعب التونسي بجميع تلويناته الإيديولوجية. يُخطئ من يظن أن المظاهرات السلمية، حتى لو تواصلت أشهرا، تنبئ بفوضى لأن الحالة التي يعيشها التونسي في شارع بورقيبة من مظاهرات و مقاهي و مطاعم مفتوحة و مترو يتجول، هي حالة حضارية راقية تعيشها أوروبا و أمريكا منذ قرن و هذا لم يمنع الغربيين من الكد و العمل و الجد و الإنتاج المادي و الإبداع الفكري و العلمي و الفني. حالتنا هذه و ثورتنا السلمية هذه لن تزيدنا إلا تألّقا و تقدّما بين الأمم
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بتواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد لا بالعنف اللفظي


الساعة الآن 12:15

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd