يوميات الثورة التونسية: يوم 23 /01/11. مواطن العالم د. محمد كشكار

1.
منذ دقائق تعلمت درسا في حقوق الإنسان من د. هيثم مناع، الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، ضيف قناة حنبعل: تصحيح مصطلح "العفو التشريعي العام لسجناء الرأي". هل سجين الرأي مجرم حتى يطالب بالعفو؟ سجين الرأي يطالب باسترجاع حقه الشرعي المسلوب و لا يطالب بعفو. قال: "البوعزيزي خلّ وصيّة، ثورة من الميّة للميّة" و قال: القذافي صرّح و بوتفليقة، من الخوف صمت"، "في الكويت يقولون مكرمة أميرية و أنا أقول مكرمة تونسية".
2.
صالح كشكار: "كما في عديد الجهات، انطلقت اليوم مسيرة بوليسيّة من المقرّ القديم للاتّحاد بطبرقة رافعة شعار : أبرياء أبرياء من دماء الشّهداء إلى المقرّ الجديد ( دار التجمّع سابقا ) أين عقدوا اجتماعا عامّا بإشراف المكتب المحلّي للشّغل طرحوا خلاله مشاكلهم و أصدروا بيانا باسمهم …" بأي حق يشرف المكتب على الاجتماع و هل استشار قاعدته و قمته؟ الشرطة لهم الحق في تأسيس نقابتهم لكن بعيدا عن اتحاد الشغل مثل ما هو موجود في فرنسا؟

3.
الثورة التونسية في طريق النجاح بفضل أربعة عوامل: 1. شعبا طيب الأعراق مستعد للجهاد السلمي الحضاري. 2. غطاء دولي: قال الطيب البكوش: "أمريكا وضعت فيتو على استلام الجيش للسلطة. جمّدت فرنسا و ألمانيا و سويسرا أرصدة بن على و عائلته. الغرب مستعد لتقديم الدعم المادي لتوفير الشغل و تعويض الخسارة". 3. غطاء ربّاني أعطانا طقسا جميلا يساعد على التظاهر اليومي صباحا مساء و أعطى للتونسيين صحة مع "الأدرينالين" طبعا. 4. ؟
4.
هتف منفّذو أوامر القمع: "أبرياء أبرياء من دماء الشهداء". من برّأكم يا جواسيس؟ حجتكم الوحيدة هي أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته و أنتم لستم متهمين قضائيا حتى الآن. ارتكبتم جرائم ضد الإنسانية و عوض أن نتخلى عنكم و نسلّمكم مسلسلين لمحكمة العدل الدولية بـ"لاهاي " سنحاكمكم أمام المحاكم التونسية رأفة بكم لأنكم أولادنا و من صلبنا لكننا فشلنا في تربيتكم و إلا لما دخلتم سلك " الأمن - القمع" و إن برّأتكم المحكمة فأنتم طلقاء.

5.
هتف منفّذو أوامر القمع: "نقابة نقابة، تحمينا من العصابة". من حقكم تكوين نقابة لكن خارج اتحادنا العام التونسي للشغل. كوّنوا نقابة مستقلة مثل زملائكم في القمع الشرطيون الفرنسيون. قبل الثورة كنتم تتجسسون على النقابيين صباحا مساء و يوم الأحد فهل يُعقل أن ندخل دارنا جواسيس، و هذا وصف لطبيعة عملكم و ليس ثلبا. كنتم تردّدون على مسامعنا تبريرا لجرائمكم أنكم مأمورون و هل يأتمر العاقل بأوامر غير العاقل من ضبّاطكم؟
6.
حصاد اليوم: شاركت في تجمّعات في شارع بورقيبة و في تجمّع بالآلاف أمام مقر الحكومة بالقصبة حيث التقت قافلة الحرية القادمة من سيدي بوزيد مع جماهير العاصمة و الأحواز. يرددون بصوت واحد مزلزل: "الشعب يريد، إسقاط الحكومة". رفعت أنا شعاري الموازي للتيار: " جل النقابيين يصرون إلحاحا على إلغاء مؤسسة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل شقيق التجمع الدستوري الديمقراطي". و جدت معارضة و تعاطف.