فكر فخامة الرئيس في طريقة يحتج بها على خلعه فقرر إحراق نفسه... توافد على المكان الذي سينفد منه قراره كل وكالات الأخبار العالمية لتغطية الحدث... سلطت عليه الأضواء... سكب على نفسه البنزين, أخذ الولاعة... تذكر مواطنه الذي زاره في المشفى فأطلق ساقيه للريح..

للأسف وحدها لحظات التخمة تظل عالقة بذاكرتك سيدي الرئيس٠٠ بذاكرتي أنا آهات شاب عاش زمن الإغتراب٠٠ هو غريب الوطن وأنت غريب بين آلام شعب ثائر٠
مودتي وتقديري

تحضرني أغنيات شهدتها شياه أبي القاسم الشابي في الربى
ثغاء جميل ينبعث من جنبات الوهاد
عصافير تغرد فرحا برحيل الطاغية
عادت آمال الشعب لتحيا لو تركها المتزلفون ممن لايزالون يحيطون بمائدة صاحب الفخامة الذي استقل طائرته ولاذ بالمناص بما خف وزنه وغلا ثمنه سبائك من عرق السواعد
حتى وهو في مسابقته للريح لم ينس أن ينتزع قسطا أخيرا من مدخرات الوطن
هكذا طحالب الحكم تفعل
أما عامة الشعب فليس لها سوى انتظار ذئاب المرحلة حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود
نصك أخي مبروك بمعان ثرة ومن وحي اللحظة التاريخية العصيبة التي يمر بها جزء من أمة مثخنة بالجراح
محبتي.