بعد الضجة التي أثيرت داخل قبة البرلمان حول التنصت على الهواتف من قبل المخابرات (الديستي)، أتى الدور مجددا على إحصاء أنفاس مستعملي الشبكة العنكبوتية.

وتفيد مصادر بأن "خلية" من تقنيي جهاز إدارة مراقبة التراب الوطني "الديستي" تشتغل على تتبع مصدر عدد من العناوين الإلكترونية، إلى جانب بروفيلات الآلاف من منخرطي الموقع الاجتماعي "الفيس بوك"، الذي أثبتت الأحداث المتتالية بالعيون والحسيمة وتنغير ... أنه إذا بحد ذاته حركة اجتماعية قائمة ووسيلة إعلامية فعالية غير خاضعة لمقص الرقيب.

"البوليس السياسي" الذي كان مشغولا بالأمس بتتبع ورصد تحركات مناضلي الحركة "اليسارية الراديكالية" و"الحركة الإسلامية المتطرفة"، صار اليوم "تائها" أمام الملايين من منخرطي أكبر حزب سياسي بالمغرب، الذين ينالون بطاقة العضوية بمجرد أن يفتحوا حسابا لهم في الفيسبوك أو باقي المواقع الاجتماعية ذات الطابع التفاعلي.

فما لا يضعه بعض مستخدمي الإنترنت في الحسبان أن كل ما يفعلونه على شبكة النت والمواقع التي يزورونها، والمعلومات التي يقدمونها أثناء التسجيل في بعض المواقع، التي يزورونها والمعلومات التي يقدمونها أثناء التسجيل في بعض المواقع، والحوادث التي يشاركون فيها ضمن المنتديات أو في غرف الدردشة، والرسائل التي يكتبونها للمجموعات الإخبارية، والكلمات ةالعبارات التي ينقبون عنها باستخدام محركات البحث وحتى الملفات التي يستخرجونها من بعض المواقع، كل ذلك يتتبعه رقيب "عتيد"
والوقائع تكذب الاعتقاد السائد بأنه يكفي أن يدخل الزائر ساحات الحوار باسم مستعار وعنوان بريدي إلكتروني زائف، كي يخفي هويته عن العالم بأجمعه. فالساهرون على التجسس على الشبكة لا ينامون، يسجلون كل حركات وسكنات الزائرين. إنهم فضوليون وقادرون على التسرب إلى كل الخصوصيات.












هذا الشاب، الذي سبق له تصميم بوابة إلكترونية ضخمة ضمنها معطيات وافية عن حياة الملك محمد السادس ومنجزاته ومعطيات أخرى تتعلق بالمغرب وتطوره في العهد الجديد، قام ببعث رسالة إلى عدد من الجهات الرسمية في حكومة أبو ظبي مفادها أن الأمير المفقود يوجد بمنزله.

وضمن الرسالة، التي بعث بها إلى كل من بوابة حكومة أبوظبي، ومركز اتصال حكومة أبو ظبي التابع لوزارة شؤون الرئاسة، عبارة "المرجو من السلطات أن تأخذ هذه الرسالة بجدية ولا أحد على علم بمكان تواجده بما في ذلك السلطات المغربية. اتصلوا بي فورا عبر بريدي الإلكتروني".

صاحب الرسالة باشر هذه العملية باتخاذ احتياطاته اللازمة حتى لا ينكشف أمره، عبر انتحال هوية مستعارة كعادته حين يبحر على الإنترنت مدردشا، باختيار اسم مستر هشام.
بعد مرور ساعات، سيتوصل مستر هشام، عبر علبته البريدية، برسالة هامة مقتضبة من شخصية رفيعة تقول:"إلى مستر هشام المرجو تأكيد المعلومات الواردة برسالتك وذلك عن طريق الاتصال بي مباشرة على رقمي، أو عن طريق الاتصال بالعنوان الإلكتروني هذا".
مستر هشام ظن ان حيلته انطلت على مسؤولي هذا البلد، ليطلب فدية مقابل تقديم معلومات عن الأمير المفقود الذي حبس أنفاس دولة بكاملها لمدة خمسة أيام تبحث عن جثة الغارقة في إحدى البحيرات القريبة من تمارة.

وعوض أن يتوصل مستر هشام بمبلغ الفدية، فوجئ برجال الشرطة يقومون باقتياده إلى مخفر، قبل أن يحال على وكيل الملك الذي أمر بإيداعه السجن ومتابعته في حالة اعتقال بتهمة محاولة النصب وإدخال معطيات في نظام للمعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الإحتيال.

ليست هذه الحالة الوحيدة التي سيؤدي فيها الإدمان على الإنترنت وغرف الدردشة إلى السجن، بل حدث أخطر من ذلك عندما قاد الاشتباه في شاب ينحدر من حي الآلفة بالدار البيضاء في كونه يعمل لحساب إحدى الجماعات الإرهابية، إلى أن يقضي بضعة أيام داخل معتقل تمارة، ولم يخل سبيله إلا بعد ان تأكد لمحققي جهاز الديستي المشرفين على المعتقل أن لا صلة له بذلك. وجاء اعتقال هذا الشاب بناء على شكايات من سيدات كن عرضة للابتزاز، بعد أن تمكن في وقت سابق من قرصنة حسابهن في الهوتميل واستولى على عدد من صورهن التي تبرزهن في أوضاع مخلة بالحياء، وكان يجني من وراء هذه العملية أموالا طائلة، بل إنه استطاع بهذه التقنية أن يستدرج بعض الفتياة اللائي وقعن في شباكه إلى منزل عائلته حيث أقام معهن علاقة جنسية كاملة.محققو تمارة وظفوا تصريحاته في إلصاق تهمة النصب والفساد.

جريدة "الحياة"