منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأخبار المنوعة (https://www.profvb.com/vb/f3.html)
-   -   الحقوق العاطفية والنفسية للزوجة (https://www.profvb.com/vb/t59724.html)

lamhamdi22 2011-01-12 13:23

الحقوق العاطفية والنفسية للزوجة
 
الحقوق العاطفية والنفسية للزوجة



الإنسان مخلوق اجتماعي في حاجة نفسية دائمة لمن يؤنسه ويعايشه، بدليل قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فهو في حاجة إلى مودة الرفيق وسكن المؤنس ورحمته وعونه، لذلك ركن إلى الحياة الزوجية، والبناء الأسري القائم على المودة والرحمة والسكن العاطفي والنفسي، الذي لا تستقيم الحياة الزوجية ولا تتحقق بدونه، لأنها حسب علم الطب الحديث وعلم الاجتماع و خبراء العلاقات الزوجية، هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع السليم المعافى المتعاون، وأنها الخطوة الأولى نحو الحياة الإنسانية السليمة الخالية من الأمراض النفسية والعقلية والتناسلية. فالقارئ المنصف لتاريخالإسلام لابد أن ينبهر بالمكانة الرفيعة التي منحها الإسلامللمرأة حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنها:"من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي"رواه الطبراني والحاكم. ولذا نجد أن الإسلام -القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة- قد وضع قواعد دقيقة جدا لكل أمور الزواج، واهتم بكل تفاصيل الحياة الزوجية، وبالطبع من أهم هذه الأمور على الإطـلاق أمر الجماع وممارسة الحب بين الزوجين، ولم يجعل أي حرج في تناول أخص خصوصيات علاقة الزوج بزوجته فعالجاها بوضوح تام باعتبارها جانباً رئيسياً من جوانب الدين والحياة، ونبه إلى الكثير من الأخطاء التي ترتكب أثناء تلك العلاقة ما بين الزوجين، التي تتسبب في مشاكل كثيرة، تعود في غالبيتها إلى سبب أساسي، هو الجهل بما يتعلق بآداب العلاقة الزوجية الحميمية ومقاصدها الأساسية، والتي لا يقتصر القصد الرئيسي من ورائها - كما يؤمن بذلك الكثير من الذكور -على قضاء الرجل لوطره الجنسي من زوجته بأي طريقة وكيفما اتفق لغاية إنجاب الأولاد فقط، بل هناك مقاصد أخرى عاطفية ونفسية لا تقل عن الجنس أهمية، والذي يعتبر غريزته من أقوى وأخطر الغرائز أودعها الله تعالى في نفس الإنسان رجلا وامرأة، والتي تستيقظ في نهاية العقد الأول من العمر، ويتكامل ظهورها غالباً عند منتصف العقد الثاني، وهي في الغالب عند الفتاة أبكر منها عند الفتى، وأقوى عند المرأة من عند الرجل. فقد ركز الإسلام على مراعاة المحبة والوفاق العاطفي والتوافق الجنسي بين الزوجين كشرط لإقامة علاقة مترابطة ودائمة، لما له من دور أساس في تعميق الصلة واثراء العلاقة الحميمية بين شريكي الحياة. والذي لا يتحقق إلا بالتواصل الجيد بين الزوج والزوجة والإعراب الصريح عما يشعر به كل واحد منهما أثناء ممارسة الحب بحيث يعرف كل منهما ما يمتع الآخر ويشبع رغبته ويصل به إلى أعلى درجات النشوة. ومن بين الوسائل- كما يقول خبراء العلاقات الزوجية- استخدام الكلام الصريح جدا دون خجل ودون مواربة، والذي ذكره الله سبحانه وتعالى العارف بخبايا النفوس ونوازعها في كتابه الكريم فقال: "وقدموا لأنفسكم" التي يقول عنها المفسرون: أي ابدءوا بالمداعبة والملاطفة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنكرا مسلك الذي يسئ معاملة زوجته ثم يدعوها بعد ذلك إلى الفراش ويقع عليها كالدابة بدون مقدمات:'لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة" وقوله: "يظل أحدكم يضرب زوجته ضرب العبيد ثم يدعوها إلى فراشه".. حديث ابن ماجة. فقلة الوفاق وندرة التوافق الجنسي يقتل الحب ويميت التعاطف والتفاهم ويقلب متعة الحياة الزوجية إلى جحيم دائم، لذلك نهي القرآن عن مباشرة الرجل لزوجته دون تمهيد وتدرج، كما جاء في الآية الكريمة السالفة الذكر، وذلك لأنه سبحانه وتعالى ما أوجود العلاقة الجنسية في الإنسان عبثاً ولا شراً ولا خطيئة، بل هو وجود مقصود، يستهدف تحقيق وظائف هامة في حياة الإنسان، حيث أنه عبرها يكون استمرار النسل البشري، وبواسطتها تقوم الحياة العائلية، كما أنها مصدر إمتاع ولذة للإنسان، وقناة تنفيس للكثير من همومه وأتعابه، ولذلك رفض الإسلام كبتها، لما في ذلك من تفويت لمصالح الجنس البشري، والمجتمع الإنساني، والسعادة الشخصية، ولما قد يؤدي إليه ذلك من أضرار نفسية وصحية من عقد وأمراض.
ومن أجل ذلك يأمر الإسلام الرجل أن يتجمل لزوجته كما يحب أن تتجمل هي له،وإن لنا قدوة في اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنظافة والتزين والسواك والاغتسال والتطيب وتسريح الشعر وخضاب الشيب بالحناء والاكتحال بالإثمد والاهتمام بطلاقة فصاحتة وبلاغته ومدلولاًوفي ذلك يقول عليه الصلاة وسلام: "اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم واستاكوا، وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم". بل إن الإسلام ذهب أبعد من ذلك فمن ضمن الآداب التي شرعها ما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم، وإن كان فيه ضعف، أنه لا ينبغي للإنسان أن يأتي امرأته دون مقدمات حيث قال:"لا يرتمي أحدكم على امرأته كما ترتمي البهيمة، اجعلوا بينكم وبين الجماع رسولاً" قالوا: وما هو يا رسول الله، قال "القبلة والكلام". وقد روى مسلم والنسائي أن رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وفي بضع أحدكم صدقة فقال: يا رسـول الله أيأتي أحدنا شهوته ثم تكون له صدقة؟ فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".
وليس الحديث النبوي وحده الذي تطرق لآداب المعاشرة بين الأزواج، بل إن القرآن الكريم تعرض لهذه القضايا في عدد من الآيات حتى تلك التي اهتمت بأحكام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن حيث يقول سبحانة وتعالى(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).فيا لروعة التعبير الذي توحي به كلمة "اللباس" من معاني القرب واللصوق والدفء والستر والزينة والوقاية، فالمرأة لباس الرجل والرجل لباس المرأة، والرفث هو الجانب الجنسي المثير للشهوة والذي يسبق الجماع والمواقعة والبُضع كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم "وفي بُضع أحدكم صدقة"
بعد كل هذا، أيحق للمرأة المسلمة أن تحب وتحَب، تغازل وتُغازَل؟ يتقبلها زوجها بصدر رحب منشرح دون أن يجد في نفسه حرجا من فتح باب سيارته لها إجلالا وتقديرا واحتراما، أو تقديم وردة لها عربونا عن حبه لها ، بكل بساطة وهل الزوج العربي المسلم مستعد للتعبير لزوجته عن سعادته معها، دون أن تمنعه كبرياء فحولته، وتصده عظمة ذكوريته عن ذلك.
لا وألف لا، وبالرغم من أننا مجتمع له ديانة سمحة ومذاهب قوية تنظم العلاقة الزوجية فيه، العاطفية والسلوكية والجنسية، وتحل عظيم مشاكلها، لكن لا سبيل إلى التطبيق؟ لأن الرجولة الزائفة والفحولة الواهية، تدفع الكثير من الذكور، مع الأسف، إلى إجهاد النفس لتجاوز الآيات التي تدعو إلى هذه القيم الإسلامية السمحة الراقية التي ترفع الظلمعن الزوجة وتحقيق لها المساواة في المعاشرة، وتخلصها من العبودية وتحرّرها جسدياًوروحياً وعقلياً وقلبياً، والتمسك بالتأويلات التي تناطح كل هذه السلوكات الإنسانية الرقيقة، وتفندها بالأدلة الواهية والحجج الفارغة على اعتبار أن تلك التعاليم ليست سوى سلوكات رومانسية أوروبية كافرة لا تتماشى مع التعاليم التي ينسبونها للإسلام متسترين وراء الحياء المزيف الذي يصطنعه الكثيرون عند الحديث عن الحقوق العاطفية والنفسية والجنسية للزوجة..



الساعة الآن 11:48

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd