بســـــم اللــــه الرحمـــــن الرحيـــــم
السلام عليكم ورحمة الله،
تحية مباركة طيبة خالصة، وبعد،
في خضم الزخم الكبير الذي يعرفه قطاع التربية والتكوين، من حيث المذكرات والمراسيم ...إلغ، والتي نرى أنها تريد إحداث تغيير معين، بوثيرة معينة، إلا أن هذا التغيير لا نرى له أثرا واضحا على مستوى المؤسسات ما عدا بعض الرتوشات القليلة والباهتة، من صباغة وبوابات وتوظيفات ....ونحن نعيش هذه السيرورة، نرى أن الأعماق التربوية لم تشملها يد ((الاستعجال)) ألا وهي التصورات والعقليات والسلوكات، وربما هي الأهم والأخطر، فإلى يومنا هذا ماتزال علامات الفحش والمحسوبية وغيرها حاضرة بقوة، مايزال السيد الأستاذ لا تعترف له بحقوقه ولا يقدر جهده وعمله، وكثيرة هي الهنات القاتلة التي فعلا تؤثر بشدة على سير القطاع، من هنا نريد أن نضع أصبعنا على تغيير واجب ولازم، وربما ستجد له الوزارة ضرورة وتعمل على تسطيره وتحقيقه، ويتعلق الأمر بدور السيد المؤطر، الذي ما يزال يعيش الفراغ والراحة، وما تزال وظيفته ((دركية)) ـ نسبة إلى ((الدرك)) ـ مئة في المئة، بحيث يفتش بعقلية تقليدية: النظر في التوثيق والدفاتر وغيرها من الأوراق، مهملا الإنتاجية الفعلية للأستاذ، وعمليته التربوية التي يمارسها يوميا، وموضعته في الفصل ومجاراته لتعثرات التلاميذ.....وفي النهاية تجده يقيم العمل بنقطة عددية وملاحظات من قبيل ((على السيد الأستاذ أن........؟؟؟؟)) وربما هذه سلوكات لا تحتاج إلى مركز للتكوين ومصاريف ومشاكل. لقد آن الأوان أن تتغير هذه الصورة النمطية :
(( الدرك التربوي)) و(( السلطة المستبدة)) و ((الراحة الطويلة))، تحتاج المدرسة اليوم إلى نفس جديد، ورؤية إبداعية حقيقية، ويقظة قوية، ومتابعة واقعية وميدانية، وفعالية إيجابية تنحو نحو التشارك والتواصل والبناء الفعلي لمدرسة قوية وإيجابية، وهذا لن يتأتى إلا بإسناد أدوار طلائعية للسيد المؤطر، وعلى رأسها ((التدريس والممارسة)) كأن يحدد له جدول زمني يدرس خلاله فصول متميزة ـ إما متفوقة أو ضعيفة ـ حتى تكون رؤيته وأفكاره ومشاريعه قريبة من الواقع العملي، خاصة وأن البيداغوجيات الحديثة تتطلب ممارسة عملية حتى يقف المشرف والمؤطر على طبيعة المشاكل ويحصيها ويقوم على معالجتها برفقة فريق متراص من الأطر التربوية، بهذه الطريقة يمكن أن نضطلع بمراتب ريادية في تطوير المنظومة التربوية، واستعادة حيوية القطاع التعليمي ومنحه نفسا جديدا يتماشى والتغيير الحقيقي ويساهم في بناء مدرسة وطنية فعالة.