|
قداسة البناء العشوائي.. أو حين تهزم الدولة نفسها قداسة البناء العشوائي.. أو حين تهزم الدولة نفسها عبد العزيز العبدي: كيف يمكن للدولة أن توفق بين ارادتها المعلنة في تتبيث حكامة رشيدة،قوامها احترام القانون و التقيد بمقتضياته،في تدبير شؤونها الداخلية من جهة و في علاقتها بالمواطن من جهة أخرى، و قوامها أيضا احترام حقوق الانسان في معناها و مبناها المطلق؟؟ مناسبة القول،صدور مقال بجريدة الصباح بتاريخ 07 يناير 2011 ،يسرد وقائع المفروض أنها وقعت بقيادة عامر بضواحي مدينة سلا، حيث زعم صاحب المقال أن القائد بالمنطقة عمد لاعتقال مواطنين ، و كبلهم بالحبال و القيود، و عذبهم و حلق رؤوسهم،قبل أن ينقلهم، و هم على هذه الحالة لمركز الدرك الملكي من أجل تلفيق محضر لهم،بتهمة اهانة موظف أثناء قيامه بعمله. الدرك أطلق سراحهم ليتوجه الضحايا لمكتب السيد وكيل الملك العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط و يضعون شكوى ضد القائد المستبد... الكاتب يشير في آخر المقال ، و بين مزدوجتين مفتعلتين،أن السيناريو أعلاه هو من حبك لوبيات البناء العشوائي،الذين تضايقوا من صرامة القائد المعين حديثا في محاربته لفسادهم... المقال الصحفي يتحدث عن وقائع، المفروض أنه تأكد من وقوعها،و الوقائع هي اعتقال مواطنين،تقييدهم و صب الماء عليهم،حلق رؤوسهم و نقلهم للدرك الملكي ثم تقديمهم لشكايات أمام الوكيل العام للملك... الواقعة الوحيدة الثابة في هذه النازلة هي تقديم المواطنين لشكايات أمام النيابة العامة، و الواقعة الوحيدة التي أصبحت متداولة وسط الرأي العام بالمنطقة هو مقال الجريدة المذكورة أعلاه... دون ذلك يصعب التأكد من الكثير من الأحداث،خاصة و أن مصادر على اطلاع بخبايا المنطقة،تؤكد فيما يخص الوقائع أن رؤوس الشباب الذين قدموا شكايات ليست بحليقة،و أن مقر القيادة لم يشهد اعتقالا تحكميا كما أن المقال لم يشر لمكان هذا الاعتقال....و فيما يخص السياق العام للواقعة،فهي تندرج في الانزعاج الذي يبديه لوبيات البناء العشوائي من صرامة القائد الذي استطاع أن يجتث سرطان البناء العشوائي في مدة لم تتجاوز الشهرين و بشكل مطلق......لوبيات تجد لها للأسف موطأ قدم داخل المجلس الجماعي للمنطقة و بإسم حزب ما فتئ يعلن عزمه على تأهيل المشهد السياسي بما يتماشى و المشروع الحداثي الديمقراطي الذي تبنته الدولة في أعلى هرمها... ما يروج له نفس اللوبيات هو كونهم انتصروا على ذات القائد، الذي يستقبل في ادارته لجنة تحقيق موفدة من وزارة الداخلية،بما يعني هزمهم لعمق ارادة الدولة في محاربة الفساد العقاري..... لعل ما صرح به مصدر مطلع، من كون الأغلبية تستعد لتقديم استقالتها بشكل جماعي، في حالة ما إذا استمر الضرب تحت حزام الديمقراطية ،قد يشكل تأسيسا لاحتجاج منتخبين من أجل الدفاع عن هيبة الدولة و سلطتها ضد ذات الدولة و ضد سلطتها. |
| الساعة الآن 22:24 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd